عبدالسلام الدباء * - تشهد شوارع العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية ظاهرة مقلقة تتمثل في الاستخدام المفرط لمنبهات الصوت العالية، خاصة من قبل سائقي الدراجات النارية وباصات النقل الصغيرة.. اللافت أن العديد من هذه المنبهات مخصصة في الأصل للقاطرات ومعدات النقل الثقيلة، ما يجعلها تصدر أصواتاً قوية ومزعجة تتجاوز الحدود المقبولة.
لقد باتت هذه الأصوات العالية تشكل إزعاجاً مستمراً في الشوارع وأمام المستشفيات، ومصدر إزعاج دائم للناس في الأحياء وتقاطعات الشوارع في كل مدينة، حيث تُستخدم بشكل مفرط ومستفز، مما يؤثر سلباً على المارة وسكان الأحياء المجاورة، كما لا يقتصر الضرر على الإزعاج العام، بل يمتد ليطال المرضى في المستشفيات الذين يحتاجون إلى بيئة هادئة للتعافي، ما يُعد انتهاكاً واضحاً لحقوقهم.
إلى جانب الإزعاج، تتسبب هذه الممارسات في تلوث سمعي له آثار خطيرة على الصحة العامة، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن التعرض المستمر للأصوات العالية يؤدي إلى مشكلات صحية، مثل التوتر، ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، ما يُفاقم من معاناة المجتمع الذي يعاني أصلاً من تحديات اقتصادية وصحية.
ولعل من أبرز المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة المتعلقة باستخدام الأصوات العالية، هو وقوع بعض الحوادث المرورية، فهذه الأصوات العالية التي تصدر عن الدراجات النارية والباصات الصغيرة تُربك سائقي المركبات الأخرى، خاصة عند توقعهم بوجود قاطرات أو معدات نقل ثقيلة بالقرب منهم.. هذا الإرباك يدفع السائقين إلى محاولات هروب مفاجئة قد تنتهي بحوادث خطيرة، لا سيما في أوقات الازدحام المروري.
إن الحاجة والضرورة اليوم، تقتضي أن يتم العمل على وضع تنظيم صارم وضوابط فعاله من اجل الحد من هذه الظاهرة، كما يتعين على الجهات المختصة متابعة الالتزام المستمر بهذه اللوائح ومنع استخدام منبهات الصوت العالية المخصصة للناقلات الكبيرة والتي لا يتناسب استخدامها في الدراجات النارية والمركبات الصغيرة داخل المدن، وتحديد غرامات مالية على المخالفين، كما يجب أيضاً تكثيف حملات التوعية بأضرار هذه الأصوات على الصحة العامة والسلامة المرورية.
إن التعامل الريع مع هذه المشكلة وبجدية عالية، هو خطوة ضرورية لتحسين جودة الحياة في المدن اليمنية وحماية سكانها من أضرار الإزعاج والتلوث السمعي والمخاطر المرورية.
__
* مستشار وزارة الشباب والرياضة
|