عبدالسلام الدباء * - ما بين عام 2024م الذي غادرنا وعام 2025م الذي أطل علينا، تتجلى في الذاكرة تجارب عشناها، وذكريات حملناها، وأحلام نسجناها، وأمنيات نستقبلها بشغف، رحل عام آخر تاركاً خلفه بصماته على حياتنا، ليحل محله عام جديد يحمل معه الأمل بغدٍ أفضل.. لقد كانت سنة 2024م مليئة بالمواقف التي تراوحت بين الصواب والخطأ، الفرح والحزن، الندم والتجاهل..
في العام المنصرم، فقدنا بعض الناس والزملاء لكننا ربحنا أناساً جدداً، وفي جوانب معينة تغيّرت معادلة العلاقات مع بعض الأقارب والأصدقاء، وفي المقابل ظهرت لنا وجوه جديدة مليئة بالحب والتقدير.. أما الأيام فقد كشفت لنا عن بعض الحقائق التي لم نكن نراها، فظهرت لنا معادن بعض البشر بوضوح، سواء أكانت تلك المعادن نقية أو تخفي عنا زيفها..
لقد تعلمنا الكثير من هذه السنة الماضية؛ ومن ذلك أدركنا أن الحزن لا يستحق منا كل هذا العناء ما لم يكن عائقاً أمام طريقنا.. كما تعلمنا ان لا نتسرع في الحكم على أخلاق الناس إلا بعد أن نراهم في لحظات الغضب، وتعلمنا أيضاً أن الطيبة أحياناً قد تكون خطيئة إذا أُسيئ استخدامها، وعرفنا أن القلوب البيضاء هي عملة نادرة في هذا الزمن..
وبلا شك فإن السنة الماضية لم تخلُ من آلامٍ تألمناها بسبب ما تعانيه بلادنا اليمن من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة ومعقدة، كما أنها لم تخلُ أيضاً من الحزن والألم على إخواننا الفلسطينيين في غزة وما حل بهم من مآسٍ وقتل ودمار جراء العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة.. وعلى الرغم من أن مشاهد الوجع والآلام كانت قاسية علينا، إلا أنها قد زادتنا قوة وإيماناً بأن عدالة الله قادمة لا محالة، وبأنها سوف تقتص من كل من أفسد في الأرض وسفك الدماء..
واليوم ونحن نخطو في بدايات العام الجديد 2025م، فإننا نحمل آمالاً بأن يكون هذا العام مفعَماً بالمحبة والسلام والوحدة، وتحدونا الامنيات بأن يعم الأمن والاستقرار كل ربوع وطننا الغالي، وأن يكون هذا العام شاهداً ومبشّراً بميلاد اليمن الجديد، اليمن القوي والموحد الذي يتسع لكل أبنائه والذي يعمل فيه الجميع من أجل التنمية والازدهار في ظل دولة جامعة، عادلة وحرة وذات سيادة وإرادة مستقلة تحقق كل طموحات الشعب وتعيد إليه كرامته ومجده..
وختاماً.. بما أننا ما زلنا في الشهر الأول من العام الجديد، فلا يزال بإمكاننا أن نقول للجميع، نرجو لكم عاماً سعيداً، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وشعبنا ووطننا اليمني الكبير أقرب إلى تحقيق أهدافه النبيلة وطموحاته المشروعة.
_
*مستشار وزارة الشباب والرياضة
|