أحمد الزبيري - عاد ترامب للبيت الأبيض بوجهه النحاسي الجاف وشعره الأصهف وتسريحاته الترامبية، منتقماً ممن سرقوا منه انتخابه في 2020 -2021م، متوشحاً بشعاره "أمريكا أولاً"، مطلِقاً الوعود لعصر واشنطن الذهبي والرسائل والتهديدات، معلِناً عظمة أمريكا التي ستتسع باتجاه كندا وصولاً إلى جزيرة غرينلاند التي تتبع الدنمارك، مطالباً حلفاء أمريكا الأوروبيين بدفع ثمن الحماية لهم وتعديل الميزان التجاري، والهدف أن يصبحوا أكثر خضوعاً وتبعيةً للكابوي الأمريكي..
أما بالنسبة للحرب الأطلسية الروسية والتي لطالما وعد بأنه سيحلها في اليوم الأول من رئاسته، بدأت تأخذ منحى آخر ويستبدل ذلك بنتائج لقائه مع الرئيس بوتين..
بطبيعة الحال هناك الكثير من الكلام المكرر الذي سمعناه في رئاسته الأولى ونسمعه الآن، ومنطقتنا ليست استثناءً في هذا السياق.. كيان العدو الصهيوني صغير بالنسبة لهُ ويريد أن يوسعه وسيفعل ذلك على ما يبدو أينما كان ذلك ممكناً، والعين الصهيونية على الضفة الغربية والأراضي السورية التي احتلتها بعد دخول الفصائل السورية -المصنفة إرهابياً حتى وقت قريب- إلى دمشق..
بالنسبة لليمن، ترامب في نهاية رئاسته الأولى يُدخِل أنصار الله والشعب اليمني قائمة الإرهاب، وبايدن في بداية رئاسته يُخرِجهم، ويأتي ترامب في أيامه الأولى ليعيد هذا التصنيف، واللافت أن هذا القرار اتُّخذ بعد اتصال بين بن سلمان وترامب، فالأخير تحدث عن 500 مليار دولار أي نصف تريليون بالوفاء والتمام، في حين أبدى بن سلمان استعداده لتقديم 600 مليار قابلة للزيادة، مما جعل الرئيس الأمريكي الاستثنائي يطمع للوصول إلى التريليون، وهذا كله مقابل الحماية والصعود إلى العرش، طبعاً هناك جوائز أخرى ستقدَّم أهمها تطبيع السعودية مع كيان الصهاينة..
بكل تأكيد لا أنصار الله ولا أحرار اليمن ولا شعبه العظيم يخاف من هذا التصنيف، ولا من تهديدات ترامب وأتباعه وأدواته فقد جرَّبناهم جميعاً وثوابتنا واضحة، الدفاع عن اليمن وعن المظلومين في هذه الأمة وعلى رأسهم أبناء الشعب الفلسطيني، ولا نخاف إلا الله.. ما يؤلم حقاً أن ثروات الأمة وإمكاناتها وفي المقدمة أبناء الجزيرة العربية تذهب لإعمار أمريكا وتمويل حروب واشنطن والصهاينة، في حين تموج بلاد العرب بالأزمات والحروب والصراعات والفتن وسببها المال النفطي الخليجي الذي لطالما أنقذ كيان اليهود في فلسطين ومده بالحياة، وهناك الكثير في هذا الجانب مخفي وسيُكشَف.. لقد تحول المال النفطي من نعمة إلى نقمة، وهذا لن يتغير طالما بقيت الأنظمة الوظيفية.. ولا أحد إرهابي وصانع للإرهاب سوى أمريكا والصهاينة وحلفائها وأتباعها، ودور أنظمة النفط الوظيفية في هذا كله وفي تدمير البلدان والشعوب العربية لم يعد يحتاج إلى دليل، وبالتالي تصنيف أمريكا لنا بالإرهاب مردود على من صنَّف وأيَّد وابتهج، والشعب اليمني الحر الأبي مستعد لكل الاحتمالات..
خلاصة القول، أمريكا امبراطورية تتهاوى.. وأوهام القوة سيدفع ثمنها من يعتقد بها. |