مطهر تقي - اخيرا وبعد خمسة عشر شهرا من هول إبادة إسرائيل (بدعم أمريكي وغربي)أهلنا في غزة بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣ تم الاتفاق بين حركة حماس الإسلامية وإسرائيل اليهودية على وقف الحرب على مراحل ثلاث يتم فيها اطلاق الأسرى الاسرائيليين المحتجزين ومئات من المساجين الفلسطينيين لدى إسرائيل وانسحاب إسرائيل على مراحل من غزة وذلك ابتداء من يوم الأحد القادم.... ولاشك ان الاتفاق قد وضع حدا لحرب الإبادة من قبل إسرائيل وتوج الصمود الفلسطيني الذي كان ثمنه أكثر من مائتي ألف شهيد وجريح ومفقود فلسطيني اي ما يساوي ٦%من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم اثنين مليون ومائتي ألف مواطن وتهديم قرابة
٨٠% من إجمالي المباني في غزة ولا شك ان ذلك كان ثمنا عظيما ومهول في نفس الوقت لكنها إرادة الشعوب التي لاتخضع حساباتها للخسارة والربح أمام الحرية من استعباد وإذلال الاحتلال.
وإذا كان الفلسطينيون في غزة قد دفعو ذلك الثمن العظيم فإنهم في المقابل ونتيجة لصمودهم الاسطوري قد جعلو إسرائيل التي لاتقهر تدفع ثمن احتلالها فقد قتل من الجيش الإسرائيلي وحسب تقديرات مستقلة قرابة خمسة عشر ألف جندي قتيل(نسبة كبيرة منهم من المرتزقة الذي لاتذاع اسمائهم)وضعف ذلك العدد من الجرحى بجانب قرابة أكثر من ثلاثة آلاف دبابة و آلية عسكرية بالإضافة إلى ما اصاب إسرائيل من خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة توقف ميناء إيلات البحري بفعل الصواريخ والطائرات اليمنية وتوقف تدفق السياح الأجانب وكذلك توقف عجلة إنتاج المصانع نتيجة التحاق العمال والموظفين بالجيش الإسرائيلي وهجرات مئات الآلاف من مواطني إسرائيل إلى البلدان الاصلية التي اتو منها والأهم من ذلك أن هدف إسرائيل الأول من حربها في غزة المتمثل بإبادة قوة حماس العسكرية وإخراجها من المعادلة السياسية لم يتحقق تماما كما أكد يوم أمس الاول وزير الخارجية الأمريكي بأن حماس قد استطاعت أن تدرب قوات جديدة لتعويض مافقدته أثناء الحرب ذلك في الجانب العسكري أما الجانب السياسي لحماس فلا زال باقي والدليل على ذلك أن حماس هي من وقعت على إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل....
والخلاصة التي نستنتجها من الاتفاق أن الخمسة عشر شهرا من الابادة والصمود آن الشعب الفلسطيني قد استطاع خلال تلك الأشهر وبالرغم من كل التضحيات العظيمة أن يلفت انظار العالم خصوصا شعوب الدول الغربية إلى عدالة قضيته وأن من حقه أن يعيش حرا بدولته المستقلة وأن تلك الشهور والاتفاق الذي تم التوقيع عليه هو محطة نضالية جديدة بعدها محطات متتالية من استمرار الثورة سواء كانت عسكرية او سياسية حتى يتم تحقيق حلم كل فلسطيني ويبقى على الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم و يتجاوزوا خلافاتهم التي كانت سببا رئيسيا في استمرار صراعهم الوجودي مع الاحتلال الإسرائيلي وعليهم كذلك ان يتعاملون بسياسة حذرة مع المتغيرات السياسية العالمية.
والله محقق حلم كل أبناء فلسطين. |