موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بدء فعاليات المؤتمر العلمي السادس لجامعة 21 سبتمبر - نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الدكتورة وهيبة فارع - نحو مليوني فلسطيني في غزة بلا مأوى - 660 ألف طفل في غزة خارج التعليم - 6 شهداء و35 جريحاً في عدوان إسرائيلي واسع على جنين - الصحة الفلسطينية : 72 شهيدا بقطاع غزة خلال 24 ساعة - رئيس المؤتمر يواسي آل الراعي - وزير الخارجية يوجه دعوة هامة لمنظمة "اليونيسف" - "أسرانا على موعد مع الحرية"... حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف النار - صدور قانون جديد -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 26-يناير-2025
د. عبدالوهاب الروحاني -
لا يعترف بالرمادي ولا بالألوان الغامضة، مشاكس حد التمرد، له لون واحد، وطبع واحد، ربما حاد، لكنه صادق وواضح كالشمس، صاحب قرار وموقف، يُعلي من شأن الثوابت الوطنية ويعتبرها مقدسة، جمهوري من الماء إلى الماء، وحدوي حتى العظم، أعلن موقفاً حازماً من "الفيدرالية" التي ابتدعها حوار "الموفمبيك" (2013م) بكونها "مقدمة للتمزيق وعودة للانفصال"، فرفض الحوار واستقال من تنظيمه الذي شارك في تأسيسه وانتمى إليه وأحبه، وذلك كان شأنه مع المواقف التي تتعارض مع وجهة نظره في القضايا الوطنية..
الكثير من المواقف الصلبة التي اتخذها خلال مسيرته السياسية تعود لخلفية تكوينه العسكري بالذات؛ فهو نشأ وتربى في محيط وبيئة سمحت له بمواصلة تعليمه وتفوقه؛ في صنعاء مركز العلم والاستنارة كان مولده ونشأته، تعلم في مدارسها ونهل من معارف كبار أدبائها ومشائخ العلم فيها.. شابٌّ طموح يسابق الزمن، يدرس ويعمل ويبحث عن فرص جديدة في آن، التحق بالكلية الحربية وتخرج منها متفوقاً في العام 1972م..
طموحه، وشغفه في التعلُّمِ وتطوير مهاراته ومعارفه دفعه للسفر إلى مصر ليلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ويحصل على شهادة الليسانس في الحقوق.. عمل في أكثر من مرفق سياسي وإداري واقتصادي ضمنها إدارة بنك التعاون الأهلي للتطوير، الذي أسهم بفاعلية مع زملائه في وضع أسس وقواعد تنظيمه وتأسيسه عام 1979م..
محمد الجائفي، رجل دولة ومناضل كبير، بدأت أسمع عنه وأتابعه وأنا ما أزال طالباً جامعياً، وهو يشغل مطلع ثمانينيات القرن الماضي محافظاً لمحافظة إب، التي عاشت مرارة أحداث المناطق الوسطى، ثم وزيراً للتربية والتعليم خلال الفترة ما بين (1985-1988) ومعارك "المناهج والمعاهد".. جمعتني بالرجل (لاحقاً) لقاءات ومنتديات وتجمعات سياسية واجتماعية كثيرة، علاوةً على زمالتي له في مجلس الشورى منذ العام 2008م، عرفته عن قُرب، صاحب رأي وموقف، يضع النقاط على الحروف، له آراء حدية بشأن المقدسات الوطنية (الثورة، الجمهورية، والوحدة)، كان يشاركنا من قت لآخر في جلسات "مقيل" نقاشية أسبوعية في منزلي بصنعاء، كما كان يشارك في لقاءات "مجلس الحكماء"، الذي شكلناه من نخبة من المثقفين والسياسيين بنتيجة انفلات الأوضاع بعد 2012م.. كنا نقف على المستجدات التي ترتبت على فوضى 2011م.. نناقش الانهيارات المتسارعة لمؤسسات الدولة.. نبحث في الممكن وغير الممكن، نستشرف الكارثة التي تتربص بالوطن، وننقب في الغيب عن نقطة أمل وضوء..

المخزون الوطني
تابع تطورات الأحداث المرتبطة باليمن من نكسة 5 يونيو 67، وما ترتب عليها من انسحاب القوات المصرية من اليمن، إلى انقلاب 5 نوفمبر الذي أطاح بالمشير السلال، ثم تأثر كثيراً بأحداث أغسطس67 وتفاعلاتها، وارتباطها بالوضع المأساوي الذي شهدته صنعاء بين رفاق السلاح الجمهوري بسبب الانتماءات الحزبية المتعصبة، التي انعكست تأثيراتها على مجريات الأحداث شمالاً وجنوباً، بما فيها التأثير على سياسة الجبهة القومية التي تسلمت السلطة بعد انسحاب المستعمر البريطاني من الجنوب (نوفمبر 1967م)، كل ذلك جعله يتخذ موقفاً من التحزب الأعمى، وظل يبحث في مخزون الوطن الثقافي والإنساني غير الملوث بـ"الأفكار المستوردة"..
انشغل محمد عبدالله الجائفي بالعمل السياسي من وقت مبكر، فكان ضمن من اختير لعضوية لجنة الحوار الوطني (1979م)، التي انبثق عنها "الميثاق الوطني"، وأصبح عضواً مؤسساً للمؤتمر الشعبي العام (1982م)، وعضواً قيادياً فيه، وأوكلت إليه مهمة تأسيس معهد الميثاق الوطني في العام 1984م، فوضع قواعد وأنظمة التأهل والتدريب فيه، ثم خاض تجارب رائدة في العمل السياسي.
تدرج في الوظيفة الحكومية من جندي وضابط في القوات المسلحة إلى موظف مسئول، ومن محافظ إلى وزير وسفير حتى استقر به المقام في مجلس الشورى.. قدم عصارة جهده وإمكاناته بعِفة ونزاهة واقتدار..
في إب، خاض مطلع الثمانينيات تجربة مريرة مع أحداث المناطق الوسطى، التي أشعلتها "الجبهة الوطنية"، والتي "نتج عنها - كما يقول الجائفي - قتل الآلاف من المواطنين ومنتسبي القوات المسلحة، وتشريد آلاف من الأسر عن قُراها ومنازلها، ليس ذلك فحسب وإنما زرعت الجبهة في جبال وتباب وسهول إب، وتعز، والبيضاء، وريمة، وذمار أكثر من 12 مليون لغم"، كان الجائفي ينظر لأحداث المناطق الوسطى ليس بكونها "نضالاً" وإنما بكونها "تخريباً"، وهو - كما قال - الوصف المناسب الذي أول من أطلقه على الجبهة القاضي عبدالرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري حينها، وأيده في ذلك كل رجالات الدولة، لسببين:
الأول: أن الجبهة الوطنية تبنت ثقافة لا تنتمي لثقافة المجتمع، ويقصد بها الثقافة الماركسية – حسب رأيه..
الثاني: لأن الجبهة بفصائلها الحزبية الماركسية كانت ترتكب أعمالاً وممارسات لم تضر بالدولة فقط، وإنما أضرت بالمجتمع وأساءت للمواطن..
خلص محمد الجائفي لهذا المفهوم بكونه وقفَ على الأحداث وعاش تفاصيلها ليس من موقع المراقب، وإنما من موقع المسئول.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الإرهاب الأمريكي يستهدف كل اليمنيين
يحيى نوري

كلنا في مواجهة إرهاب أمريكا
توفيق عثمان الشرعبي

قوة أمريكا الإرهابية وَهـْمٌ
أحمد الزبيري

الجائفي.. الموقف والإنجاز.. (1)
د. عبدالوهاب الروحاني

نعم.. لقد كان الثمن في غزة عظيماً ومهولاً
مطهر تقي

الأمة.. والمحظورات الأمريكية و الصهيونية..؟!
طه العامري

استراتيجية مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الهيمنة الأمريكية
د.منعم صاحي العمار

المشكلة مش في نبيل.. المشكلة في النص.. كيف؟!
خالد قيرمان

هوشلية فراعين البنوك وملك الثرثرة
د/محمد علي بركات

العُثرب وما أدراك ماالعُثرب!!
عبدالرحمن بجاش

ذكريات وأمنيات، ما بين عام مضى وعام آت
عبدالسلام الدباء *

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)