موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


450 مليون دولار خسائر الكهرباء في غزة - الابتزاز الالكتروني.. ودور الإعلام في مكافحته - البرلمان يستعرض تقريري السلطة المحلية والخدمات - وزير التربية يدشن اختبارات النقل - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ محمد هشول - إطلاق 369 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال - 48264 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - البرلمان يشدد على أهمية تعزيز وحدة الصف والصمود الوطني - تدشين مبادرة النظافة والتوعية المجتمعية بأمانة العاصمة - عامر يلتقي مدير منظمة "طفل الحرب" -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 03-فبراير-2025
الميثاق نت - بليغ الحطابي ‬: -
غيبت الحرب والعدوان الذي شهدته اليمن على مدى السنوات العشر الماضية المشاريع التنموية والخدمية للدولة.. ففي الوقت الذي يسمع فيه العالم عن أخبار الصراع والحصار الحاصل في اليمن وتفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار أمد الحرب وتوالي الأخبار عن كل ماهو سيئ وبشع يحصل على تلك الجغرافيا يمضي اليمنيون في تأسيس المبادرات المجتمعية والقيام بمشاريع تنموية خدمية كبرى بدوافع ذاتية فشيدوا المدارس والمساجد، ورصوا أغلب الطرق الوعرة، متجاوزين التحديات والصعوبات، لسد الثغرات التي عجزت المؤسسات الرسمية للحكومات المتعاقبة عن القيام بها، وبالذات في سنوات مابعد 2011م المشؤوم.

بديل الدولة..
ولعبُت المبادراتُ المجتمعيةُ دوراً رئيساً ومهّاً في تنمية المجتمعات وتطويرها والنهوض بها، وكما أسهِمت بشكل فعَّال في توفير الخدمات الأَسَاسية التي يتطلَّبُها المجتمع، لا سِـيَّـما المناطقَ الريفية والتي تكون في العادة محرومة من العديد من الخدمات كالكهرباء والماء والصحة والتعليم والغذاء والطرق.

فوائد الحرب..
واثناء الحرب والحصار برزت العديدُ من المبادرات المجتمعية التي أسهمت في بناء السدود والحواجز وتعبيد الطرقات وإحياء الأراضي الزراعي في مختلف المحافظات المحرّرة الخاضعة لسيطرة صنعاء.

أضرار بالغة.. وسلطة الفساد
ولأن الحرب ألحقت أضراراً كبيرة في البنية التحتية والاقتصاد العام للدولة، فإن الاعتماد على الحكومة أو اادولة لشق الطريق لم يكن ممكنا، كما أنا سلطة المرتزقة أو ما تسمى بالشرعية، والحكومة المعترف بها دوليا كما يرددون، تنصلوا من كل التزاماتهم تجاه المواطنين والخدمات العامة سواءً أكان في المناطق التي يسيطرون عليها، أو تلك المحررة وتسيطر عليها حكومة صنعاء، ورغم مليارات الدولارات من القروض والمنح والهبات التي تعلنها الدول، وتستلمها حكومة المرتزقة، إلا أن لا شيء ملموس، وشكاوى المواطنين، تصدح في كل وسائل الاعلام المحلية والخارجية، لذلك اتجه الأهالي إلى المبادرات الطوعية لجمع تكلفة مشروع شق طريق او حفر بئر او مركز صحي او بناء فصول دراسية وووالخ، والبدء بإصلاحها متحدين كل الظروف والمعاناة.
وشهدت مناطق مختلفة في محافظات يمنية عدة إطلاق مبادرات ذاتية بشكل فردي أو جماعي لمشروعات كبيرة متصلة بالبنية التحتية من شق الطرق وتعبيدها الى حفر الآبار وإعادة ترميم وبناء المدارس، عجزت الدولة عن القيام بها سواء خلال فترة الحرب أو قبل ذلك.

رصد..
خلال فترة الحرب والحصار رصدت (الميثاق) إنجاز مئات المشاريع التنموية بجهود ذاتية في مجالات عدة، وتركزت أغلبها في المناطق التي لم تصلها الحرب وكانت معظمها في أرياف محافظات إب، ذمار، تعز وريمة، المحويت وصنعاء بالإضافة إلى مديريات يافع التابعة لمحافظة لحج، بينما لاتزال اغلب المناطق اليمنية غائبة عن عيون حكومتي صنعاء وعدن، وعن المبادرات المجتمعية وتفتقر لأبسط الخدمات نتيجة تدميرها من قبل تحالف العدوان التي نالت منها الحرب فقد انخرط أبناؤها في عملية القتال وانشغل سكانها في البحث عن توفير أساسيات ومتطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس.

إرث الأجداد..
ليست هذه المبادرات بعمل جديد على اليمنيين الذين استلهموا ما يقومون به اليوم من إرث عظمة حضارتهم القديمة ومن أجدادهم الذين حولوا الجبال الوعرة الى مدرجات زراعية تهب لهم الحياة، وشيدوا السدود المائية وعبَّدوا الطرقات، بالإضافة إلى ارتباط المبادرات كعمل منظم بفترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي خلال عقد السبعينات، فلقد تبنى سياسة وطنية داعمة للمشاريع التنموية التي كان يقوم بها المواطنون بجهود ذاتية.

مشاريع لا تتوقف ..
فعلى سبيل المثال وفي مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، نفذت سلسلة مبادرات مجتمعية مائية من قبل الأهالي وفرسان التنمية لاستصلاح السدود في عزلة الثلث قرية بيت ضالعة، ومبادرة شق وتعبيد طريق بعزلة الحدب قرية شعبان، ومبادرة بناء سد في عزلة الحدب قرية رحبة.
وتتمثل المبادرة في توسعة السد في بيت ضالعة واخراج مخلفات الأتربة من داخل السد بمبادرة مجتمعية وممولة ذاتياً وتكلفتها تقدر بملايين الريالات، تأتي ضمن سلسلة من المبادرات المائية في مجال الاهتمام بالثروة المائية والاستفادة منها في ري المحاصيل الزراعية وإعادة تأهيل واستصلاح الأراضي الزراعية، وإزالة المخلفات التي تكدست فيها وأن المبادرة ينفذها الأهالي بإشراف جمعية الثلث التنموية التي يستفيد من السد حوالي سبعة آلاف نسمة.
كما تشهد المديرية كغيرها من مديريات المحافظة، العديد من المبادرات المجتمعية المتنوعة بالتعاون والتنسيق مع السلطة المحلية، التي تلبي احتياجات المواطنين، وأبرزها في مجال الطرق، حيث تقوم السلطة المحلية بتوفير المعدات الثقيلة، فيما يتولى المواطنون توفير مواد التشغيل والأيدي العاملة.
ففي عزلة الحدب جرى تنفيذ مبادرة شق طريق نقيل شعبات، والذي يمثل شرياناً حيوياً يربط قرى عدة بالعزلة وقرى الحيمة الخارجية في وادي بيت عبدالحق.
ويستفيد من هذا الطريق البالغ طوله ألف و500 متر، ويستفيد منه اكثر من تسعة آلاف نسمة، من القرية والقرى المجاورة بتكلفة ملايين الريالات، بالتنسيق بين جمعية الحدب التنموية بالعزلة وإدارة المبادرات المجتمعية بالمحافظة، وتعاون مشترك بين المجتمع والسلطة المحلية بالمديرية.
كما جري في عزلة الحدب قرية رحبة تنفيذ مبادرة لبناء سد عملاق للقرية بمبادرة مجتمعية ذاتية من الأهالي، وبتعاون السلطة المحلية والمحافظة بتوفير البكلين والمعدات الأخرى بينما المواطن يتحمل تكلفة الديزل.. وأوضح الأهالي حاجتهم الماسة لبناء السد الذي يستفيد منه أهالي القرية والقرى المجاورة.
عزلة العمرانة بمديرية العدين محافظة إب نفذ المغتربون من اهالي المنطقة مشاريع عبر المبادرات المجتمعية مثل مبادرة أصدقاء ناصر المجيدي، وايضاً سنابل العطاء وغيرها من المبادرات التي كانت لها لمسات على مستوى حياة المواطن وتطور مستوى الرعاية والخدمة، بعيداً عن الدولة التي اهملت هذه المنطقة، كما يقول المدير التنفيذي للمؤسسة ممحمد محمد قائد، وقد اطلقت باسمه لدوره الكبير والايجابي في تلبية احتياجات المنطقة من المياه والطرق والصحة حيث تم رص وتعبيد مايزيد عن 3آلاف متر من الطرق الوعرة وتم ربط المنطقة بمركز مديرية العدين، وبمنطقة شرعب السلام بمحافظة تعز لتسهيل حركة المواطنين بين محافظات الحديدة تعز إب..

حشد الطاقات..
اما في محافظة تعز مديرية مشرعة وحدنان يقول الأهالي إنهم سعوا إلى اطلاق مبادرة مجتمعية تسهم في حشد الطاقات والجهود الداعمة لرصف وصيانة الأجزاء المتضررة والمهمة كحلول إسعافية وليست بديلاً عن مشروع الاسفلت الذي توقف نتيجة الحرب، وعجز السلطة المحلية في المحافظة والمديرية عن استكمال إصلاح المشروع.
ويستهدف المشروع 6 قرى يقطنها اكثر من4000 مواطن حرموا منذ عقوداً أبسط الخدمات الحكومية التي تقدمها الدولة ليتحقق حلمهم بهذا المشروع الأهم والشريان الخدمي والانساني لمواصلة التعليم وتخفيف عناء السفر والتنقل للمدينة من اجل الخدمة الصحية .

تحقيق الحلم..
وفي محافظة المحويت نفذت مبادرات مجتمعية ذاتية، تمثلت في شق ورصف الطرق التي تربط بين القرى ومراكز المديريات ببعضها البعض، مروراً بمركز المحافظة، حتى أصبحت أكثر استخداماً للمسافرين بعد قطع طرق المحافظة الرئيسية.
وعبر الأهالي عن فرحتهم، بتحقيق حلمهم بشق الطريق، والذي سيكون شرياناً خدمياً وإنسانياً، وسيساعد على مواصلة التعليم وتخفيف عناء السفر والتنقل للمدينة من أجل الخدمات الصحية.

لحج تقاوم الحرب بالتنمية
ولم تكن محافظة تعز ومديرياتها الوحيدة من سلكت درب مقاومة الحرب بالتنمية، ففي مديرية القبيطة التابعة إدارياً لمحافظة لحج، قاد الأهالي فيها مبادرة مجتمعية عملت على شق طريق جديدة، إلا أن أبناء الريف الذين ينعمون باستقرار نسبي بعيد عن الصراع، وأساسيات الحياة لديهم متوافرة كونهم بيئة منتجة تستطيع توفير الطعام من الثروة الحيوانية والزراعية التي يمتلكونها، ولأنهم قد فقدوا الأمل بوصول الدولة لهم لتقوم بمهامها، فمعظم الطرق التي تربط بين مناطقهم الريفية والمدن الرئيسية في المحافظات أصبحت مغلقة بسبب الحرب، وأصبح التنقل عبرها شاقاً على المواطنين كما أنه يأخذ وقتاً وتكلفة مرتفعة وجهداً أكبر نظراً لاستحداثهم طريقاً فرعية وعرة، لذا اتجهوا إلى المبادرات الذاتية .
وبحسب القائمين على تلك المبادرات فقد شهدت مديرية جبل حبشي في محافظة تعز تأسيس أكثر من 120 جمعية، شاركت في رصف أكثر من 80 طريقاً وذلك بحسب ما تم نشره قبل عام، لتنتشر هذه المبادرات في قرى مختلفة من محافظة تعز في جبل صبر وريف مديريات شرعب ومناطق متفرقة في الحجرية، أما في مديريات يافع محافظة لحج الواقعة جنوباً تمت إعادة تأهيل أكثر من 30 طريقاً تربط مديريات يافع ببعضها البعض..
لتأتي بعدها مديرية وصاب التابعة لمحافظة ذمار والتي شهدت هي الأخرى مشاريع تنموية متنوعة أبرزها شق طريق بطول 47 كم يخدم أكثر من 500 الف مواطن، أضف إلى ذلك طريق ذمار الحسينية الذي لم يرَ النور إلى الآن رغم تعدد المبادرات لإنجازه.

مبادرات مجتمعية نوعية
في محافظة إب انتشرت العديد من المبادرات المجتمعية "النوعية" خلال السنوات الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق برصف وشق الطرق والأسفلت، بدعم وإسهام من الأهالي وأبنائهم المغتربين في الخارج.
كذلك هو الحال في مديرية بعدان التابعة لمحافظة إب والتي تعتبر من أوائل المديريات التي شهدت انطلاق المبادرات التعاونية ذات الطابع التنموي، بدعم من المغتربين من اهالي المنطقة، والتي توزعت على شق الطرق وبناء المدارس وحفر الآبار، لتتبعها مديريات أخرى في محافظة إب كمديرية القفر التي يعاني أهلها من وعورة الطريق وصعوبة التنقل بين المديريات، لتنفذ فيها عدة مبادرات تنموية مجتمعية لتعبيد الطرق وشقها.

سور ريمة العظيم
ومن إب إلى محافظة ريمة، حيث يقاوم المواطنون ظروف العدوان والحصار بالاتجاه نحو التنمية والبناء، فقد نفذ أهالي قرية عزلة بني الجعد في مديرية الجعفرية بمحافظة ريمة، مشروعاً مجتمعياً هو الأحدث والأكثر دهشة في تاريخ المبادرات المجتمعية للعام 2022.
وتُعد محافظة ريمة المحافظة المنسية والمحرومة من المشاريع التنموية منذ ما بعد زمن الدولة وأثناء فترة الحرب والتي نشطت فيها المبادرات المجتمعية بشكل واسع حيث تم تنفيذ مبادرات مجتمعية تنموية فيها بمجال الطرق والصحة والتعليم وكانت أبرز تلك الطرق طريق " صرع الربوع" بطول 13 كيلو متراً يربط أكثر من ثلاث مديريات مع بعض، كما تم توسيع مركز "السلام الصحي" في مديرية بلاد الطعام بإضافة غرفة خاصة بالولادة وتدعيم المركز بالأجهزة المخبرية، بالإضافة إلى بناء فصول دراسية في إحدى قرى مديرية الجبين، إذ لا يوجد مدرسة أساسية في القرية وحيث أقرب مدرسة للقرية تبعد حوالي 3 كلم مشياً على الأقدام في طرق جبلية وعرة مما يجعل الطلاب يعزفون عن التعليم بحسب ما ينشره الأهالي هناك..
كما نصب أهالي قرية عزلة بني الجعد، من الأحجار سوراً بارتفاع أكثر من 12 متراً وبطول يمتد إلى 160 متراً، فوق تضاريس جبلية وعرة وخطيرة، الأمر الذي يجعل من تشييده بأدوات بسيطة وإمكانيات متواضعة بذلك الشكل الهندسي الجميل، واحداً من أهم المنجزات التي حققتها المبادرات المجتمعية التعاونية في اليمن خلال سنوات الحرب.
وتصدرت صورة سور ريمة العظيم منصات التواصل الاجتماعي، ولفت انتباه الكثير خارج البلاد، هو واحد ضمن مجموعة من الأسوار والحواجز التي شيدها المواطنون لإسناد مشروعهم التعاوني "طريق نعمة بني الجعد بمسافة تزيد عن 3 كلم و700 متر"، والذي سيسهم في إيصال الطريق لأول مرة إلى أكثر من ست قرى يتجاوز تعداد سكانها الآلاف، وأكبرها على الإطلاق.
ويفيد ناشطون مجتمعيون من محافظة ريمة بأن مشروع سور ريمة العظيم، ليس سوى واحد ضمن أكثر من 85 مبادرة تعاونية تعمل حالياً وفقاً للناشط المجتمعي علي قائد الجبل، ومعظمها مشاريع طرق يتم العمل وفق مواصفات فنية مدروسة وستسهم في إنهاء عزلة الكثير من مناطق المحافظة كمشروع طريق الجبوب-كسمة- السهلة- وادي رماع الذي يمتد بطول 25 كيلو متراً بمناطق جبلية شاهقة بتكلفة تقدر بـ3 مليارات و250 مليون ريال.

دور بنيان..
وفي خضم التفاعل المجتمعي الواعي برز دور مؤسّسة بنيان التنموية الفعال في إحياء عدد من المبادرات وبالتعاون مع السلطة المحلية في عدد من المحافظات.
قول مدير المنطقة الوسطى الجنوبية بمؤسّسة بنيان التنموية، الدكتور علي الجرحزي: إن “مؤسّسة بنيان التنموية انطلقت لتشجيع المبادرات المجتمعية؛ باعتبار المشاركة المجتمعية في التنمية مبدأً راسخًا في عمق التاريخ اليمني وفي عمق حضارته وفكره وهُــوِيَّته الإيمانية”.
ويضيف القول: “هنا برزت أهميّة دور مؤسّسة بنيان التنموية فيما تقوم به عبر فرسان التنمية الذين تم اختيارهم من أبناء المجتمعات المحلية وتدريبهم على منهجية التوعية وتزويدهم بسياسات تنموية فعالة.

مشاريع..
موضحًا: تم العملُ على بناء وتدريب تلك القيادات التنموية من فرسان التنمية على مستوى كُـلّ عزلة وقرية في المنطقة الوسطى.. هذه القيادات انطلقت طواعية إلى تحريك وتحفيز المجتمعات المحلية في اتّجاه إحياء قيم التكافل والتعاضد المجتمعي من الفزعة و”الجايش”؛ فكانت استجابة المجتمع لتلك الجهود كفيلة بإطلاق المبادرات المجتمعية في جميع المجالات الاجتماعية والخدمية والتعليمية والصحية كمرحلة أولى، وثانية في إطلاق المبادرات الاقتصادية المتمثلة في صيانة وإنشاء السدود والحواجز والقنوات والكرفانات، واستصلاح الأراضي الصالبة، وثالثة في تشكيل الجمعيات وتفعيل الزراعة التعاقدية”.

نموذجٌ.. في المناطق الوسطى
وعن المبادرات المجتمعية في المناطق الوسطى، يقول الجرحزي: “وضعْنا خطةَ التحَرّك الميداني، وعلى مستوى مديريات المنطقة في إب وتعز والضالع، بشكل جماعي تحت إشراف قيادات السلطة المحلية في كُـلّ مديرية، وبمشاركة جميع الأطراف المؤسّسية والمجتمعية العاملة في الميدان”.

تفاوت الاستجابة..
ويضيف : هناك تفاوت في تفاعل السلطة المحلية من مديرية إلى أُخرى، يرجعُ إلى طبيعة الوعي ومستوى الاستجابة لدى منتسبي المكاتب التنفيذية والسلطة المحلية، حَيثُ نجد سلطة محلية تهتم بالتدريب والتوعية، فيما تركز سلطة محلية أُخرى على إسناد المبادرات، وهناك نماذج نستطيع أن نقدمها كنماذج وقصص متميزة”.

مبادرات متميزة..
ويستعرض الجرحزي الإنجازاتِ المجتمعيةَ والمبادرات المتميزة فيقول: مديرية القفر محافظة إب كنموذج للمديريات الناجحة، كون المديرية تعد من المناطق المصنفة بالأشد احتياجاً، وذات الكثافة السكانية العالية، والأكثر معاناة مع صعوبة التضاريس، ومن ويلات الحروب والعدوان والحصار، مُشيراً إلى أن أبرز مشاكل هذه المديرية تمثلت في قلة الطرق، والافتقار إلى المنشآت التعليمية والخدمات الصحية.
ويؤكّـد الجرحزي أنه تمت استجابةِ السلطة المحلية بجميع مكاتبها، والانطلاقة الجادة والفاعلة لأبناء المديرية بجميع فئاتهم، تم تدريبُ “فرسان تنمية” على مستوى كُـلّ قرية، وبجهودهم تم تحفيز وتحشيد المجتمع كاملاً..

إسناد مباشر..
مبينًا أنه تم إطلاق مئات المبادرات المجتمعية التي تم إسنادها بصورة مباشرة من قبل قائد الثورة -يحفظه الله-، والذي وجّه الحكومةَ بتزويد المديرية بمعدات شق؛ وهي المساندة التي دفعت وحفزت المجتمعَ بقوة لإطلاق ثورة كبيرة وعارمة في مجال الطرق بجهود وإمْكَانيات مجتمعية، تساندُها السلطة المحلية بدعم فني لا محدود في التخطيط والإدارة والإشراف وتنسيق الأدوار.

ثورة في تعز..
وفي محافظة تعز مديرية مقبنة، وهي النموذج الآخر بحسب مدير المبادرات في المنطقة الوسطي علي الجرحزي ، قال: “انطلقت ثورة مبادرات مجتمعية مماثلة، بقيادة الجمعية التعاونية، التي تم تشكيلها هيئاتها الإدارية من خيرة فرسان التنمية الفاعلين من أبناء المديرية، وباندفاع مجتمعي فاعل، ومساندة قوية من السلطة المحلية، هذه الثورة عملت في حلقات سلسلة مترابطة نحو إطلاق ثورة مبادرات مجتمعية في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وفي مجال بناء المدارس، وفي مجال إعادة وإعمار المساكن للجرحى المعاقين من الفئة الأولى”.

257 مبادرةً ناجحةً في المنطقة الوسطى..
وبحسب مدير المبادرات المجتمعية في المناطق الوسطى الجرحزي، فقد بلغ عدد المبادرات المجتمعية في المجال الاقتصادي الزراعي والصناعي: (صيانة قنوات – حصاد – مكافحة آفات) التي تم تنفيذُها (257) مبادرة.
وتوزعت تلك المبادرات كالتالي: في مجال البيئة (43) مبادرة، وفي مجال التراث والثقافة (145) مبادرة، وفي مجال التعليم (64) مبادرة، موضحًا أن مجال التكافل والإغاثة بلغ (58) مبادرة، وفي مجال الصحة (3) مبادرات.
مردفاً بالقول : وفي مجال الطرق (290) مبادرة، وفي مجال المياه (110) مبادرات، وفي مجال حَـلّ النزاعات والمشاكل المجتمعية (8) مبادرات، بالإضافة إلى (5) مبادرات تدريبية وَ(13) مبادرة توعوية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.
ويلفت الجرحزي إلى أن عددَ التدخلات الاقتصادية عبر الزراعة التعاقدية في مجال دعم وتسويق المحاصيل الزراعية بلغ 898 تدخلاً توزعت في الخضروات (213)، والبقوليات (272)، والحبوب المحلية (413).
وبسبب الحرب، التي أدت إلى غياب كلي للدور الخدمي للدولة، سواء في مناطق الحكومة صنعاء او تلك التي تحت سيطرة المرتزقة، برزت العديد من المبادرات المجتمعية التي أسهمت في انجاز مشاريع وطرقات عدة في عدد من المحافظات اليمنية، أسهمت في التخفيف من معاناة وتنقل المواطنين.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
ريفيرا ترامب.. وخفنق القبيلي ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الإعلام العربي وغياب الحقيقة
د.محمد علي بركات

لا يمتلكون إرادة المصالحة!!
توفيق الشرعبي

الخماسية لن تنتصر لغزة
أحمد الزبيري

مَنْ دمَّر اليمن؟!
يحيى الماوري

هل نحن مستعدون ؟
حمود العودي

ترامب وصفقة الجنون.. غزة ليست للبيع
عبدالسلام الدباء *

حسين الأهجري.. عطاء واسع في خدمة المجتمع ودعم الشباب
د. طه حسين الهمداني

البيسمنت.. بأي ذنب أُغلِقَ ؟!
عبدالرحمن بجاش

من الراقي إلى المحامي والقاضي..الرقيةالشرعيةبالخنق واللطم..والزواج باستغلال المقهورات
عبدالله الصعفاني*

مخطط ترامب – نتنياهو.. مرتكزات ونتائج مُفترَضة
وسام إسماعيل*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)