أحمد مسعد القردعي - تحالف المؤتمر مع الإصلاح خطأ فادح
السبب الرئيسي لنشوب حرب عام 1994م هو اغتيالات كواد وقيادات من الاشتراكي.. وهي السبب الرئيسي لما نحن فيه اليوم
حزب الإصلاح كان رأس حربة حرب 1994م ليس حباً للوحدة اليمنية بل رغبة بالقضاء على الاشتراكي
ديمومة وجود الحزب الاشتراكي ليس مرهوناً بحياة أو موت مؤسسيه أو قياداته التاريخية
شاهدتُ الحملات العسكرية والقبلية على المناطق الوسطى أوائل عام 1970م وأنا طفل – 10 سنوات – وشاركت في معارك التصدي لحروب السلطة ضدنا في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي وأنا شاب والآن أقوم بإعداد كتاب عن الصراع في المناطق الوسطى خلال 13 عاماً وأنا شائب، لذلك اعتبر نفسي شاهد عيان عايشت الأمور معايشة حية، فالذي يعايش الأشخاص والجماعات معايشة حية تكون كتاباته وأقواله أصدق من الذي يكتب عن بعد مما سمع أو قرأ.
الملاحظة الثالثة، بشأن التخريب، أقترح على الأخ الدكتور عبدالوهاب الروحاني بزيارة إلى المناطق الوسطى ومشاهدة مئات المنازل التي مازالت مهدمة ويسأل المواطنين المحايدين المسنين عن حقيقة الأمور في تلك الفترة وسيعرف الحقيقة المغيبة إلى اليوم.
الملاحظة الرابعة: ما ذُكر عن زعزعة الأمن في المناطق الوسطى، أنا كنت ألمس أمناً واستقراراً في المخاليف التي تحت سيطرة السلطة، اسألوا الشيبات المحايدين.
الملاحظة الخامسة: لو أن الشاب عبدالوهاب الروحاني وبضعة الآلاف من الشباب تأطروا أو ناصروا مشروع الجبهة الوطنية أعوام 1979 – 1985م لبناء دولة رشيدة دولة نظام وقانون لكنا نعيش اليوم حياة كريمة.. ولن نعيش حياة(زفتة) مثل التي نعيشها اليوم.
الملاحظة السادسة: اغتيالات وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني، خلال الفترة من 1/6/1990م إلى 1/6/1993م جرت 153 حالة من الاغتيالات أو محاولة اغتيالات ضد قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي اليمني وهي نسبة كبيرة جميعها تسجلت ضد مجهول.. نعم الاغتيالات مؤلمة والأكثر إيلاماً أن بعض القيادات المؤتمرية اعتبرتها حالات ثأر، اعتقد أن السبب الرئيسي لاشتعال حرب عام 1994م هي تلك الاغتيالات، وحرب عام 1994م أجزم القول إنها من الأسباب الرئيسية لما نحن فيه اليوم.
الملاحظة السابعة: قيادات وقواعد الحزب الاشتراكي اليمني لم تعتبر انتخابات أبريل 1993م انقلاباً على الوحدة اليمنية بل اعتبروا أن الكولسة واثنين ضد واحد هي انقلاب على صدق ونزاهة العملية الانتخابية كأول انتخابات برلمانية للجمهورية اليمنية.. فالذي حصل قبل الانتخابات بكم أسبوع أن المؤتمر والاشتراكي اتفقا على التعاون مع بعضهم خلال الانتخابات، اتفقوا بشكل سري بأن الدوائر التي لا يوجد فيها مرشحون للاشتراكي وفيها مرشحون للمؤتمر فإن الأصوات تصب لمرشحي المؤتمر، والدوائر التي لا يوجد فيها مرشحون للمؤتمر وفيها مرشحين للاشتراكي فإن الأصوات تصب لمرشحي الاشتراكي، ذاك اتفاق سري وينشر الآن لأول مرة.. أسألوا سلطان البركاني أو الراعي أو محمد غالب أحمد.
وقبل إجراء الانتخابات بكم يوم سعى الإصلاح وضحكوا على المدعو سلطان البركاني وجهزوا اجتماعاً مكلفتاً ووقعوا مع المؤتمر اتفاقاً سرياً مماثلاً للذي وقعوه مع الاشتراكي.. وفي يوم الاقتراع عملوا بمبدأ اثنين ضد واحد – أي أصوات المؤتمر والإصلاح ضد الاشتراكي – وأسفرت النتيجة كالتالي: (المؤتمر 120 مقعداً، والإصلاح 63 مقعداً، والاشتراكي 56 مقعداً).
الملاحظة الثامنة: حزب الإصلاح (الخونج) كان رأس حربة خلال حرب صيف عام 1994م – ما سميت حرب الحفاظ على الوحدة – لكن ليس حباً بالوحدة بل رغبة جامحة للقضاء على الاشتراكي.
الملاحظة التاسعة: حقيقة لا ينكرها أحد ولا يختلف حولها عاقلان أن تحالف المؤتمر الشعبي العام مع حزب الإصلاح في انتخابات 1993م أو في تعديل المادة الثالثة من الدستور أو مواقف وقضايا لاحقة خلال عقد تسعينيات القرن الماضي كانت غلطات فادحة اعتقد أن المؤتمر ندم عليها بداية العقد الثاني من هذا القرن.
الملاحظة العاشرة: أن أعضاء الحزب الاشتراكي القياديين اوالعاديين الذين ذهبوا إلى دول الرجعية العربية يمثلون أنفسهم فقط ولا يمثلون الحزب.
الملاحظة الحادية عشرة: أن الشهيد جار الله عمر يعتبر الشخص الثاني بعد الشهيد عبدالفتاح إسماعيل – سلام الله عليه – من مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني وقياداته التاريخية، لكن ديمومة وجود الحزب ليست مرهونة بحياة أو موت مؤسسيه أو قياداته التاريخية.. فالحزب الاشتراكي اليمني كأول حزب يساري حاكم في اليمن كله وشبه الجزيرة وُجد ليبقى.. واليساريون الأقحاح في الحزب موجودون في كل مناطق اليمن.
أخيراً.. شكراً للدكتور عبدالوهاب الروحاني على مقالاته الضافية عن أو حول الشهيد جار الله عمر – سلام الله عليه – وشكراً على مقالاته المختلفة في هذه الصحيفة الغراء وآخرها عمود العدد الماضي المعنون: (بكائية الموتى.. في بلد المليون فاسد) والسلام عليكم.
الهامش
جار الله عمر: هذا اسم الشهرة أو جار الله عمر الكهالي نسبة إلى قريته كهال إحدى قرى مديرية النادرة محافظة إب – اسمه الحركي: خالد عمر
من مواليد 1/6/1942م
اسمه الحقيقي السداسي: جار الله محمد مسعد علي محمد عمر.
أبرز الشخصيات السياسية والثقافية في اليمن كله.
استشهد بتاريخ 28 ديسمبر 2002م – الله يرحمه رحمة الأبرار.
|