ابراهيم ابو حاتم - أعلم أن الحقيقة مُرّة، لكنها تُقال حتى لا نبقى في الوهم.. لن أخوض في كل التفاصيل، فهي كثيرة حدّ الإرهاق،
لكن كلما اقتربت من واقع الجالية في ديربورن، أدركت حجم الاستخفاف الذي يُمارس ضدها، بل والأدهى من ذلك، أن البعض من أبناء الجالية يدافع عن هذا الاستخفاف وكأنه واقع لا يمكن تغييره!
خذوا مثالاً بسيطاً، لا يحتاج إلى تحليل عميق…
انظروا إلى الفارق الشاسع بين شرق ديربورن وغربها..
الفرق بين طرقها خدماتها تنظيمها مستوى المعيشة وكأنها مدينتان منفصلتان تماماً!
وحين تسأل عن السبب، يأتيك الجواب المعلَّب الجاهز والذي تم نشره بين أبناء الجالية: “نحن اليمنيين لا نخرج للتصويت!”
وكأن المدينة تُبنى بعدد الأصوات، وليس بالضرائب التي ندفعها جميعاً!
وكأن حقوقنا كمواطنين مرهونة فقط بورقة اقتراع، بينما جيوبنا مفتوحة تدفع ما يُطلب منها دون أي اعتراض!
لا تحتاج إلى إحصاءات أو دراسات، فقط قُمْ بجولة بسيارتك إلى غرب ديربورن، وشاهد بنفسك كيف يُدار هذا “الخداع” بحِرَفِية..
القائمة تطول…
لكن السؤال الأهم: إلى متى سنبقى متفرجين؟!
نعم، ولكن اليوم الجالية اليمنية اكثر تعليماً من اللبنانيين أو أي مجتمع آخر في أمريكا لأن كل زوج وزوجة لديهم ثلاثة أو أربعة أبناء خِريجي جامعة بشهادات عليا..
فلا مقارنة من الناحية الثقافية والعلمية.. اليمنيون قطعوا مسافات كبيرة في التعليم خلال الأربعين السنة الماضية في أمريكا لأننا قمنا بتشجيع التعليم في أمريكا وبالاحتفاء بخريجي الثانوية العامة وتوزيع المنح الدراسية الرمزية للمتفوقين.
الآن لدينا الكوادر المثقفة والمتعلمة وحَمَلة الشهادات العليا والهدف الكبير اليوم هو التوظيف والمنافسة على المناصب الحكومية من خلال الانتخابات.. كونوا يمنيين أولا،ً ولا تكونوا غير ذلك.
|