د. طه حسين الهمداني - بادئ ذي بِدء وقبل الحديث عن بعض مناقب الأستاذ حسين محمد الأهجري، لا بد أن أحييه صديقاً عزيزاً وأخاً كريماً أُكِنُ له كل المحبة والتقدير وأرجو له دوماً وأبداً موفور الصحة وطول العمر..
وطالما جُبِلتُ على الكتابة عن الأصدقاء والبحث في مناقبهم، كان لِزاماً عليَّ التوقف عند شخصية رائعة في حياتها العملية المهنية والسياسية، وعلى المستوى الشخصي يُعد حسين من القامات الوطنية الملهمة التي نفخر بتاريخها المهني والرياضي، ونفخر بمسيرته الممتدة لأكثر من خمسة عقود والتي تشكل نموذجاً ممتازاً في العمل الدؤوب والالتزام الوطني..
شغل حسين منصب مستشار وزارة الخدمة المدنية، كما كان من القيادات البارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه، ومن أبرز محطاته أنه لعب دوراً مهماً في دعم الشباب والرياضة، إيماناً منه بأن "العقل السليم في الجسم السليم"..
كما كان له دور بارز في تأهيل الشباب.. والكثير من الخريجين يتذكرون استقبالهم من قِبَل الأستاذ حسين عندما كان وكيلاً لوزارة الخدمة المدنية، إذ عمل على توزيعهم على مؤسسات الدولة أو ابتعاثهم للتأهيل عموماً داخل الوطن وخارجه؛ وكان التقاؤه بهم يقترن دائماً بابتسامته المعهودة وبشاشته وتواضعه، وكان حريصاً يحثهم على التعليم والتدريب المستمر وتطوير مهاراتهم..
لم يكن حسين مجرد مسئول عادي يؤدي مهامه الوظيفية فحسب، إنما كان أخاً كبيراً للجميع، لا يميّز بين أحد، ولا يحكمه انتماء حزبي أو مناطقي، بل كان صديقاً لكل من تعامل معه، ملتزماً بروح المسؤولية والعمل الإداري النظيف..
ولعل مشواره كلاعب موهوب بداية حياته في نادي الأهلي الرياضي قد جعل منه شخصية مرتبطة بقيادة النادي العريق وإدارته حتى اليوم، إذ يُعتبر أحد أعمدته وهو ما جعله قريباً من الشباب وداعماً لهم ومحفّزاً على ممارسة الرياضة بشكل عام..
أيضاً هناك محطات مهنية بارزة في حياة الرجل منها تنقُّله بين عدة مواقع، حيث عمل في جامعة صنعاء خلال فترة تأسيسها، ثم انتقل إلى وزارة الشباب والرياضة، قبل أن يُكمل مسيرته المهنية في وزارة الخدمة المدنية التي كان أحد مسئوليها لما يقارب ثلاثة عقود، متنقّلًا بين عدة مراكز قيادية، منها وكيل أول للوزارة، ثم مستشاراً بحكم خبرته العريقة..
كان لحسين علاقة مميزة بالشباب والرياضة، وقد بدأت معرفتي به في عام 1984م خلال انتخابات الاتحاد العام لطلاب اليمن، حيث كان عضواً في اللجنة التحضيرية ممثلاً عن وزارة الشباب والرياضة، توطدت علاقتنا خلال فترة رئاستي للاتحاد، حيث كان داعماً أساسياً للأنشطة الشبابية والمخيمات الصيفية، ولم يكن مجرد مسئول رسمي، بل كان متابعاً نَـشِطاً وحيوياً، يقدم الدعم ويشارك بروح الشاب المتحمس..
عند تخرجي من الجامعة، كان هو والأستاذ الراحل يحيى إسحاق مسؤولين عن توزيع الخريجين على المؤسسات الحكومية..
في عام 2002م، عندما تم تعييني وكيلاً لوزارة الخدمة المدنية لقطاع المعلومات والتخطيط، كان يشغل منصب الوكيل الأول للوزارة، ثم أصبح مستشاراً لها، ثم استمرت علاقتنا المهنية والإنسانية في ظل تعاون مثمر وخِبرة يستفيد منها الجميع..
يُعد الاستاذ حسين قدوة في النزاهة والعمل الإداري، كما كان نموذجاً في النشاط الإداري والنزاهة والكفاءة، وعُرِف عنه حرصه الشديد على العمل بإخلاص وعلاقته الطيبة مع الموظفين والمراجعين، حتى أصبح مرجعاً إدارياً يقتدي به الجميع..
أسأل الله سبحانه أن يمده بالصحة والعافية وطول العمر؛ وأن تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن يكون لمثل هؤلاء دور في استعادة الحياة الإدارية والسياسية كما عهدناهم، وأن يعم السلام أرجاء وطن واحد.
|