موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


حماس تعلن الإفراج عن 6 أسرى غداً - 90 % من المنازل في قطاع غزة مدمرة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ عبده الحالمي - رئيس المؤتمر يعزي الصهيبي بوفاة والدته - 48319 شهيداً في غزة منذ 7 أكتوبر - الثوابتة: 612 شهيدًا فلسطينيًا محتجزين لدى الاحتلال - المقاومة تسلم جثامين 4 أسرى إسرائيليين - رئيس المؤتمر يعزي محمد النعيمي بوفاة والدته - 450 مليون دولار خسائر الكهرباء في غزة - الابتزاز الالكتروني.. ودور الإعلام في مكافحته -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 20-فبراير-2025
محمد عبد المجيد الجوهري* -
كان اول تعليق سريع لي على مقال صديقي الفذ / عبدالعزيز بن حبتور ... في منصة الفيسبوك هو "الآن حصحص الحق" ، وذلك لمعرفتي اللصيقة ببن حبتور وكذلك من خلال معرفتي المعتبرة بالرفيق علي سالم البيض .. وذلك لكوني رجل امضى أكثر من نصف قرن منخرطا بالعمل السياسي كممتهن احترافي وليس هاوياً في المجال، ومن يشبهني من الرفاق الأماجد حتماً يفهم معنى قولي هذا بأبعاده الثلاثة ونترك البعد الرابع ...!!!
لربما سيلاحظ القارئ وخاصة السياسي انني قد أكون قاسياً بعض الشيء في التناول المضامين مقال صاحب المعالي / عزيز بن حبتور، الذي اعرفه كمثقف ثوري مشتبك مع قضايا شعبه الوطنية وامته القومية بإندفاعه كمناضل سياسي وكرجل دولة من طراز رفيع، لكن دراسته العلمية وسنوات تحصيله وعمله الاكاديمي الطويلة، فرملت من قوة اندفاعة روحه الكفاحية المتوثبة من خلال مفاعيل ذلك التواضع الذي يغشى سلوك العلماء فتجسد ذلك السلوك في ثنايا مقاله التعقيبي هذا، الذي نحن بصدد تقديم قراءة فاحصة لمحتواه وما تناوله الرفيق / علي البيض في مقابلته محل التعقيب "الحبتوري" .. واكتفي بهذة التوطئة حتى لا يصب القارئ الملل من اسهاب لا مبرر له في توطئة مطولة، لكنني حتماً سوف أسهب في قلب المتن لضرورات مرتبطة بالفترة التي يتناولانها كليهما بمقابلته الرفيق علي البيض والعزيز بن حبتور يمراجعاته التوضيحية كفترة احتقان وتواتر بالغة الحساسية والتعقيد .. فهيا بنا الى متن قرائتي هذه ...
المدخل الرئيس للمتن :
كان للدخول المباشر الذي ولج به أ.د. عبد العزيز بن حبتور مقال مراجعاته لمقابلة الرفيق البيض وقع الصدمة غير المتوقعة من خلال المفردات والعبارات القوية بصراحتها التي اتسمت ايضاً بكثير من اللباقة المهذبة، بالرغم من حجم الخصومات السابقة بينهما كطرفين ينتمي كل منهما لطرف او جناح في الحزب الاشتراكي اليمني فيما سلف الطغمة - الزمرة، منتقداً صمت طويل من لدن الرفيق علي البيض ثم عاد لنبش اضابير أصاب محتوياتها الخطيرة والاشكالية النسيان او كاد ليعيد تقديمها من خلال سرد جديد اعتوره الكثير من التباين والمفارقة حتى لما قدمه كل رفاقهما من سرديات قديمة استمعنا لتفاصيلها المتضاربة بين طرفي الصراع بالحزب الاشتراكي اليمني في ازمنة وقوعها او بعدها مباشرة، كل ذلك استفز معالي الدكتور / عزيز بن حبتور كرجل دولة ومناضل وطني غيور شغف بحب قراءة التاريخ وحقائقه المطلقة والإتكاء عليها في تسطير نتاجه الفكري التنويري والسياسي والابداعي، لذلك رأيناه ينتصب سابقاً جميع قامات الوطن واعلامه النضالية وصفوة نخبه السياسية / الاكاديمية الثقافية والاجتماعية متصدياً للرد والمراجعة تصحيحاً لكل ما صدر من الرفيق علي البيض، حتى لا تصبح سردياته (البيض) تلك كأنها الحقيقة المعتمدة في قراءة فترة مفصلية من تاريخنا السياسي / الاجتماعي والوطني وذلك بحد ذاته يعتبر عمل يتم من خلاله تكريس حقيقة تزييف الوقائع بهدف تشويش الوعي الجمعي ونظرته الوازنة للامور، وذلك في سبيل عقد مقاربات تسند مساعيه الصادقة بغرض الوصول الى قراءة واقعية ورصينة تمكنه من معرفة حقائق تاريخه السياسي / الاجتماعي والوطني، بكل مصداقية وانصاف لكافة الفاعلين في صناعة ذلك التاريخ من احسنوا بصدق وإخلاص ليشكروهم ومن عبث بدراية ووعي يدينوهم ولو ادبياً اما الذين عبثوا بجهالة حتماً سيصفح عنهم لأن شعبنا طيب ونحن اليمانيون أرق افئدة وألين قلوب ...
لقد كان الفزعة صديقي النشمي رفيع التسيس د. عزيز بن حبتور كرجل نخبوي تنويري ورجل دولة يعلم أهمية الحقائق التاريخية كما هي خطورة التلفيقات والاكاذيب على الوعي الجمعي للشعب لجهة ما سيترتب على ذلك من احكام ومواقف تخص تاريخ وطن وشعب مجيد يستحق كل إجلال واحترام وليس تدليس وتزييف، تقديراً لمواقفه البطولية في اسناد مسيرة الحركة الوطنية اليمنية بملحمية صبر وشجاعة قل نظيرها غير عابء بالكلف والأثمان التي قدمها في سبيل تحقيق النصر على المستعمر الباغي، فلم ينتفض د. عزيز بن حبتور متصدياً بالرد على أباطيل الرفيق علي البيض إلا بعد ان امهل من تبقى من الرعيل المؤسس للجبهة القومية وفصائل العمل الوطني مدة تقترب من أسبوع زمان منتظر يترقب منهم رد او تعقيب، وذلك لأنه ليس سياسي نزق كما انه لا يملك صبر استراتيجي مثل الأخوة الإيرانيين في صبرهم على العدو الصهيوامريكي، نعم كان لتلك الفزعة تأثيرها المعتبر في الشارع السياسي الذي انقسم الى قسمين او نقل الى فسطاطين على أساسها احدهما معها (الفزعة) والآخر ضدها ولكل منهما حيثياته الحاكمة، ولسنا في وارد تسمية اعلام ورموز الفسطاطين او شرح وتوضيح تفاصيل تلك الحيثيات وذلك لأن الشيطان يسكن ثنايا تلك التفاصيل" كما اننا نرى ان لا تثريب عليهما فيما ذهبوا اليه بمواقفهما فلكل منهما أسبابه ومبرراته التي يرى انها صائبة بموضوعيتها، فقط تبقى إشارة سريعة نوردها تخص القلة المتحفظة على تعقيب د. عزيز بن حبتور بالرغم من استحسانها للرد اجمالاً لكنها ليست راضية عن عدد ليس قليل من العبارات والتوصيفات التي وصم بها د. بن حبتور "الجبهة القومية بداية والحزب الاشتراكي اليمني لاحقاً وتلك القلة هي نفر اشتراكي صميم وله موقع اعتباري جيد بين أوساط مجتمع النخبة اليمنية لكنها أثرت اللوذ بالصمت .
توضيح لابد منه وهو ان الشاب " عبد العزيز صالح بن احمد بن حبتور" هو في الأساس شبواني وعضو في الجبهة القومية، انهى دراسته الثانوية في زنجبار عاصمة بلاد الفضلي (م. أبين) ووصل الى عاصمة اليمن الديمقراطية "عدن" منتصف سبعينيات القرن الفارط أي منذ نصف قرن مضى، لذلك نحن نعتبر انه قد صار "عدني أصيل" كما انه صاهر العدانية ولم يفعل مثل معظم أبناء ارياف شبوة في الزواج من شبوانية)، ولقد اثرت فيه الثقافة والسلوك المدني الذي تمتاز به عدن ايما تأثير يستغربه كافة اهله الشبوانيون الأجلاف كون سلوكه ذلك شكل سابقة لا وجود لها عند زملائه واقرانه، ففي بداياته الأولى في عدن وخاصة في موقع تحصيله الجامعي " كلية الإدارة والاقتصاد" كان من غلاة المتعصبين للجبهة القومية مثل كل أبناء ارياف اليمن الديمقراطية، لكن عدن بمدنيتها وحضارية سلوك أبنائها روضت ذلك الذئب القابع في أعماق وجدانه وجعلته أليفاً سمحاً بل وحريصاً على ان يكن جزء حيوي من نسيجها الاجتماعي أقصد (عدن) بذلك، فبداء بالعمل على إقران ذلك الميول الحسي والوجداني بسلوكه كابن المدنية الأصيل وليس سلوك الوافد من الأرياف لعاصمة الدولة، وشيئاً فشيئ وجدناه قد تخلى عن شعار كل الشعب جبهة قومية) بل انه ذهب لإجراء مراجعات فكرية وعقدية مبكرة لمعتقداته السابقة المتعصبة لنهج وممارسات حزب السلطة المنتمي اليه "الجبهة القومية" بالرغم من انه كان قيادي حزبي وطلابي في جامعة عدن، متخلياً بل ومنتقداً لسلوك عدد من عتاولة القيادات الاجلاف "بالجبهة القومية" وغلضتهم في التعامل مع أبناء المدينة الكوسموبوليتن متعددة الثقافات والأديان والأعراق (صاحبة التاريخ الطويل في تجسيد ارقى حالات التعايش المشترك والسلام الاجتماعي في الإقليم، اعتقد انني قد غطيت الجزء المهم في شخصية صديقي الفذ لكي يعلم من لا يعرفه جيداً تلك التفاصيل الضرورية عند الحكم العام بإنصاف على ذلك الرجل، وما كان هذا إلا الجزء المهم من مدخل متن المقال فالي المتن نذهب ......
يشهد الله سبحانه وتعالى انني سطرت ما سلف بحيدة لا تقبل اية انحيازات ولا عواطف ذاتية بالمطلق، كما سنتاول سيرة الرفيق / علي البيض كقائد حزبي وتنظيمي في شرق اليمن حضرموت وما جاورها في فترة الكفاح المسلح وادواره في زمن الاستقلال وما رافقها من نزق وغلو سلوكي حتى ضد اهله الأقربين من السادة والمشايخ، وكذلك وما صدر عنه في تلك المقابلة التي استفزت بن حبتور ففزع للرد عليها بنفس القدر من الحيدة والموضوعية لأن هدفنا نبيل يتوخى الوطن بمشيئة الله وعون توفيقه ..
وتاسيساً على ما تقدم بشأن رد بن حبتور المستند للاستشهاد بمن تبقى من الرعيل المؤسس للحركة الوطنية اليمن بالجنوب اليمني للاستفسار عن الإفتراءات التي ضخها الرفيق البيض في مقابلته، نجد ان بن حبتور استنجد بمحكمين للفصل بينه وبين الرفيق علي البيض ولم يطلق سردية لحديث مرسل على عواهنه من عندياته، وصراحة نقول ان الرفيق البيض والذي عرفناه بعد الاستقلال الوطني جيداً ولكن وصلتنا اخباره وتصرفاته السلوكية في حضرموت وتعز والقاهرة قبل الاستقلال كشهادات من بعض رفاقه وكلها تؤكد نزقه السلوكي وتنمره كنافذ بالجبهة القومية "عضو اللجنة التنفيذية" كممثل للقطاع الشرقي من البلاد حتى والجبهة تمارس العمل الكفاحي السري في ذلك الحين، فما بالكم وقد اصبح وزيراً للدفاع في اول حكومة لكنه لم يعمر طويلاً بالمنصب وذلك دليل إضافي لصدق ما ذهبنا اليه من قول بخصوص نزقه السلوك وتنمره على المرؤوسين وزملائه من الرفاق القادة في الحكومة، حيث قامت اللجنة التنفيذية للجبهة القومية باعادة تصديره الى حضرموت ليتولى العمل الحزبي و التنظيمي فيها فتسلطن الرجل على اهله خلفاً للقعيطي والكثيري وفي ذلك الشأن مرويات لا عد ولا حصر لها، طالت رفاقه في الجبهة القومية على سبيل المثال لا الحصر مثل فيصل العطاس الملقب بالنعيري و البار وباعوم وكذا الرفاق في "الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي، حيث اشتهر كصاحب نزعة تروتسكية في تصدير الثورات كان يفاخر بتلك النزعة والتسمية المرتبطة بها كميزة نضالية تفرد بها في الإقليم الشرقي حضرموت وما جاورها، وكذلك طالت حتى الشركاء في العمل السياسي الوطني من رفاقنا في منظمة البعث وكذا الزملاء في اتحاد الشعب الديمقراطي والذي كان يعرف حينها باسم الشبيبة المتحدة . رفاق السلفي ذات التوجه الماركسي، اما في فترة الإصلاح الزراعي الثاني وما سمي بالإنتفاضات الفلاحية وما صاحبها من فجور في القتل والسحل والسجن لكبار ومتوسطي وصغار ملاك الأراضي الزراعية والحيازات العقارية من مشايخ وسادة هاشميين ووجهاء مجتمعيين، حيث تمت مصادرة ممتلكاتهم وجنى أعمارهم في المهاجر" كما تمت معهم ممارسة العزل الاجتماعي وصار الجلوس معهم او حتى زيارتهم بحكم القرابة او الصهارة تعتبر تهمة لربما تقود أصحابها للسجن باعتبار اؤلئك النخب من عناصر "الثورة المضادة"، ولم يردع سلوكه ذلك إلا الرفيق سالمين رئيس مجلس الرئاسة والرجل القوي في اللجنة التنفيذية بالجبهة القومية الذي أتى به الى عدن بوظيفة رئيس سكرتارية مجلس الشعب المؤقت حينها لينقد حضرموت وأهله من جبروت وتنمر البيض، لأن سالمين درس في حضرموت وله كثير من الصداقات والمعاريف الذين يثق بصدقهم كونهم من ثقات القوم واهل حق احرار رافضين للضلم والتعسف، وكذلك كان للرفيق علي سالم البيض موال اخر في سكرتارية مجلس الشعب المؤقت لكنه موال خافت لأنه بين ظهرانين الرفيق سالمين المعروف بصرامته تجاة من يمارسون أي نوع من أنواع العبث أو أصحاب النزق المتجبرين في تنمرهم على أبناء شعبهم او رفاقهم .. كل ما ورد هي حقائق يمكن السؤال عنها من تبقى من الرجال الشجعان والذين لا يخافون في الله لومة لائم .. واحسبهم سيفعلون ذلك حين سؤالهم، ويكفي ما سلف لننتقل الى متن المقال لنفنذ في ثناياه كذلك فيما ورد في بعض جوانب من مقابلة الرفيق علي البيض...
في البدء أقول انني ملتزم بالحياد بين الطرفين ولا ازكي احداً منهما " على الله الذي هو سبحانه وتعالى وحده من يزكي عباده المخلصين، فلا علي البيض شريف مكة" ولا بن حبتور " من أولياء الله الصالحين" لكن الرفيق علي البيض الأسباب لا يعلمها سوى رب العزة والجلال + هو بشخصه الكريم من غلط بالحساب، بالعدني نقول عليه كردف" وجافي الحقيقة بسردياته في أكثر من فقرة وتضمنت أكثر من واقعة واكثر من موقف وحدث من تلك التي يبنى عليها احكام وحسابات يراكم عليها بالتحليل الذي يفضي الى نتائج واحكام عامة لصالح او ضد صاحبها، أما الاخر د. عزيز بن حبتور فقد كان صاحي له رصداً ومتابعة فاستطاع ان يكمشه متلبساً بالجرم المشهود وبالعدني نقول حصل حجشة لعلي البيض فحجشه"، وبلهجة اهل الحجرية والمثل الشهير حقهم الذي يقول : (قانا اطلب لك يا ذم زدت أكلت الوزف)، لقد كان هذا الاشتباك بين د. عزيز بن حبتور + الرفيق علي البيض حالة وفي اعتقادي لن ترق الى مستوى الظاهرة، لكنها حالة صحية " بكل المقاييس والأوزان" وبديعة كذلك لأنها تنم عن يقظة الرجل كما هي لجهة ممارسة حق التعبير عن الرأي في كل ما يبرز في الشارع السياسي اليمني وفضاءات الملتيميديا عموماً بصرف النظر عن مكانة الشخوص أو القضايا المشتبك حولها او في صميمها، فما بالكم والموضوع في اشتباكهما هنا جلل "يخص روايات وسرديات لجزء من تاريخ المسيرة السياسية للحركة الوطنية اليمنية" من قبل شخص بالمكانة النضالية والسياسية التي كان يحتلها كقائد حزبي وسياسي مثل الرفيق علي البيض، في بلد ارتج الإقليم من صخب حضوره الجيوسياسي والجيواستراتيجي وهو اليمن الديمقراطية الشعبية الدولة المحورية لنفوذ المعسكر الاشتراكي وهي الدولة التي تسيطر على واحد من اهم الممرات البحرية لعبور سفن اهم شركات الملاحة الدولية للتجارة بين الشرق والغرب والشمال مع الجنوب في زمن الحرب الباردة اصطلاحاً والساخنة في واقع الحال حينها" ...
وبالعودة الى ثنايا المقابلة والتعقيب التصحيحي لبعض فقراتها، نجد ان الدكتور / عزيز بن حبتور قد دشن متن تناوله منطلق من العام الجبهة القومية ولاحقاً الحزب الاشتراكي هروباً من الشخصنة في مراجعاته تلك، لكن الضرورة استدعت ان يمتد التناول لشخص الرفيق علي البيض على ما أورده في مقابلته العاصفة، وكذلك لكونه أحد مؤسسي الجبهة القومية الفصيل الرئيس في "حركة القوميين العرب" بجنوب اليمن كتنظيم عابر الحدود الدولة القطرية في وطننا العربي، حقيقة ان تفاصيل المقابلة لم تستفزه وحده بل استفزت كثر من القادة المخضرمين في السياسة ود. بن حبتور وانا معه وبطبيعة الحال نحن لسنا من ذلك الرعيل، لكن نصف قرن من زمن الإنخراط بالعمل الحزبي والسياسي باعتقادي الشخصي تمكن أصحابها من حيازة معرفة ودراية معتبرة للإدلاء بدلوهم بشأن تلك المقابلة موضوع الرد الحبتوري، لاسيما ونحن قد انطلقنا فيها انطلاقاً من قاع المراتب الحزبية وصولاً الى اعلاها هذا بالنسبة لبن حبتور أما انا فلا أزال اعافر في المنتصف بالكاد ... حيث وجدناه قد استهل المتن بعد الملاحظات الأولية التي أوردها في المقدمة المكثفة بعبارات الملاومة "الطفيحة حبتين" بلهجة اهل الحجرية بنو غسان مواطني (الحالمة تعز الثقافة، للرد على الرفيق علي البيض الذي كان في مضامين مقابلته قد خلط الماء بالزيت وعباس في دباس متناسياً للمواقع الرئاسية التي تسنمها في مسيرته الحزبية والسياسية، أو لربما انقياداً لما اعتاده من سايكولوجية سلوكية غير حذرة تجاه الهنات والمثالب حتى اللفظية منها متخيلاً انه لن يجرؤ احداً على الرد عليه او انتقاده على ما اسرف به من روايات سردية خرجت عن جادة الحقيقة والصواب ... بالإضافة الى حكاية الهروب من الشخصنة في تعقيب د. عزيز بن حبتور وذهابه الى العام "الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني كوريث لثرات نضالها ومسيرتها في قيادة الدولة الفتية باليمن الديمقراطية الشعبية، نلاحظ انه حاول الإنصاف في ذلك مستعرضاً للنتائج والمخرجات الإيجابية التي قدمتها للشعب والوطن خلال فترة حكمها الممتدة من الفاتح من ديسمبر ١٩٦٧ ۲۳ مايو ۱۹۹۰ م هي خمسة مجالات حياتية نوردها بالنص على النحو التالي : -
أولاً :
عممت مجانية التعليم بجميع مراحله من رياض الأطفال وحتى نيل أعلى شهادة في التعليم وهي الدكتوراة وفي جميع الاختصاصات بما فيها دراسات الطب والهندسة وغيرها .
ثانياً :
عممت مجانية التطبيب والعلاج الصحي على تواضعها ، وصولاً لحصول المريض على العملية الجراحية ومجانية الأدوية ، مع منع العيادات والمستشفيات الخاصة في البلاد كلها .
ثالثاً :
ضمان حصول الخريج الحديث من الجامعات اليمنية والمعاهد في جميع الاختصاصات على فرصة العمل في مرافق الدولة.
رابعاً :
السكن للمواطنين كان شبه مجاني ، وتم توزيع المساكن من العمارات والفلل والمباني السكنية التي تم تأميمها ومصادرتها من القطاع الخاص.
خامساً :
كان موقف الدولة والحزب في جنوب اليمن من القضية الفلسطينية المركزية موقفاً ايجابياً جداً منها ، وهو موقف معاد لكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني، والتحريض على مقاومته بكل الطرق والأساليب ، وتربت وترعرعت أجيال في المدارس والجامعات والمعاهد في حب التضامن الأخوي مع أهلنا في فلسطين ، واستوعبت الجامعات والمعاهد المدنية والعسكرية اليمنية الطلاب والشباب الفلسطينيين فيها .
هذه كانت إيجابيات الثورية ذات التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية .. لكنه نسى ذلكر أهمها وهو تحقيق الوحدة اليمنية كأعظم الإنجازات والت تنبه له لاحقا في استدراك حين تولى الرد على مقولة هروب الرفيق علي البيض الى إعادة الوحدة اليمنية. ....
ثم بعد ذلك ذهب الى "سرد" وتوصيف ذي شجون" لجوانب السلب في ممارسة الجبهة القومية ووريثها الشرعي الحزب الاشتراكي اليمني خلال نفس الفترة المذكورة أعلاه والتي تم حصرها ما بين (۱۹۶۷ - ۱۹۹۰م)، حيث قدم حشد مفصلاً لها مكون من سبعة مرتكزات سيراً وراء العادة التي درج عليها في جل مقالاته السياسية، لكنه حشد راصد لبلاوي ومنكرات سلوكية تزكم روائحها أنوف حتى المصابين بالإنفلونزا فما بالكم بشديد حاسة الشم مثل صديقي الفذ، وبسبب تلك الرائحة وتفاصيلها القوية سأكتفي بذكر عناوين تلك المرتكزات لكنني انصح بحزم القارئ الكريم بضرورة قرائتها من النص الأصيل لمقال د. بن حبتور والعناوين المأخوذة من النص الأصلي هي على النحو التالي :
1- المرتكز الأول هو استلام الجبهة القومية السلطة بقيادة رئيسها المناضل/ قحطان الشعبي، ثم تركيب سيناريو الانقلاب عليه وسجنه مدى الحياة واعدام رئيس وزراء حكومته المرتكز الثاني تغير نهج البلاد بانقلاب اليسار التوجه الماركسي" بقيادة عبد الفتاح إسماعيل علي الجوفي + سالمين + عنتر + محمد علي هيثم + علي سالم البيض + الخامري + محسن + عبد العزيز عبد الولي + سلطان احمد عمر + عشيش هذه من عندياتى انا شخصياً (طبعاً لم يشر الكاتب الى الدور الذي لعبه بعض قيادات في "حركة القوميين العرب" التي أشرفت على المؤتمر الرابع كما سيلي في الانقلاب لاعتبارات عدة لا يعلمها غير الله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم وقد كان ذلك في ٢٢ يونيو ١٩٦٩م على اثر الخلاف بشأن المخرجات البرنامجية وثيقة استكمال مرحلة التحرر الوطني للمؤتمر الرابع للجبهة القومية بينما نايف حواتمة كان يدفع بتيار اليسار لفرض وثيقة للثورة الوطنية الديمقراطية بأفاقها الاشتراكية"، حيث أنعقد المؤتمر الرابع في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين في الفترة من ٢ - ٦ مارس العام ١٩٦٨م، أى أن فترة انعقاد هذا المؤتمر الطويلة مدة خمس أيام بلياليها كانت عاصف بالخلاف والمشادات بين الرفاق، لم يقتنع اليسار بنتائج المؤتمر الرابع فقاموا أولاً بانتفاضة ١٤ مايو ١٩٦٨م أى بعد شهرين فقط من انتهاء المؤتمر الرابع ولما لم تنجح الانتفاضة بسبب وقوف الجيش في صف الرئيس قحطان الشعبي " هرب الرفاق الى تعز بشمال الوطن" ثم تم تسمية الحركة الانقلابية التي نجحت في ٢٢ يونيو ١٩٦٩ م
بـ (الحركة التصحيحية كما أشار الكاتب بنفسه انه مسمى ضلالي أي انها تسمبة زور و بهتان بدليل نص قوله التالي: ومن يومها لم ترى لا عدن ولا اليمن الجنوبي العافية ، وشرع هؤلاء القاده الشباب المتطرفون النزقون بالاجراءات الاقتصادية الثورية والاجتماعية الإجرامية.....
المرتكز الثالث اطلاق قرارات التأميم الشامل للبنوك والشركات التجارية والتأمين والمعامل والمصانع وكل الموجودات على الارض التي تجسد أي شكل من اشكال الملكيات الخاصة، كإعلان فج ووقح كما اسماه الكاتب بالنص الصريح بداية المرتكز الثالث الذي قدمه كاحد الفواحس الجرمية السلبية للجبهة القومية، واضيف انا شخصياً ان ذلك التأميم قد مثل دليل رئيس لا يقبل شك يوضححجم تدخل "نايف حواتمة" المسؤول التنظيمي المعين على الجبهة القومية من قبل "قيادة حركة القوميين العرب على القطر الجنوبي اليمني"، قد الغى بدون اعلان اهم المخرجات البرنامجية للمؤتمر الرابع للجبهة القومية وهي وثيقة مرحلة استكمال التحرر الوطني، ليتم استبدالها بوثيقة اعلان انطلاق "مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية" وذلك بعد خمسة اشهر فقط من تاريخ الإنقلاب الذي تم على السلطة الوطنية التي جاءت بعد الاستقلال الانقلاب ۲۲ يونيو ١٩٦٩م - التأميم ۲۷ نوفمبلا (١٩٦٩) اجد ان د. عزيز بن حبتور لا تثريب عليه لعدم ذكره هذه التفاصيل بسبب موقعه القيادة في سلطة الأمر الواقع بصنعاء وكذلك لحبه فلسطين وحتى لا ينغص عليهم فرحة انتصار "طوفان الاقصى") ...
- المرتكز الرابع طويل وقاسي شوية على الرفيق علي البيض الذي انخرط فيه بكل تطرف متنمر " على اقاربه بالدم واصهاره من السادة الهاشميين، حيث تم تدشين الانتفاضات الفلاحية لنزع ملكية الأراضي الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي الثاني، بهدف اسقاط (قانون الإصلاحالزراعي الأول الذي أصدره الرئيس قحطان الشعبي والذي كان قانون عقلاني الى حد ما، فقد اسهاب الكاتب في شرح وتوصيف كل ما حدث من جرائم تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين الأحرار من البشر الأسوياء انصح كذلك بالعودة لنص بن حبتور الأصلي.
...
ه - المرتكز الخامس: تذكير الرفيق البيض بحادثة اسقاط طائرة النخبة الدبلوماسية كتدشين المرحلة التصفيات الجماعية للرفاق من قبل رفاقهم، بعد ان تم تصفية السادة والمشايخ والنخب المجتمعية في الانتفاضات الفلاحية ضد من قالوا انهم اقطاعيين + كهنوتيين + مشايخ"، وما تلاها من الهوجة التي تم تسميتها بـ "الأيام السبع المجيدة" وهذة كانت النقلة الإبداعية من الريف إلى المدينة الهادئة والوادعة لضرب حاضنة الوائم الاجتماعي والتعايش السلمي، وخلق الفتنة بين مواطنيها هدفهم تثوير عامتها وإخضاع وتدجين نخبها وأكابر أهلها من خلال تأميم المساكن ونهب الممتلكات العقارية حيث اخترعوا لهم شعارات غرائبية مثل تخفيظ الرواتب واجب وتطهير المكاتب واجب + يا كادح ارتاح - ارتاح لا ديبازى ولا مفتاح فبعد كل تلك الحقائق التي حشدها حشد استعراضي شيق عاد لممارسة الإنصاف حتى مع خصومه مشيداً بهم فذكر اهم حسنة للحزب الاشتراكي في كامل مسيرته بالسلطة وهي ذهابه الى إعادة توحيد الوطن في يوم ۲۲ مايو ۱۹۹۰م بقيام الوحدة اليمنية المباركة ... ...
- المرتكز السادس تحدث د. بن حبتور عن النظام التوتاليتاري للجبهة القومية والحزب الاشتراكي لاحقاً الذي جعل من اليمن الديمقراطية سجن كبير ممنوع السفر منه او مغادرته حتى للعلاج في الدول الشقيقة، وحديث طويل ذي شجون مشير للرفيق علي البيض انه كان على رأس نظام يحكم شعبه بالحديد والنار بشعار عريض نصه: لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ... وانصح القارئ الكريم العودة لنص المقال الأصيل فيه إفاضة تمحو أي تشويش معرفي بواقع حال البلاد ...
- المرتكز السابع بهذا المرتكز يقدم د. عزيز بن حبتور تصحيح ومراجعات لما ورد في مقابلة الرفيق علي البيض الذي حدد تاريخ بداية الصراع في داخل الحزب الاشتراكي، جازماً ان بدايته كانت منذ الانقلاب على الرفيق سالمين رئيس الدولة وتنفيذ عملية الإعدام بحقه وعدد من رفاقه في قيادة البلاد، حيث ان د. بن حبتور لم يقصر من خلال تصحيحه ومراجعاته تلك بسرد تفاصيل الأحداث يعرفها الكثير من قيادات الحزب الاشتراكي وكذلك جمهور واسع من النخب الاكاديمية / الاجتماعية والثقافية وجلهم لايزال يعيش بين ظهرانينا وكلام طويل ينعش ذاكرة المصابين بالغيبوبة الذهنية أي كانت أسباب تلك الغيبوبة .. مقدم روايات وإستشهادات على صحة مراجعاته بسلاسة ومهنية حوارية تعيد الكرة الى ملعب الرفيق البيض ... وتفاصيل انصحك أيها القارئ الفاضل بقرائتها في نص المقال الأصلي اما خلاصة مقال صديقي النشمي "عزيز بن حبتور " فسوف اتطرق لها بعد ان افرغ انا شخصياً من عرض ملاحظاتي عن مقابلة الرفيق / علي سالم البيض تصحيحاً للتواريخ والوقائع التي وقفت على حقائق حاول اغفالها او القفز عليها محرقاً تسلسل تراتبيتها الزمنية، كمحور يسبق خاتمة هذه القراءة الفاحصة لمقال بن حبتور ومعها مقابلة رفيقنا السابق فخامة نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض ... ما وصلنا مما نشر في موقع العربي الجديد" بقلم الصحفي بشير البكر لمقابلة مع الرفيق علي سالم البيض امين عام الحزب الاشتراكي الأسبق وكذلك النائب الأسبق لرئيس الجمهورية اليمنية، من محتوى للأسئلة والاجابات التي أوردها بالموقع أعلاه يؤشر الى عدم إحاطة كاملة من لدن الصحفي بشير بكر " بتاريخ الجبهة القومية و لاحقاً الحزب الاشتراكي اليمني، وكذا بتاريخ سيرة الرفيق علي البيض ومسيرته الكفاحية والوطنية وذلك امر قد كشفته صيغة الأسئلة التي طرحها في تلك المقابلة الترويجية بموقع العربي الجديد" كما ورد بالنص في الموقع ومن المقرر أن تصدر المذكرات قريباً في كتاب بعنوان " على سالم البيض الوحدة والانفصال، وما أظن سوى ان الصحفي بشير البكر قد وقع الاختيار عليه التفريغ ما سرده المناضل علي سالم البيض في تسجيل مذكراته ليخرجها في ذلك الكتاب المروج له) ... والله اعلم واعظم فالصحفي بشير البكر كما يبدو لي استمع على عجل لتسجيل المذكرات" بدليل الأخطاء في ذكر التواريخ والاحداث التي يسأل عنها الرفيق البيض في تلك المقابلة الترويجية نوردها بالنص:
البيض - : يشكل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيع على (سالمين بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في ٢٢ يونيو/ حزيران ۱۹۷۸ نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟، فلا الانقلاب حصل في ٣٣ يونيو ولا الإعدام تم بعد أربعة أيام ..!!! وإذا كانت إجابة الرفيق علي البيض هي هذه التي نوردها كذلك بالنص: استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط، لأنه يثق به على المستوى الشخصي . وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقه حكم الإعدام وقد أعدم في الليلة نفسها، فان الرفيق علي البيض خلط عباس في دباس حيث ان الرواية التي يعرف كل القيادات التنظيمية والتي روى بعضها من كان حاضراً في اجتماع المكتب السياسي " للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية"، حيث ان الحزب الاشتراكي لم يتأسس بعد في تلك الفترة كما أورده الرفيق البيض نفسه تالياً في نص المقابلة يضاف الى ذلك شيء غريب، وهو حشر اسم "عضو اللجنة المركزية المرحوم الرفيق / صالح ابوبكر بن حسينون .. غفر الله له والذي كان رجل عسكري مهني جاد وحريص على الابتعاد عن صراع الاخوة الأعداء ومؤامرتهم"، فبعد انفضاض اجتماع "المكتب السياسي" الذي طلب فيه من "سالمين" التوقيع الرسمي على وثيقة اعتراف بجريمة هم دبروها ونفذوها ضحك وقال لهم جميعاً لكن موجهاً كلامه لفتاح كونه المستفيد الاول لو تريدون منصب الرئاسة مستعد للإستقالة بشرط المغادرة الى الحبشة ولو موافقين على ذلك بلغوني بموافقتكم، وعاد الرفيق الشهيد الرئيس سالمين الى بيته في قصر الرئاسة وجائه الرد الحاسم هجوم جوي + بحري + بري نفذته "الوحدات المسلحة للإقتحام المرابطة بالصولبان والتابعة لأمن الثورة حينها حق محسن الشرجبي يساندهم مقاتلين من أبناء قعطبة والعوابل المقاومين الثوريين حق صالح مصلح ولكن بقيادة علي شايع هادي وهو الذي اعتقل الرئيس سالمين وقاده مكبل مع جاعم صالح وعلي سالم لعور يرحمهم الله، وتم حملهم على سيارات نقل متوسط ايفا ألمانية الى قصر المعاشيق حيث تم اعدامهم من قبل من دبر المؤامرة انطلاقاً من استبدال رسول الرئيس سالمين مع الحقيبة الدبلوماسية الى الرئيس احمد الغشمي بصنيعتهم " المدعو عوض تفاريش والحقيبة الملغومة" وتلك تفاصيل يعلمها جيداً الرفيق البيض لكنه فضل القفز عليها وجائنا برواية مفصلة على مقاسه.. فكان بذلك اول القصيدة حق الرفيق علي البيض كفر، ما تم ايراده هنا هو مثال يفضح عدة مغالطات في إجابة واحدة وردت بفاتحة المقال والقول بالقول يذكر حيث أضاف الرفيق البيض ان الشهيد الرئيس سالمين احتضن بعض الاتباع وتجاوز الحزب والدولة فكان ذلك التجاوز فاتحة الفساد وسؤ الإدارة، وهو قول نورده بالنص: لكن لا بد من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، نعم قول فيه بهتان عظيم حاول الصاقه بالرئيس الشهيد الورع "سالمين" الذي كان يخشى ويخافه ربه العلي القدير على عكس رفاقه ولا ازد حرفاً بهذا الخصوص وفخامة الرفيق البيض يفهم ذلك بكل وضوح لا لبس فيه، ونعلمكم باننا سنعمل على تقديم امثلة أخرى ولكن من الحجم الثقيل بعون الله وتوفيق مشيئته ورضوانه
...
ويستمر حديث الرفيق البيض على عواهنه بشأن الانقسام الى فريقين ولم يوضح كيف تم ذلك الانقسام ومنهم طرفي كل قسم وعلى أي أساس اصطف كل فرد مع الطرف الذي يجد في مصالحه، ولم يشر الى ان الفرز بدء عندما تم استخدام الوحدات المسلحة وهي القوات التي اقتحمت القصر الرئاسي وهي التي تتبع وزارة امن الدولة بقيادة "محسن الشرجبي" رأس حربة جناح فتاحاشعر جناح فتاح بقدرات مضافة متوهمة جعلت محسن الشرجبي يطالب بتعزيز تلك الوحدات المسلحة "بلواء" مغاوير" صاعقة يزيد من قوتها، وهو الأمر الذي جعل " علي عنتر وزير الدفاع" يتوجس من تطلع جناح فتاح + محسن الشرجبي للهيمنة على الحزبية والعسكرية على البلاد وعلى ضوء ذلك تم الانقسام فتحالف علي عنتر مع علي ناصر للإطاحة بجناح فتاح وللفرز جعلوها مناطقية بتسميتهم بجناح تعز والحجرية، وبذكاء ارتد علي ناصر خطوة للوراء تاركاً علي عنتر بواجهة الصراع الذي تجلى انه يخص "الهيمنة والغلبة بالشأن العسكري"، على عكس ما ورد لاحقاً في مقابلته "ان" على ناصر كان سباق في عملية التخلص من الرفيق عبد الفتاح مع انه كذلك قد غلط في التحديد الدقيق لزمن ذلك الإبعاد للرفيق عبد الفتاح حيث قال انه تم في ٢٦ يوليو ١٩٨٠م بينما الصحيح انه تم في شهر ابريل ۱۹۸۰م، حيث انه لم بلغ الخلاف ذروته بين علي عنتر و عبد الفتاح إسماعيل، ذهب علي عنتر لمخاطبة السفير الروسي بعدن صراحة بالقول له: (خذوا صاحبكم الى موسكو او سنقرح رأسه، خلال كامل المقابلة لاحظت حرص الرفيق علي البيض على تهميش دور الرفيق علي عنتر على الرغم من محورية دوره منذ انقلاب ۲۲ يونيو ١٩٦٩م، لربما هي كيمياء معطلة بينهما أو شيء اخر الله سبحانه وتعالى الذي يعلم ذلك لعله من المفيد هنا التاكيد كذلك الى ان حبل الكذب ادة ما يكون قصير ولا تنفع معه الفبركات السردية التي أوردها الرفيق البيض في المقابلة، من ان علي ناصر بداء بالتخلص من جماعة الرفيق عبد الفتاح إسماعيل وذلك لأن علي ناصر حينها كان قد شرع يلملم شتات نفسه كأمين ورئيس للدولة وكذلك لشتات الحزب والبلد اللذان شهدا اعظم هزتين سياسية اجتماعية خلال اقل من عامين، اما قضية التخلص من جماعة الرفيق عبد الفتاح فتلك عادة طبيعية اعتادها الرفاق جميعاً في قيادة الحزب ولم يكن بقدرته حسم موضوع كذلك منفرداً بالمطلق الاعم ... عموماً لا نقول ما سلف دفاعاً عن الرفيق علي ناصر بل هي شهادة حق خالصة للتاريخ، والرفيق علي ناصر حي يرزق وهو المعني بالدفاع عن نفسه لا سيما تلك حبكة القصة الميلودرامية التي قدمها الرفيق علي البيض قيما خص اعدام الرفيق محمد صالح مطيع وزير الخارجية يرحمه الله ... لن ننته او نخلص من الخوض في حصر مثالب ومغالطات وتزييف الحقائق التي كما يبدو ان الرفيق علي البيض قد ترس بها مذكراته وفق ما وقفنا عليه في المقال الترويجي لكتابه قيد الطباعة، والذي نتوقع له شلالات من الجدل السجالي نقضاً وتكذيباً من رفاقه الاحياء الذين تزامل معهم في قيادة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني لاحقاً .. لكنني سأختم بهذة الفقرة التي أوردها بالنص : ( ولكن الارتياح لم يبد على على ناصر، واستمر في عملية إحكام قبضته .... فأبعد على عنتر من وزارة الدفاع، وعينه نائباً له، وأحل مكانه صالح مصلح من دون أن يعلم أنهما على اتفاق وليسا على شقاق كما كان يظن، لكنه بدأ يدرك ويستوعب أكثر فأكثر التطورات الحاصلة حين وقف على نتائج الانتخابات الحزبية في المحافظات في إطار التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الذي عقدناه في أكتوبر/ تشرين الأول عام ۱۹۸۵ ، وأدرك، حينها، أنه بدأ يخسر بسبب فرديته وسلوكه التسلطي ، كيف يحكم علي ناصر قبضته على مقاليد السلطة وتعيين الرفيق صالح مصلحوزيراً للدفاع تم في عام ۱۹۸۲م بدلاً من الرفيق علي عنتر الذي تعين نائب اول لعلي ناصر، ومن متى الرفيق علي ناصر كان قائد تسلطي وهو المعروف بـ علي مرحبا بما يعني انه ليس صاحب قرار تسلطي عند رفاقه بل كان دائم الرجوع لهم في اخذ المشورة والرأي، اما فيم خص نتائج الانتخابات التمهيدية في المحافظات فتلك ايضاً فرية كبيرة اطلقها الرفيق علي البيض لا اعلم الهدف لأننا كنا حاضرين الحدث ومراقبين تفاصيل نتائج صعود القيادات الوسطية في المحافظات بتلك الانتخابات، بل وقوائم المندوبين منها لعضوية المؤتمر العام الثاني للحزب حيث كانت الأغلبية النسبية وليست المطلقة لصالح جناح علي ناصر ... نختتم هذه القراءة الفاحصة كما وعدناكم أعلاه في تناول خلاصة مقال صاحب المعالي أ.د. عبد العزيز صالح بن حبتور والتي يقفل بها جل مقالاته السياسية، والتي وجدناها في مقاله هذا شديدة التكثيف والتركيز الى درجة وجدناها ليست أكثر من جملة وعضية ناصحة، يطالب من خلالها بضرورة إعادة قراءة وكتابة تاريخ مسيرة الحركة الوطنية اليمنية بأمانة وشفافية صريحة لا تحتمل اللبس او التأويل والتجيير، تحت ضغوط الأنا المتضخمة) أو النرجسية الذاتية والأنانية بهدف اخذ العضة والعبرة منها كي لا نغرق ثانية في النكبات والكوارث الحزبية والسياسية التي تضرر منها شعبنا منذ انتصار ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م وكذا نيل الاستقلال الوطني في ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م .. ويشهد الله ان وعض بن حبتور الناصح يحوز التوصيف التالي: (نصيحة بجمل كما قال العرب وليس العربان ..ذلك هو مبلغ احاطتنا بمضامين المقال الترويجي للرفيق علي سالم البيض وكذا مقال التصحيحوالمراجعات الذي سطره صديقي معالي الدكتور عبد العزيز بن حبتور، والتي ارجو من خلالها قد تمكنت من اقناع القارئ الكريم بوضعي بعض النقاط على عدد من الحروف في المقالين ...
والله من وراء القصد والمراد .. وهو ولي التوفيق والرشاد ،،،،

مدير عام بجامعة عدن
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
رداً على اقاويل الرفيق علي سالم البيض المتهوره
محمد عبد المجيد الجوهري*

ريفيرا ترامب.. وخفنق القبيلي ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الإعلام العربي وغياب الحقيقة
د.محمد علي بركات

لا يمتلكون إرادة المصالحة!!
توفيق الشرعبي

الخماسية لن تنتصر لغزة
أحمد الزبيري

مَنْ دمَّر اليمن؟!
يحيى الماوري

هل نحن مستعدون ؟
حمود العودي

ترامب وصفقة الجنون.. غزة ليست للبيع
عبدالسلام الدباء *

حسين الأهجري.. عطاء واسع في خدمة المجتمع ودعم الشباب
د. طه حسين الهمداني

البيسمنت.. بأي ذنب أُغلِقَ ؟!
عبدالرحمن بجاش

من الراقي إلى المحامي والقاضي..الرقيةالشرعيةبالخنق واللطم..والزواج باستغلال المقهورات
عبدالله الصعفاني*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)