عبدالرحمن بجاش - كنتُ أسير في شارع رئيسي، فجأة ظهر أمامي دباب يسير بالطبع في الاتجاه المعاكس.. لم أفسح له طريقي، توقفت ، توقف ، أشار بيده أن اذهب يميناً ، أشرت له : هذا خطي، أنت المخالف ..
بحركة سريعة أطفأ المحرك …
ظللت لثوانٍ واقفاً في خطي، حتى لاحظت أن الراكب الذي في الأمام أشار بيده محتجاً على أنني أسير في السليم، خرجت الأيدي الأخرى، خرجوا، قلت يا بجاش حتى لايحدث مالايحمد عقباه و: "حنك السوق مضربة" كما كانت تقول جدتي !! ، ففسحت له، تحرك وعندما قابلني أشاح بوجهه يميناً، سمعت أحد الركاب: شعرك أبيض وتعاند !! بلا تربية !!
بالفعل نحن بلا تربية عامة.. حتى اختلت المعايير، وصار كل واحد مِنا دولة !!
هي مشكلة مستعصية، ربما بحاجة إلى ثورة، استخدام الطريق بالعكس سِمة يمنية مزمنة، وصارت هي القاعدة وما عداها خروج عن قانون السير!! أرجو ألا يعترض المهندس عبدالله النويرة ويقول: بل هناك قانون ..، طيب وأنت الإنسان والمهني الرائع، أعرف أن البلاد تمر بظرف موجع، لكنني أقول: لقد استفحل الأمر، وكل لحظة في الشارع نرى مئات الصور من العبث، قبل يومين قلت للولد ادخل في الاتجاه المعاكس، خلينا نشوف كيف !!! بيني وبينكم طعم المخالفة يشعرك بالزهو بأنك مهم !!!! …
لولا الحظ ربما لكنت والمتور سائقه وراكبه قد ارتكبنا حادثاً كبيراً، كنت قادماً على منحنى وفي اتجاهي الصحيح، فُوجئت بمتور عليه راكب، لأنني كنت بالسرعة العادية فقد تفاديته، توقف يسب ويلعن، قلت سأخاطب الراكب: يا أخي سيوديك في داهية كلمه يستخدم الطريق بشكل صحيح، فإذا به بكل برود يرد: المهم يوصّلني، ليش ما يطير ساع الطيارة !!!
نحن بحاجة ماسة إلى تربية عامة.. من ؟ لا أدري !!!!!
لله الأمر من قبل ومن بعد.
|