موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 10-مارس-2025
محمد عطبوش -
وبَّخني دكتور مغربي لأني سألته هاتفياً "انته موجود؟" فلم يحب مناداته "انته" هكذا..

كالمصريين، يرى المغاربة من عدم الاحترام توجيه الخطاب للشخص مباشرة، وإنما إلى حضرته، سيادته، ونحو ذلك من ألفاظ الالتفاف تعبيراً عن الاحترام..

من سوء حظي (أو حظ الدكتور!) أننا لا نعرف هذا الاستعمال في اليمن، وأنا شخصياً أستثقله للغاية، باستثناء أهل صنعاء، حيث يحرصون على خطاب الكبير بصيغة الجمع (تغديتو يا أباه، كيفكم يا أستاذ)..

بعدما وضَّحت سوء الفهم للسيد اللطيف، الذي ظن أنني مغربي "وهادشي فرحني بزاف حيت الدارجة ديالي غادي تتحسن"، إلا أني تساءلت عن سبب غياب هذا الاستعمال عندنا؟، هل من قلة تهذيب أم للأمر خلفية ثقافية؟

الخطاب بالجمع شائع في معظم اللغات، في الجورجية مثلاً تعلمت أقول بردزاندبيت (حضرتكم)، وفي العبرية ينادي اليهود الرب "أدوناي" بمعنى "سادتنا" جمعاً، لكن في اليمن منذ عصوره القديمة فإن المعبود لا يُشار إليه إلا مفرداً..
متى ظهر جمع الجلالة أو ما يُسمى باللاتينية pluralis majestaticus؟..
من اللافت أنه لا يظهر في نصوص اليمن إلا في نقوش الملوك الحميريين بعد اعتناق الأديان التوحيدية عام 380م.. الملك أبرهة الحبشي مثلاً قال: "لقد سطَّروا هذا النقش أنا أبرهة"، سطَّروا جمعاً متحدثاً عن نفسه، ولكن حتى مع دخول التوحيد ظل الإله يُخاطَب مفرداً كما نقش سبئي مؤرخ بعام 523م يختتم بعبارة "مرأ أت" بمعنى الربّ حقاً أنت.. (ياله من عذر مقنع أواجه به الدكتور)..

باحث ألماني (اسمه ألكسندر سيما) يفسّر ظهور جمع الجلالة في نقوش اليمن بسبب شيوع حكم المشاركة بين الملوك في القرن الرابع الميلادي، مما ساهم في ثبات صيغة الجمع التشريفية وصارت تقليداً حتى عندما عاد الحكم فردياً..

لكن لماذا ظل المعبود يُخاطَب مفرداً، في حين يحظى الملوك بكل هذا التشريف؟.. أرى السبب دينياً هنا، وهو النفور الشديد من شُبهة تعدُّد الآلهة.. ابن تيمية واجه نفس المشكلة عندما جادله المسيحيون بأن القرآن يشير إلى الله بصيغة الجمع لأن "ضمير الجمع يقع على من كان له شركاء وأمثال"، وهذا يناقض عقيدة التوحيد التي كانت هاجس الإسلام الأول، وفيما يبدو كانت كذلك هاجساً شَغَل موحّدي اليمن منذ القرن الرابع، فلم يشع جمع التشريف في عاميات اليمن إلى يومنا هذا.. من يدري..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)