موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الامين العام يعزي العميد العزكي - بن حبتور: فلسطين قضية كل أحرار العالم - أبو شمالة: اليمن هو الأنموذج الحي للأمة - عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط - الجمارك تحيل 250 ملف تهريب إلى النيابة العامة - "الضربة الثالثة".. صنعاء تكشف تفاصيل عمليتين عسكريتين - تزداد المعاناة منها خلال شهر رمضان..حلول بديلة للأسواق العشوائية في المدن - محمد عبدالله مثنى.. من رواد الأدب اليمني المعاصر - سياسيون وصحفيون : حملات "التجويع" تهدف إلى تقسيم المجتمع وتفكيك النسيج المجتمعي - العدو الأمريكي يدمر مبنى السرطان ومخازن الأدوية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 10-مارس-2025
محمد عطبوش -
وبَّخني دكتور مغربي لأني سألته هاتفياً "انته موجود؟" فلم يحب مناداته "انته" هكذا..

كالمصريين، يرى المغاربة من عدم الاحترام توجيه الخطاب للشخص مباشرة، وإنما إلى حضرته، سيادته، ونحو ذلك من ألفاظ الالتفاف تعبيراً عن الاحترام..

من سوء حظي (أو حظ الدكتور!) أننا لا نعرف هذا الاستعمال في اليمن، وأنا شخصياً أستثقله للغاية، باستثناء أهل صنعاء، حيث يحرصون على خطاب الكبير بصيغة الجمع (تغديتو يا أباه، كيفكم يا أستاذ)..

بعدما وضَّحت سوء الفهم للسيد اللطيف، الذي ظن أنني مغربي "وهادشي فرحني بزاف حيت الدارجة ديالي غادي تتحسن"، إلا أني تساءلت عن سبب غياب هذا الاستعمال عندنا؟، هل من قلة تهذيب أم للأمر خلفية ثقافية؟

الخطاب بالجمع شائع في معظم اللغات، في الجورجية مثلاً تعلمت أقول بردزاندبيت (حضرتكم)، وفي العبرية ينادي اليهود الرب "أدوناي" بمعنى "سادتنا" جمعاً، لكن في اليمن منذ عصوره القديمة فإن المعبود لا يُشار إليه إلا مفرداً..
متى ظهر جمع الجلالة أو ما يُسمى باللاتينية pluralis majestaticus؟..
من اللافت أنه لا يظهر في نصوص اليمن إلا في نقوش الملوك الحميريين بعد اعتناق الأديان التوحيدية عام 380م.. الملك أبرهة الحبشي مثلاً قال: "لقد سطَّروا هذا النقش أنا أبرهة"، سطَّروا جمعاً متحدثاً عن نفسه، ولكن حتى مع دخول التوحيد ظل الإله يُخاطَب مفرداً كما نقش سبئي مؤرخ بعام 523م يختتم بعبارة "مرأ أت" بمعنى الربّ حقاً أنت.. (ياله من عذر مقنع أواجه به الدكتور)..

باحث ألماني (اسمه ألكسندر سيما) يفسّر ظهور جمع الجلالة في نقوش اليمن بسبب شيوع حكم المشاركة بين الملوك في القرن الرابع الميلادي، مما ساهم في ثبات صيغة الجمع التشريفية وصارت تقليداً حتى عندما عاد الحكم فردياً..

لكن لماذا ظل المعبود يُخاطَب مفرداً، في حين يحظى الملوك بكل هذا التشريف؟.. أرى السبب دينياً هنا، وهو النفور الشديد من شُبهة تعدُّد الآلهة.. ابن تيمية واجه نفس المشكلة عندما جادله المسيحيون بأن القرآن يشير إلى الله بصيغة الجمع لأن "ضمير الجمع يقع على من كان له شركاء وأمثال"، وهذا يناقض عقيدة التوحيد التي كانت هاجس الإسلام الأول، وفيما يبدو كانت كذلك هاجساً شَغَل موحّدي اليمن منذ القرن الرابع، فلم يشع جمع التشريف في عاميات اليمن إلى يومنا هذا.. من يدري..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وداد ابنة قريتي
عبدالرحمن بجاش

المفرقعات تهدّد السَّكينة العامة
د.محمد علي بركات

السلام وعيٌ جماعي
د. ربيع شاكر

المؤتمر الشعبي العام: بوصلة الوطن في زمن التحدّيات
أصيل البجلي

ما يُراد لسوريا سيُعمَّم على المنطقة
أحمد الزبيري

رحل.. ورحل حلمه بتطوير القبيلة..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

مسلسلات رمضان: من العَـبَط إلى التشنُّج.. ومن النَّقد إلى التَّشفِّي
عبدالله الصعفاني

الفهم الخاطئ للتعدُّد والتنوُّع الديني والمذهبي والسياسي
إبراهيم ناصر الجرفي

لن نفقد الأمل
أحمد الزبيري

قائدنا الذي بايعناه
أحمد العشاري

تعطيل الاجتهاد والحزبية في وطن التكتلات جريمة
محمد اللوزي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)