عبدالرحمن بجاش - ما أروع أن تأتي لحظة قاسية تعود بك إلى أعماقك بحثاً عن الذي غيَّبته ظروفك
وها هي اللحظة تعيدك له سالماً غانماً …
تعود للإنسان المختبئ في أعماقك فتتفجر ينابيعك عن ماء من ذهب..
تسمع نفسك موسيقى الروح فتتصالح مع ذاتك
كم أنت بحاجة إلى تلك اللحظة..
الأمر شبيه بالظمأ
ما أن تمد يدك إلى إناء إنسانك غبان للماء حتى تشرب وتشرب وتشرب حتى ترتوي اللحظة القاسية وأنت معها …
يسألك الذي تناسيته دهراً:
أين أنت لِمَ تركتني ؟
يأتي الجواب كحاجة ماسة :
ها أنذا لم أنْسَكَ يا صاحبي بل هي الريح التي طمرتك بالغبار حتى احتجت إليك، وها أنا أغب من الماء الحالي من نازل كما كانت جدتي تردد لبقرتها حين تسقيها من ماء "الكريف".. أو عندما يسقي عبده كبشه ليردد :
" دررررررريه " ليغب من ماء الساقية "غبّان" مثلك
تتفجر ينابيع فتتفجر حروفك فتقول كلاماً من عسجد، وكلماتك تتحول إلى مشاقر من الوفاء الصبري، وتعود أنت كما ولدتك أمك..
كم هي اللحظة القاسية رائعة عندما تعيدك إلى إنساك المخبأ في الأعماق
تقول أشياء تستغرب أنك استطعت أن تقولها؛ ولذلك الإنسان بالفعل من الطين الذي فيه تمتزج الحبة بالنطفة فتلد الأرض سنابل..
لله الأمر من قبل ومن بعد.
" سياسة الترقيع "
عندما يُخفقون ويُخطئون يحاسبون أنفسهم بقسوة وعلى مسمع وعين الجمهور
لكي يتفادوا الأخطاء القاتلة..
نحن لم نتعود على محاسبة النفس واتخاذ قرارات قاسية تعدل ما إعوج، بل نستمر في الصراخ والتصفيق واعتماد سياسة الترقيع واستحداث المطبات
حتى تتراكم المشكلات ويحدث الانفجار الذي يُعمِي كل من يتحلقون حول الدست.. الفرق أنهم يتخذون من القانون ملجأً وحَكَماً، ونحن نهرب دوماً إلى الأمام فتكون النتيجة من حفرة الى حفرة !!
|