موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


نضال وتضحيات وجِراح أمين أبوراس القائد والزعيم بعيون صحفي لبناني - توضيح هـام من شركة النفط في صنعاء - أمريكا.. دولة الإرهاب المطلَق !! - لجنة اعتصام المهرة تناقش تداعيات التدهور الاقتصادي - (لقاح خارق) يعالج 15 نوعاً من السرطان - باليستي يمني يضرب مطار "بن غوريون" - سدد الله رميكم .. حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن - شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 04-مايو-2025
د. ربيع شاكر المهدي -
الوحدة اليمنية لم تكن حدثاً عابراً في سِجل التاريخ، بل كانت خلاصة نضالات طويلة، وأملاً جمَع شتات الهوية في جسد وطني واحد.. حين توحَّد شطرا اليمن في 22 مايو 1990م، لم تكن الغاية مجرد دمج مؤسسي أو جغرافي، بل تأسيس وطن قادر على استيعاب التنوع، وتحويله إلى مصدر قوة لا إلى سبب خلاف..

لكن التجربة بعد الوحدة كشفت أن التوحيد الجغرافي لا يكفي ما لم يترافق مع توحيد في الرؤية، وفي عقد اجتماعي جديد يضمن العدالة والمساواة والكرامة لكل مواطن، بغضّ النظر عن منطقته أو انتمائه.. لقد واجهت الوحدة هزات متتالية -سياسية، عسكرية، ومجتمعية- أدّت إلى تصدُّع في الثقة بين مكونات الشعب اليمني، وأعادت طرح سؤال كبير: كيف نحافظ على الوحدة؟، بل الأهم: كيف نعيد تشكيلها على أسس أكثر عدالة وواقعية؟..

وحقيقةً أقول بأن التحدي الراهن ليس في الوحدة ذاتها، بل في إدارة الدولة، حيث تآكلت بُنية الدولة بسبب الحروب والصراعات، وتراجع مفهوم المواطنة المتساوية أمام تصاعد الهويات المناطقية والولاءات الضيقة، وصار جنوب الوطن يتحدث عن التهميش، والشمال يعاني من الانقسام، والشرق يبحث عن نصيبه من السلطة والثروة، كل طرف يمتلك روايته، رغم أن اليمن لا يحتمل أكثر من هوية واحدة تُصاغ من مجموع هذه الروايات، ولكل ما ذكرت لا بد من خارطة طريق وطنية واقعية، تقوم على مبادئ تعترف بالتنوع وتحترمه فاليمن ليس جسداً متجانساً، بل فسيفساء من الهويات الثقافية والتاريخية، ولهذا يجب أن لا تمحوَ الوحدة هذا التنوع، بل تديره بحكمة ضمن إطار وطني جامع ويُصاغ دستور جديد يعكس طموحات اليمنيين جميعاً، ويضمن الحقوق والحريات والتمثيل العادل، ويؤسس لمرحلة تتجاوز الصراع عبر مصالحة وطنية شاملة وحقيقية لأنه لا وحدة حقيقية بدون تصفية آثار الماضي ورد المظالم، وإرساء قواعد العدالة الانتقالية والمصارحة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة، وبما يضمن استقلال القضاء، وحيادية الجيش، وفاعلية الأجهزة المدنية، من أجل بناء ثقة مجتمعية جديدة..

الوحدة اليمنية لا يجب أن تُختزل في تاريخ 22 مايو، بل تُقرأ كمسئولية دائمة، و مشروع طويل الأمد يتطلب تجديداً مستمراً، فوحدة اليوم ليست نسخة من الأمس، بل صيغة جديدة تستوعب دروس الماضي، وتفتح أفقاً لمستقبل تتساوى فيه الحقوق و تتكافأ فيه الفرص..

إن الطريق إلى الوحدة الحقيقية الصادقة المستديمة يبدأ من الاعتراف بأن الوطن يتسع للجميع، وأن لا أحد يملك الحق المطلق في تمثيله دون الآخرين، وحين نؤمن بذلك، فقط حينها، نكون قد بدأنا أولى خطوات الخروج من دوائر التمزق نحو وطن موحّد بالعدل، لا بالقوة؛ وبالانتماء، لا بالإكراه.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
قرار متسرّع وغير مدروس!!
راسل عُمَر

لنرفع القُبعات للقضاء المصري
زعفران المهنا

ثرثرة وجع..
لمياء الإرياني

22 مايو يتجدد بصمود الوحدة
أ.د أحمد مطهر عقبات*

يسألونك عن المشهد ..!!!
د. عبدالوهاب الروحاني

واشنطن واليمن حرب بلا ملامح
الدكتور / علي أحمد الديلمي*

أميركا في لحظة الحقيقة.. الحاملات ليست مدناً خارقة
لقمان عبدالله

ما وراء التشدد الأمريكي في اليمن.. عن المبادرة الصينية.. فتّش
مريم السبلاني

اليمن وطننا الواحد الكبير.. ولن نرضى بتمزيقه
عبدالسلام الدباء*

العنف في المدارس وآثاره الكارثية
د. محمد علي بركات

لحظة تُترَك للصمت فقط
يحيى الحمادي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)