يحيى الحمادي - أحدهم يقف في ساحة الإعدام، بانتظار رصاصة العدالة، ثم يأتي آخر ليطلب منه تصريحات ونصائح: ماذا تقول للشباب، وماذا تقول للجماهير؟!!
هل هذا تصرف طبيعي يَصدر من أناس طبيعيين يحترمون النفس البشرية، ويُجِلّون الموت باعتباره واعظاً بليغاً لا يحتاج إلى من يوصل رسالته؟!
إن لحظة الإعدام لحظة إنسانية شديدة الحساسية يجب احترامها، مهما كان صاحبها مُداناً ومستحقاً للعقوبة؛ فحين يُغلَّف الحدث بالعاطفة الزائفة، أو يُحَوَّل إلى عرض، يفقد الناس القدرة على التمييز بين العدالة والاستعراض، وبين المحاسبة والتشهير، وبدل أن يَشعر المشاهد بثقل الجريمة أو بخطورة الإعدام كعقوبة، ينشغل بردود الأفعال والكلمات الأخيرة، وكأنه أمام فقرة في برنامج..
مثل هذه اللحظات ينبغي أن تُترك للصمت، أما الموت فليس بحاجة إلى لسان، ولا مترجِم.
|