علي أحمد مثنى - نصـيحة للحكام في جمهورية الهند الصديقة وجمهورية باكـستان الإسلامية الشقيقة المستنفرين للحرب، تعالوا عندنا في اليمن جرّبوا عضلاتكم وأسلحتكم، وارحبوا..
— كما هو معروف كنتم بلداً واحداً وحضارة واحدة.. الخ؛ ولكم تميُّز مبهر في التعايش والتناغم الاقتصادي والاجتماعي رغم التنوع الكبير في اللغات والديانات والطوائف المتناقصة.. الخ، ولكن تَـحَضُّركم كان رادعاً مانعاً وحكيماً ساعد على ديمومة السلام والأمن والاستقرار.. صحيح جاء الشيطان الإنجليزي وفرَّق بينكم وفصل باكستان عن الهند، وبنغلادش عن باكستان، وترك منطقة كشمير بؤرة للفتنة متى اقتضت حاجته يشعلها..
— نعلم أن أموركم سابرة وعال العال؛ ولكن ما زال الشيطان يفتن بينكم مرات كثيرة وتجاوزتم محاولاته.. والآن يكرر المحاولة ليشعل حرباً أنتم في غِنَى عنها، خاصةً ولديكم عدد كبير من الصواريخ النووية التي أساسها الردع وليس الاستخدام، لأنكم عقلاء تخافون على مصلحة بلدانكم، ليس مثلنا نحن العرب الهاربين من دعم فلسطين حتى معنوياً..
يقول الشاعر العربي:
ومن يكن الغراب له دليلاً
يمر به على جِيَفِ الكلاب
—إذا أنتم مستنفرون للحرب.. رجاءً غاية الرجاء تعالوا اليمن السعيد بلاد الإيمان والحكمة، (والناس يزوروا الناس) وكل شيء جاهز؛ والتجربة خير برهان.. بدل ما تخـربوا وتهدموا ما تم إنجازه تعـالوا تقاتلوا براحتكـم لأن الشيطان عندنا منذ 2011م رغم أننا نقرأ آية الكرسي والمعوذات يومياً ولا رضي ينصرف كأنه دخل الإسلام ..
—يحق لكم أن تغنوا وترقصوا هندي، باكستاني، كشميري..الخ، وتصنعوا أفلام خرط الخرط مثلما عملنا في ساحات التغيير والتكدير أثناء موسم الخراب العربي..
—تأكدوا أن اليمن ساحة تجارب مفتوحة للمشعّبين والمبحشمين من كل الجنسيات والنجاسات ومشاريع الفقعات..
وما تنتجه مصانع الأسلحة في الغرب والشرق بتمويل وتعاون وتسهيل وتوصيل وتوزيع الأشقاء في معظم دول الخليج والجزيرة ولهم وكلاء متقاسمون اليمن الكبير إقطاعيات وغنائم حسب خطط أمريكا وبريطانيا وغيرهما..
— نحن بلد مدمَّر، مهدَّم ، مخرَّب جاهز منذ ما سُمّيت بـ "عاصفة الهدم" عام 2015م وحتى الآن، وما زالت آثارها وآثار عدوان أمريكا وإسرائيل لم تجف دماؤها بعد، فقد تَهدَّم كل ماتم إنجازة منذ أكثر من 60 عاماً، وكأنك يا بو زيد ما غزيت..
— تعالوا أيها الأصدقاء والأشقاء ونحن جيران نسكن قارة آسيا، والنبي وصَّى على سابع جار.. تَفضَّلوا نفعل فيكم خيراً وبلا أي مقابل.. حتى السلاح إذا نقص عليكم عندنا فائض نزوّدكم بكل أنواعه.. اليمن أصل العرب ويتملك خبرات وتجارب للحروب مع الأناشيد والزوامل والبرع من أيام الجاهلية الأولى حتى الآن.. ارحبوا يتوافر لدينا عدد كبير من قنوات تلفزيونية وإذاعية متخصصة للفتنة والحرب النفسية رخيصة الإيجار أو بالأجر اليومي؛ ونطمئنكم عندنا في اليمن من الأصول الهندية إخوة أعزاء من أيام الإنجليز جمهور جاهز يشجع ويصفّق لكم؛ وأي طلبات من الرمل والمتارس مزروعة مفروشة بالرمل في كل مناطق ومحافظات اليمن الكبير مفروشة جاهزة..
والنصيحة: "اعقلوا لا تجننوا مثل أصحابنا"..
—ختاماً.. نقول لأصحابنا من بني جلدتنا الجلادين في جميع المكونات والتنظيمات والجماعات السياسية والإسلامية والقومية والأممية والوطنية والمستقلة ما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو ينصح تلميذه يونس:
"تجمعنا مئات القضايا والمسائل، وتفرّقنا مسألة واحدة".. إلى قوله: "اكره الخطأ ولكن لا تكره المخطئ.. ولا تهدم الجسور التي بنيناها فقد نحتاجها للعودة ذات يوم.. انتقد القول ولكن احترم القائل".. ولذلك علينا أن نقضي على المرض لا على المريض..
يقول الشاعر العربي:
ما ضاقتِ الأرض إلا جاءنا فرج..
كالغيثِ يهبط من رب السماواتِ
والسلام رسالة السماء والأنبياء.
|