موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الجمعة, 09-مايو-2008
طه العامري -
يظل الولاء الوطني هو عنوان التقدم والتطور ومقياس الحرية والتحضر، فالولاء الوطني ينتج الهوية والثقافة والقيم وبينهما نوازع وطنية راسخة تجعل كل مكونات التقدم أهدافاً متاحة وممكنة التحقيق، لكن بغياب الولاء الوطني تغيب كل قيم الهوية والانتماء ويصبح مسرحاً لعبث حضاري ليس فيه ما يمكن أن يدل على الحضور الحضاري في ظل طغيان النوازع الذاتية ويصبح الوطن مسألة عابرة في أجندة اهتمام الفرد والمجتمع حيث ينشغل الكل في ذاتهم على حساب الذات الوطنية والهوية الاعتبارية.
إن من المستحيل أن يتقدم الوطن ويتطور شعب دون أن يكون هناك ولاء وطني وقيم وهوية وطنية وكل الظواهر الوطنية التي تحفز الفرد والمجتمع للعمل بروح وطنية تغلب خلالها المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية والجمعية ومصلحة الكتل والنخب والفعاليات والجهات ولكن الأوطان تبنى والشعوب تتقدم حين يكون الولاء الوطني هو عنوان الحراك والقاسم المشترك الذي يجتمع عليه كل أبناء الشعب والكل يعمل على الانتصار لهذه القيم وتعميقها كقيم ذات صلة مباشرة بكل حراك وتفاعل وطنيين.. والولاء الوطني لا يصنع بقرار ولكنه حصيلة منظومة ثقافية وفكرية وتربوية وتعليمية وأسرية ومن الأسرة إلى المدرسة والمنهج الدراسي والتربوي بكل مراحله ومكوناته ومسمياته العلمية وبينهم الخطابان الإعلامي والسياسي والديني والشعبي العام والسلوكيات الاجتماعية، أي أن الولاء الوطني هو حصيلة منظومة حضارية تفاعلية مرتبطة بكل مكونات المجتمع ومفاصله ورموزه وحراكه وثقافته ويرافق كل هذا قوانين وتشريعات وممارسات تعزز من تعميق الهوية الوطنية والولاء الوطني الذي لم يتحقق من خلال لجان ولا عبر منظمة وليس هناك طريق تصلنا بالولاء الوطني غير طريق الدولة التي عليها تقع مهمة العودة بالوعي إلى نقطة الانطلاق والتأهيل وعلى أسس وطنية وقومية تستوعب كل المتغيرات الحضارية الوطنية والقومية والدولية.
بيد أن ساحة المدرسة هي المسرح الذي تبدأ منه مهمة تشكيل الوعي والقناعات وترسيخ قيم ومفاهيم الولاء لكن هذه الساحة لا تحتاج إلى مبنى جميل ولا حوش وسور وتجهيزات بل تحتاج لمنهج دراسي وطني يعيد قولبة القيم والمعلومات بقدر من السلاسة وبما يمكنها من الانسياب إلى ذاكرة المتلقي ومن خلال كادر تربوي يدرك فداحة المهمة الملقاة على كاهله بحيث يكون هناك مدرس وملقن يدرك دوره ورسالته ويدرك أن الوطن أمانة وأجياله وعليه ربط المتلقي بوطنه وتاريخه وثقافته وحضارته وبضرورة الولاء والايمان بالهوية والانتماء والاعتزاز بكل ما يحمل النكهة الوطنية مادياً كان أو معنويا،،
المدرس أو الملقن لقيم الهوية والانتماء يحتاج بدوره إلى شعور بأن له مكانة وطنية خاصة وأنه الراعي والأمين على حاضر الوطن ومستقبله وله حظوة اجتماعية ورسالة وطنية تجعله محل رعاية وتقدير وامتنان محيطه الوطني وينزل منزلة وطنية خاصة تكلف له الضمانة الكاملة والكافية لحياة وطنية تمكنه من تأدية رسالته وواجباته كمبدع وليس موظفاً.. على أن يعاد النظر بكل المناهج الدراسية وطرق التلقين والتعليم وإيصال المعلومات للملتقى وعلى مختلف المراحل الدراسية ويعاد الاعتبار للمدرسة في الوسط المجتمعي بمقدار ما يقدم للوطن والأجيال وما يبذل لهم من الجهد، وحتى نعيد تأصيل قيم الارتباط الوطني نحتاج إلى مراجعة مناهج وقوانين وتشريعات وطرق إدارية وسلوك ونظرة وقدرات وإمكانيات يجب أن نعيد النظر فيها وأن نخصص حيزاً للبحث العلمي والنشاط الأكاديمي والمعرفة وعلى مختلف المستويات والتخصصات، وأن ندرك أن التعليم في بلادنا لا يتطور بزيادة رصيد الانفاق على بند(الأجور) مع أن هذا حق لكل موظف أن يحصل على راتبه لكن علينا أن نعي أن قرابة(ثلاثمائة مليار) تصرف سنوياً على قطاع التربية والتعليم وهذا المبلغ قد لا يكون كبيراً لكن الأمر لا يتصل بكبر المبلغ أو عدمه بقدر ما يتصل الأمر بجدوى العائد السنوي ـ تربوياً وعلمياً ومعرفياً ـ وما يعود بالتالي للوطن والمجتمع وأن من خلال هذا القطاع الذي به نرهن حاضرنا الوطني ومستقبلنا ونرهن أجيالنا على هذا القطاع ودوره وهويتنا الوطنية وقيمنا الحضارية وانتماءنا كل هذه المفاهيم مرهونة بقطاع التربية والتعليم الذي منه نبدأ رحلة تعميق قيم الهوية والانتماء والولاء الوطني ونحصن مسارنا ودوره الحضاري بكل موروثاته التراكمية التي تعطينا الكثير من العبر والتجارب التي يمكن تطويرها واستخلاص كل ما هو ايجابي وتطوير وتحديث ما كان الزمان قد تجاوزه وقوانين التطور.. وللموضوع صلة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)