موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الجمعة, 09-مايو-2008
طه العامري -
يظل الولاء الوطني هو عنوان التقدم والتطور ومقياس الحرية والتحضر، فالولاء الوطني ينتج الهوية والثقافة والقيم وبينهما نوازع وطنية راسخة تجعل كل مكونات التقدم أهدافاً متاحة وممكنة التحقيق، لكن بغياب الولاء الوطني تغيب كل قيم الهوية والانتماء ويصبح مسرحاً لعبث حضاري ليس فيه ما يمكن أن يدل على الحضور الحضاري في ظل طغيان النوازع الذاتية ويصبح الوطن مسألة عابرة في أجندة اهتمام الفرد والمجتمع حيث ينشغل الكل في ذاتهم على حساب الذات الوطنية والهوية الاعتبارية.
إن من المستحيل أن يتقدم الوطن ويتطور شعب دون أن يكون هناك ولاء وطني وقيم وهوية وطنية وكل الظواهر الوطنية التي تحفز الفرد والمجتمع للعمل بروح وطنية تغلب خلالها المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية والجمعية ومصلحة الكتل والنخب والفعاليات والجهات ولكن الأوطان تبنى والشعوب تتقدم حين يكون الولاء الوطني هو عنوان الحراك والقاسم المشترك الذي يجتمع عليه كل أبناء الشعب والكل يعمل على الانتصار لهذه القيم وتعميقها كقيم ذات صلة مباشرة بكل حراك وتفاعل وطنيين.. والولاء الوطني لا يصنع بقرار ولكنه حصيلة منظومة ثقافية وفكرية وتربوية وتعليمية وأسرية ومن الأسرة إلى المدرسة والمنهج الدراسي والتربوي بكل مراحله ومكوناته ومسمياته العلمية وبينهم الخطابان الإعلامي والسياسي والديني والشعبي العام والسلوكيات الاجتماعية، أي أن الولاء الوطني هو حصيلة منظومة حضارية تفاعلية مرتبطة بكل مكونات المجتمع ومفاصله ورموزه وحراكه وثقافته ويرافق كل هذا قوانين وتشريعات وممارسات تعزز من تعميق الهوية الوطنية والولاء الوطني الذي لم يتحقق من خلال لجان ولا عبر منظمة وليس هناك طريق تصلنا بالولاء الوطني غير طريق الدولة التي عليها تقع مهمة العودة بالوعي إلى نقطة الانطلاق والتأهيل وعلى أسس وطنية وقومية تستوعب كل المتغيرات الحضارية الوطنية والقومية والدولية.
بيد أن ساحة المدرسة هي المسرح الذي تبدأ منه مهمة تشكيل الوعي والقناعات وترسيخ قيم ومفاهيم الولاء لكن هذه الساحة لا تحتاج إلى مبنى جميل ولا حوش وسور وتجهيزات بل تحتاج لمنهج دراسي وطني يعيد قولبة القيم والمعلومات بقدر من السلاسة وبما يمكنها من الانسياب إلى ذاكرة المتلقي ومن خلال كادر تربوي يدرك فداحة المهمة الملقاة على كاهله بحيث يكون هناك مدرس وملقن يدرك دوره ورسالته ويدرك أن الوطن أمانة وأجياله وعليه ربط المتلقي بوطنه وتاريخه وثقافته وحضارته وبضرورة الولاء والايمان بالهوية والانتماء والاعتزاز بكل ما يحمل النكهة الوطنية مادياً كان أو معنويا،،
المدرس أو الملقن لقيم الهوية والانتماء يحتاج بدوره إلى شعور بأن له مكانة وطنية خاصة وأنه الراعي والأمين على حاضر الوطن ومستقبله وله حظوة اجتماعية ورسالة وطنية تجعله محل رعاية وتقدير وامتنان محيطه الوطني وينزل منزلة وطنية خاصة تكلف له الضمانة الكاملة والكافية لحياة وطنية تمكنه من تأدية رسالته وواجباته كمبدع وليس موظفاً.. على أن يعاد النظر بكل المناهج الدراسية وطرق التلقين والتعليم وإيصال المعلومات للملتقى وعلى مختلف المراحل الدراسية ويعاد الاعتبار للمدرسة في الوسط المجتمعي بمقدار ما يقدم للوطن والأجيال وما يبذل لهم من الجهد، وحتى نعيد تأصيل قيم الارتباط الوطني نحتاج إلى مراجعة مناهج وقوانين وتشريعات وطرق إدارية وسلوك ونظرة وقدرات وإمكانيات يجب أن نعيد النظر فيها وأن نخصص حيزاً للبحث العلمي والنشاط الأكاديمي والمعرفة وعلى مختلف المستويات والتخصصات، وأن ندرك أن التعليم في بلادنا لا يتطور بزيادة رصيد الانفاق على بند(الأجور) مع أن هذا حق لكل موظف أن يحصل على راتبه لكن علينا أن نعي أن قرابة(ثلاثمائة مليار) تصرف سنوياً على قطاع التربية والتعليم وهذا المبلغ قد لا يكون كبيراً لكن الأمر لا يتصل بكبر المبلغ أو عدمه بقدر ما يتصل الأمر بجدوى العائد السنوي ـ تربوياً وعلمياً ومعرفياً ـ وما يعود بالتالي للوطن والمجتمع وأن من خلال هذا القطاع الذي به نرهن حاضرنا الوطني ومستقبلنا ونرهن أجيالنا على هذا القطاع ودوره وهويتنا الوطنية وقيمنا الحضارية وانتماءنا كل هذه المفاهيم مرهونة بقطاع التربية والتعليم الذي منه نبدأ رحلة تعميق قيم الهوية والانتماء والولاء الوطني ونحصن مسارنا ودوره الحضاري بكل موروثاته التراكمية التي تعطينا الكثير من العبر والتجارب التي يمكن تطويرها واستخلاص كل ما هو ايجابي وتطوير وتحديث ما كان الزمان قد تجاوزه وقوانين التطور.. وللموضوع صلة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)