بليغ الحطابي - كم يسعدنا أن نحتفي في اليمن بنشوة الانتصار الديمقراطي المتجدد وبشواهد التطورات المتتابعة في التجربة اليمنية والمتمثلة (بانتخاب المحافظين) .. غير أن ما يتعسنا هو أن آخرين في دول أخرى يحتفون بهبوط أسعار مادة القمح التي ارتفعت عالمناً إلى مستويات خيالية ، وانخفضت أيضاً إلى مستويات لم تعرفها هذه المادة من قبل كما قال اقتصاديون .. وفي اليمن كم كنا نحبذ الاحتفاء بالأخير ثم بالأول وما بليه .. غيراً أن الاحتفاء بانخفاض أسعار القمح لم ولن يحدث فهناك قاعدة أو ميزة في أسواقنا هو (أن ما ارتفع لا يمكن أن ينخفض ) فلأسعار منذ سنين لا تعرف الانخفاض على الرغم من حدوث ذلك في الأسواق العالمية والدولية الأخرى.
أقول إن هذا التحسن في أسعار القمح ، لم يخظ باهتمام المواطن اليمني ولا الحكومة فيمضي الأمر وكأنه لايعنيهما خاصة الحكومة.. فالحكومة . كما يقول صديق لي كما هو حال المواطن أيضاً منشغلة بعملية انتخاب المحافظين وما تأتي به من ثمار التغيير بما يؤدي إلى تغيير لواقع الحياة وضبط إيقاعاتها الآخذة في الضعف والتدهور.
ردي علي صديقي هذا كان يحمل التساؤل أيضاً ، وهو طالما أن هناك جبهة معنية بالإعداد والتحضير والانشغال بهذه العملية وهي وزارة الإدارة المحلية .. فلماذا لا يكون شغل الوزارات والجهات الأخرى لما بعد الانتخابات .. وكيف سيتم نقل الصلاحيات كاملة لها بما يستوعب جملة وتفضيلاً ما يقصده فخامة الرئيس في برنامجه .. ثم أن المهم هنا ، هو أين الحكومة من التغيرات التي طرأت على الأسواق العالمية فيما يتعلق بمادة القمح..؟!
أعتقد أنه ينبغي على الحكومة التفكير الجدي والاستيعاب الكامل لما يقصده الرئيس في (حكم محلي واسع الصلاحيات ) وأنه ليس مجرد نقل (42) ملياراً فقط .. على الحكومة ضبط إيقاعات توجهاتها على النسق الجديد بما يوفر العيش الآمن للمواطن ويستنهض قدراته ومقدراته وردع المتاجرين ، والمستغلين ، والمحتكرين و( المتفقين) على تجويع المواطن بما يكفي البلاد والعباد شر أفكارهم .
|