امين الوائلي -
كانت النتائج في نظر الكثيرين قد حسمت سلفاً حتى من قبل أن يبدأ الاقتراع ويعلن الفائز.
القراءات المواكبة لمرحلة وإجراءات ماقبل الاقتراع في 17 مايو ذهبت في جزء غير يسير منها إلى الضغط المبالغ على مقولة إن «المؤتمر ينافس نفسه» في ظل إعلان المعارضة مقاطعة الاستحقاق ورغبتها في إفراغ الحدث من محتواه ومكاسبه التي قد ربما تؤول أو تحسب للنظام وحزب الأغلبية.. أو هذا ماحاذرته أحزاب المقاطعة.
غير أن النتائج جاءت مخيبة لآمال وتوقعات البعض ممن راهن على انتكاسة مدوية للتجربة وحجته في ذلك أن العملية محسومة ومرشحي المؤتمر هم من سيفوزون ولامجال للتكهنات.
الرياح جاءت بما لا تشتهيه آمال وتوقعات كثيرين من المعارضة.. بل وليس في المعارضة وحدها، فهناك دوائر وأوساط مؤتمرية تفاجأت كثيراً بما آلت إليه النتائج في ثلاث محافظات بحالها وسقوط مرشحي المؤتمر الحزب الحاكم في المنافسة على مقعد ومنصب المحافظ فيها.
أعتقد أن محافظات البيضاء، والجوف، ومأرب أعطت العملية الانتخابية والحدث الاستحقاقي الأول من نوعه قيمة حقيقية وبعداً تنافسياً وديمقراطياً مميزاً مع ذهاب «رأي وخيار الغالبية من أعضاء الهيئة الناخبة المحلية في المحافظات المذكورة إلى اسقاط مرشحي الحزب الحاكم لحساب ثلاثة مرشحين مستقلين هم الآن المحافظون المنتخبون لثلاث محافظات.
كان المتوقع والطبيعي هو أن إحجام البعض عن خوض المنافسة واستحقاق شرف المشاركة في تدشين وإطلاق قطار التجربة المحلية الجديدة والاستحقاق الاضافي إلى رصيد الممارسة السياسية والديمقراطية في اليمن سوف يؤثر قليلاً في وهج وحيوية التجربة ولكن الأكيد هو أن التجربة تمت ولم تفقد جل أو كل وهجها.. ومع ذلك تبقى البيضاء والجوف ومأرب أكثر كفاءة وأصدق قولاً وأحق بالثناء من أحزاب المقاطعة والتعطيل.
شكراً لأنكم تبتسمون.