أمين الوائلي -
لانعرف متى يجيء اليوم الذي يخرج فيه الناطق الرسمي للخارجية الأمريكية ليحدث الصحافيين والمراسلين العالميين ووكالات الأنباء عن اغلاق معتقل«غوانتانامو» السيء والمستفز لمشاعر الانسانية جمعاء؟ لاتزال الخارجية الأمريكية تعبر عن«قلقها» و«شعورها بالأسف والمرارة» باستمرار، تجاه ماتصفه بـ«الحريات الصحافية» و«حقوق الإنسان» في هذا البلد وتلك الدولة عبر العالم وبالتركيز الحصري على المنطقة العربية والشرق الأوسط. هذا جيد في أحسن الأحوال، فمن موقعها كسيدة أولى وراعٍ أول.. وأيضاً قوة عسكرية أولى، تعتقد أمريكا أنها مسئولة تماماً عن العالم وشعوبه المتضررة إلى حد الكارثة من سياسات وبرامج التدخلات الأمريكية ذاتها. والرعاية هنا قد تعني الوصاية إنما لابد من العودة إلى التقارير الدولية الموثقة عن منظمات ومؤسسات ولجان عالمية متخصصة في الحقوق والحريات أدانت وتدين الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان والحريات الصحفية بل وحتى والحريات الشخصية من قبيل التنصت على المكالمات الهاتفية ومراقبة ورصد تحركات الأفراد والمواطنين العاديين في الشارع والسوق والمؤسسات الاكاديمية، وحتى في غرف النوم والحمامات! مايحدث في أمريكا مغيب عن الإعلام العالمي والرأي العام الدولي لماذا؟ لأنها أمريكا لاغير! ومايحدث في «غوانتنامو» بشهادة الأمريكيين أنفسهم يندرج ضمن الجرائم الأمنية والبوليسية المتخلفة والبدائية وينتهك أبسط حريات وحقوق الإنسان في الحصول على الهواء ورؤية ضوء الشمس، فضلاً عن أساليب التعذيب والقمع والاستجواب والحرمان من حق التقاضي وتوجيه الاتهامات حتى الاتهامات حُرم منها المعتقلون كحق بعيد المنال! أسوأ الأعوام للحريات المدنية والصحافية وثق لها العالم في العراق كانت في ظل الاحتلال الأمريكي.. عشرات ومئات الصحافيين والمصورين والمحررين والمذيعين ذُبحوا وخطفوا واختفوا. علاوة على سقوط أكثر من مليون عراقي فقدوا حياتهم جراء الفوضى العارمة التي اجتاحت العراق وغذاها الاحتلال الأمريكي بسياساته الرعناء وأساليبه التحريضية. متى نجد الخارجية الأمريكية تدين «غوانتنامو» ومشروع قصف الجزيرة والتجسس على حياة وحرية الأمريكيين؟ شكراً لأنكم تبتسمون