بقلم/ طه العامري -
خلال الأيام الماضية تلقيت وعبر البريد الإلكتروني كماً هائلاً من الرسائل الإخبارية التي جاءتني من الداخل والخارج وجميع هذه الرسائل ودون استثناء ليست مجردة من الشعور بقيم الهوية والانتماء وحسب، ولكنها مجردة من أبسط القيم المهنية والأخلاقية.. إذ حملت هذه الرسائل من الأكاذيب ما تنوء عن حملها الجبال وخاصة فيما يتصل بمسار الفتنة والتمرد وكيف أن من صاغ تلك الأخبار بدا وكأنه يبشرنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، بل إن إحدى الزميلات كتبت توصف لنا «اهتزاز نوافذ شقتها في قلب العاصمة» كمن يحاول يوحي بل ويطلب منا حزم حقائبنا ومغادرة العاصمة الوشيكة على «السقوط بيد الحوثي، الذي لم يعد حوثياً وفق خطاب هؤلاء بل أكبر من ذلك»..؟؟ حقاً ما أتعس التعساء حتى وهم يحتضرون، وما أتعس الذين لم يجعلوا للمهنة مكانة ولا منحوها قدراً من الاحترام..؟؟ وحين أقرأ خطاباً بكل هذا الانحطاط والابتذال فمن أين لي كقارئ أن أشعر باحترام أو تقدير تجاه هؤلاء الأبواق الذين يسطرون خطابهم بكثير من الشماتة، وكأن هذا الوطن ليس وطنهم بل وكأنهم يبشرون بقادم هو محل ترقبهم وأنهم ينتظرون هذا القادم بفارغ الصبر، بل والأدهى أن خطابهم الكاذب والمزيف وغير الحصيف والذي لا علاقة له بالمهنة ولا علاقة له بالحقيقة، يمثل بنظرهم انتصاراً مهنياً وأن المهنة وقيمها وأخلاقياتها تتجسد في هؤلاء «فرسان الخيبة» و«أبواق الشؤم» الذين يروجون لثقافة منحطة ويبشرون بعصر الامتهان والارتهان الذي لن يكون ولن يعود طالما وفينا من لديه الاستعداد لأن يفدي الوطن بروحه وبدمه ومن هؤلاء الكثيرين وهم قطعاً غير هؤلاء الأبواق والمروجين لثقافة الهزيمة والانكسار..!! وحين يدون البعض خطابه بمفردات الكذب والتضليل ويحاول تسويق صورة زائفة ومضللة عن الأحداث أملاً من وراء هذا التصرف الأحمق الفوز بمكافأة من هذه الوسيلة أو تلك أو الحصول على مكانة لدى هذا الطرف أو ذاك أو في أضعف الإيمان لفت الأنظار إليه، فإن مثل هؤلاء ليس هم من نراهن عليهم في توجيه الرأي العام ولا في تحقيق نقلة نوعية في الأداء المهني، لكن علينا أن نعمل على التطهر من أمثال هؤلاء بكل الوسائل المتاحة حتى نتمكن من الحياة الهادئة والمستقرة بعيداً عن هذا الإرجاف الرخيص، الذي يزداد بشاعة حين يلتقط بعضهم أيضاً مثل هذه المزاعم ويحاول تسويقها باعتبارها محاولة من قبل النظام لطمس معالم انتصارات حققها هذا الطرف المرجف هو الآخر في مكان آخر حسب تصريح السيد محمد غالب القيادي الاشتراكي الذي قال:إن كل ما يحدث من قبل التمرد هو محاولة من النظام لطمس إنجازات «الحراك السلمي»..؟!! حقاً ما أتعس التعساء حتى وهم يحتضرون..؟؟