الميثاق نت -
محمود الحداد - افتتح الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ومعه وزيري الثقافة و المياه والبيئة والسفير البريطاني بصنعاء مساء امس الاربعاء بالمتحف الوطني بصنعاء معرض الحدائق الملكية للنباتات بأدنبره "سقطرى: أرض شجرة دم الأخوين".
وأكد الدكتور الإرياني في تصريح للمؤتمرنت :ان هذا المعرض يقدم رؤية أولية عن جزيرة سقطرى تهدف إلى التعريف بهذه الجزيرة التي كانت معزولة لعشرات السنين، فيما اليوم أصبحت محط أنظار العالم بأسرِهِ نظرا لما تتمتع به من ثروات نباتية وحيوانية و خصوصية ثقافية واجتماعية.
مشيرا إلى أن في المعرض سوى فيض من غيض وما في سقطرى أكبر وأوسع وأمتع ،ودعا الإرياني إلى زيارة جزيرة سقطرى للتعرف عليها عن قرب ،معتبراً زيارتها واجباً وطنياً قبل أن يكون سياحياً.
من جانبه قال وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي إن المعرض الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني ويستضيفه المتحف الوطني بصنعاء ينقل للزائر صورة عن الحياة الطبيعية والنشاطات الإنسانية في الجزيرة، بما فيها من تنوع التضاريس الخلابة، ووسائل مختلفة في طرق معيشة الإنسان وعلاقته مع الطبيعة.
وأشار المفلحي إلى أن الوزارة تعد خلال الأيام القادمة لتسجيل الفنون القديمة في جزيرة سقطرى بما فيها الموسيقى المختلفة.
منوها إلى أنه سبق للوزارة أن قامت قبل ثلاثة أشهر بعمل فلم خاص بسقطرى؛ حيث يخضع الآن للمونتاج ومن المقرر تجهيزه خلال الأيام القادمة.
من جهته قال السيد تيم تورلو السفير البريطاني في صنعاء إن هذا المعرض الذي أول ما بدأ تنظيمه في أدنبره عام 2006م؛ وزاره في حينه أكثر من 55 ألف زائر، كان من بينهم الأمير "تشارلز" ،حيث نال إعجاب واستحسان ودهشة من زاره وترك اهتماماً كبيراً باليمن عموماً وبسقطرى على وجه الخصوص.
مضيفا إن هذا المعرض تم تنظيمه للمرة الثانية في محافظة عدن؛ و يأتي افتتاحه اليوم في صنعاء امتداداً له بقصد الترويج والتعريف بالجزيرة وخصوصيتها الطبيعية والثقافية.مشيرا أنه من المقرر استقرار هذا المعرض بصورة نهائية في مركز الزوار المقترح إنشاؤه في سقطرى.
وكشف سفير بريطانيا لدى اليمن أن اهتمام بريطانيا باليمن كان بسبب نوايا البريطانيين في القرن التاسع عشر متمثلاً في حينه بإنشاء محطة تزود بالفحم بمدينة عدن باعتبارها موقعا استراتيجيا يقع على خط الملاحية البحرية بين بريطانيا والهند.
وأضاف مستدركاً:لكن هناك من لا يعرف أن عدن لم تكن الاختيار الأول لهذه المحطة للتزود بالفحم؛عندما تقدم الكابتن "هينس" من أسطول شركة الهند الشرقية بطلب مسح لجزيرة سقطرى ،إلا أن ذلك الطلب لم يكتب له النجاح عندما فشلت المفاوضات بين الشركة وسلطان الجزيرة حينذاك ،واكتفى "هينس" بعملية استطلاع سريعة ومؤقتة للجزيرة.
مشيراً إلى محاولات أخرى ظهرت بعد "هينس" عندما بدأ نوع مختلف من الاهتمام بين بريطانيا وسقطرى وبدأ ذلك في 1880م عندما قام عالم النباتات الاسكتلندي اسحق بايلي بلفور زيارته للجزيرة واستغرقت سبعة أسابيع ،ومن تلك الزيارة بدأت الشراكة بين الحدائق الملكية لأدنبرة وجزيرة سقطرى والتي ما زالت هذه الشراكة تعطي ثمارها حتى اليوم ؛ بعد مرور 127 سنة على تأسيسها،
وقال أن هذا التعاون قاد إلى العديد من الاكتشافات ونشر العديد من الإصدارات الهامة والزيارات المتبادلة للعلماء والخبراء من الجانبين؛
وفي سياق متصل عبرت السيدة/ ماري جيبي/ أستاذة الحدائق الملكية في ادنبره عن سعادتها بعرض البيئة الطبيعية والعلمية لأرخبيل سقطرى, والتي هي من أهم اهتمامات الجمعية البريطانية النباتية التي تعمل في أرخبيل سقطرى .
أما عبد العزيز الجنداري –أمين عام المتحف الوطني بصنعاء- فقد على أهمية هذا المعرض لما فيه من نقل صورة حقيقية لبعض ما هو موجود على جزيرة سقطرى. الأمر الذي قد يساعد الباحثين وهواة السياحة من التعرف على سقطرى الغنية جدا بالتنوع البيولوجي والتراث الثقافي شكلت جميعا خصوصية نادرة تتميز بها على مستوى جزر العام، سواء كان ذلك في نباتاتها الكثيرة والنادرة أو حيواناتها أو ثقافات أبنائها وأساليب وطرق حياتهم وتعاملهم مع البيئة؛ حيث لوحظ من خلال الصور الفوتوغرافية الموجودة في المعرض قدرة الإنسان في سقطرى على تطويع الطبيعة لصالحه؛ حيث جعل من اللاشيء شيئاً يستفاد منه.
منوهاً بذلك على سبيل المثال: طُرق ووسائل اصطيادهم للأسماك؛ حيث يصنعون خطاطيف الصيد من عظام الحيوانات.
الجدير ذكره أن المعرض الذي تم تدشينه الليلة في المتحف الوطني سيستمر إلى 10 أغسطس 2008م.