الميثاق نت -



>باحث اجتماعي: الزواج المبكر يعطل قيام أسرة متكافئة في اليمن

لم تصل بعد السن القانونية للإنتخاب (محددة قانونا بـ18 عاما)، فهي لم تزل في عامها الـ17، لكنها أصبحت أما لطفلين (ولدا وبنتا)، ومطلوب منها القيام بشئون رعايتهما.
"سلوى"، التي تقول إن عائلتها "زوجتها وهي في الـ13 من العمر"، "خوفا عليها من الضياع"، لإنها "مكلف وستر المرأة بيت زوجها".
تقول:ان زواجها بذلك العمر "حرمها من حقوق الطفولة والتعليم". ولاتنسى إنها "بعد فرحة العرس" بدأت "فصول من المعاناة، بدءا من الأسرة ومن ثم الزوج"، قبل الأسوأ والمتعلق بفترة "الحمل والولادة".
والداها دافع عن زواج ابنتها فقد استدل بمثل شعبي "الأرض حيرها السماء"، معتبرا أن ما يقال عن "صحة الأم" "كلام جديد لم نسمع منه من قبل لأن أمهاتنا وزوجاتنا تزوجين بنفس الأعمار". معتبرا الزواج "المبكر أفضل من العنوسة، ويحفظ الأعراض".
أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي يقول إن الفقر يلعب دورا رئيسيا في انتشار الزواج المبكر، حيث "يجبر الكثير من الأسر على تزويج بناتها مبكرا للتخفيف من العبء المالي الذي يفرضه وجودهن مع أسرة الأب".
وفي تصريح له يرى الشرجبي إن "الزواج المبكر سبب رئيسي للطلاق وتعدد الزوجات". متسائلا: عن سر عدم الاهتمام بهذه الظاهرة التي تعطل قيام أسرة متكافئة في بلادنا".
وعن الدور الرسمي الذي ينتقده عادل، يقول "أصبح لا يساعد ولا يعيق من انتشار هذه الظاهرة"، داعيا إلى النظر في المادة 16 من قانون الأحوال الشخصية، وتحديد سن الزواج للفتيات.
وكانت دارسة ميدانية نشرتها وكالة سبأ الأسبوع الماضي قالت: إن ظاهرة زواج الأطفال في اليمن أكثر انتشارا بين الفتيات القاصرات من الفتيان الذكور. مؤكدة أن "52%من الفتيات اليمنيات تزوجن دون سن الخامسة عشرة خلال العامين الأخيرين، مقابل 7 %من الذكور".
الدراسة التي نفذها مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي بجامعة صنعاء، قالت: إن ذات الحالات من الزواج شهدت 65% منها طلاقا، منها 70% في المناطق الريفية.
وكشفت الدراسة عن فجوة عُمرية كبيرة بين الزوجين, وأن أغلبية من استطلعت آراؤهم في الفئة العمرية أقل من 18 سنة رأت أن سن الزواج الأنسب للفتاة هو بين 15 إلى 16 سنة، وللفتيان بعد حصولهم على العمل أو توفير المهر.
وحسب الدراسة تتضافر عدة أسباب وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية للوقوف خلف ظاهر زواج الأطفال في اليمن؛ من أهمها القيم الاجتماعية التي تنظر إلى الزواج المبكر باعتباره صيانة من الانحراف.
*عن "نيوزيمن"