موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الأربعاء, 25-يونيو-2008
الميثاق نت -                                   دكتور/عبد الوهاب الروحاني -



نشاء هيئة لـ«حماية الفضيلة والتصدي للمنكرات» هو أحد أبرز العناوين التي ملأت بلادنا ضججاً في الآونة الأخيرة، وتصدرت نقاشات الكثير من الإصدارات الصحفية، وأحاديث المقايل وأثارت عدداً من التساؤلات حولها:- الهدف من هذه الهيئة؟- المهام التي ستتولاها؟- آلية عملها؟- ثم ما هي الأدوات التي ستستخدم في «حماية الفضيلة والتصدي للمنكرات»؟ولا شك أن هذه الأسئلة قسمت الوسط الثقافي والسياسي بالذات إلى مؤيد ومعارض والمعارضون هنا يشيرون إلى بعض التخوفات لكن - بالتأكيد - لا يرفضون «حماية الفضيلة» لأن الفضيلة هي حسن الخلق، وحسن الخلق يستهوي الناس جميعهم وبدون استثناء.فالفضيلة في اللغة هي الحكمة التي تعني العفة والشجاعة والعدل و«فضيلة العقل هي أحكام الفكر» كما يقول العرب، وقد اشتهر اليمنيون بنشر الفضيلة. وعرفوا بالحكمة «الإيمان يمان والحكمة يمانية».وإذن لا يمكن أن تكون «الفضيلة وحمايتها إلا محل إجماع كل المذاهب والاتجاهات الدينية والسياسية على حد سواء.واليمنيون بطول اليمن وعرضها يعشقون «الفضيلة» لأن البيت اليمني نشأ وتربى عليها باعتبارها قيمة دينية واجتماعية يتعلمها الناس في المسجد والبيت وفي المدرسة والشارع أيضاً، ذلك لأن المجتمع اليمني مجتمع مسلم والقيم السائدة فيه تحث على الالتزام بالآداب العامة، وأية ممارسات خارج هذا المفهوم ستجد من يردعها تلقائياً لأن الجو العام محكوم بهذه القيم.وفي اليمن يوجد اليوم أكثر من 150 ألف مسجد وهي دور لنشر «الفضيلة والتحذير من المنكرات» وتوجد عشرات الآلاف من المدارس العامة والدينية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ولعلي أجزم هنا أنه لا يوجد بيت في اليمن ليس فيه أقل من مصحفين إلى ثلاثة مصاحف قرآنية، ولا توجد أسرة يمنية ليس فيها حفظة للقرآن والأحاديث النبوية التي تعلم الفضيلة وتمقت الرذيلة.وبالمقابل لم نسمع في اليمن عن بيوت للرذيلة، أو مؤسسات تسوق للمنكرات!!.. ثم إذا كانت هذه المؤسسات موجودة فعلاً - كما يقول البعض - فلماذا لا يتم إبلاغ الجهات الحكومية المعنية بها رسمياً، لملاحقتها ومقاضاتها وفقاً للدستور والقانون؟!.. فالدولة هي المسؤولة عن حماية التقاليد العامة ثم هناك دستور وقوانين يجب أن يحتكم إليها الجميع.لم أصدق ما قرأته مؤخراً في ترجمة للواشنطن بوست الأمريكية عن «أن إحدى لجان الشوارع ممن نصبوا أنفسهم «حماة للفضيلة ومتصدين للمنكرات» هاجموا ذات يوم مجموعة من الطلاب والطالبات خارج أسوار إحدى الجامعات وانهالوا عليهم ضرباً، وكان أحدهم يصرخ في الناس قائلاً: هل تريدون أن ننتظر حتى يمارسون الفاحشة في الشارع!!!نعم كلاماً.. أكاد لا أصدقه:> رجال ملتحون يحملون هراوات ويشكلون وحدات بوليسية تقوم بمراقبة القيم الإسلامية.> إتهام بالفاحشة في وضح النهار، وضرب وملاحقات وحبس؟> جماعات مماثلة في الحديدة تقوم بنفس المهام!!لا يمكن لأي مسلم عاقل إلا أن ينكر على هؤلاء مثل هذه التصرفات لأسباب كثيرة أهمها في رأيي:1- أن مثل هذه الجماعات وبأي مسمى خرجت، هي غير شرعية لأن الدعوة للفضيلة لا تتم إلا بـ«الحكمة والموعظة الحسنة»، ويقال «من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وسره، ومن وعظه جهراً فقد فضحه وضره».ثم إن ترهيب المسلمين وتخويفهم غير مباح في الإسلام، يقال أن الأوزاعي قال للخليفة المنصور: يا أمير المؤمنين أما علمت أنه كان بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جريدة يابسة يستاك بها، ويردع بها المنافقين، فأتاه جبريل عليه السلام فقال «يا محمد، ما هذه التي بيدك؟ إقذفها حتى لا تملأ قلوبهم رعباً - وهم منافقون - فكيف بمن يسفك دماء المسلمين!!» وهنا نقول أيضاً فكيف بمن يهجم على المسلمين ويعمل فيهم ضرباً وتنكيلاً؟!!.2- إن هذه التصرفات - إن صحت - فهي تصرفات مخالفة وخارج إطار القانون.3- المعنى بحماية التقاليد العامة والأخلاق في المجتمعات هي الدولة والدولة قد أنشأت في بعض المدن شرطة متخصصة تسمى شرطة الآداب أو الشرطة الراجلة.4- إذا كانت هناك رغبة في استنساج تجربة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشقيقة الكبرى» فالأشقاء في السعودية قد تراجعوا ليس فقط عن منح هؤلاء الهراوات وصلاحيات الضرب والحبس وإنما تراجعوا عن مناهج تربوية كاملة، وحذفوا منها آيات الجهاد، وأعادوا النظر في مسار العلاقة بين المعادلتين الدينية والسياسية في الحكم، لأنهم وجدوا أن الغلو في الدين إساءة للدين والدولة على حد سواء.. ثم عندما أقر الأشقاء في السعودية هذه الهيئة كانت السعودية لا تزال دستور ولم تكن لديها قوانين عقوبات وجنايات.ونحن في اليمن لنا مع «الفضيلة» تجارب فاضلة، ولسنا بحاجة إلى أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون، بل من حيث انتهى المتطورون.ففي ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي شهدت اليمن «شمالاً وجنوباً تشكيل عدد من الهيئات» الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر.. التي كانت معظمها تمارس أنشطتها سراً، خوفاً من بطش الحكام من الأئمة في الشمال والسلاطين، ومن ورائهم سلطات الاستعمار في الجنوب.غير أن تلك الهيئات أو الجمعيات التي تأسست على أيدي نخبة من العلماء والأدباء والمثقفين المستنيرين كانت لها أجندات اجتماعية وسياسية إصلاحية في إطار الأجندة الدينية، حيث حملت على عاتقها مقاومة الطغيان ودفع الظلم عن الناس، ورفض استلاب حقوقهم، كجمعية «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التي أسسها العالم والأديب والشاعر محمد محمود الزبيري، ونادي «الإصلاح الأدبي» الذي تأسس على يد خطيب اليمن الكبير الأستاذ النعمان، و«جمعية الإصلاح» التي نشأت في إب على يد القاضي العلامة محمد بن علي الأكوع و«الجمعية الإسلامية» التي تأسست في عدن على يد الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني والسيد عبدالله المحضار و«جمعية الإخوة والمعاونة» في تريم حضرموت، وتحملت جميعها مهمة الدفاع عن العرض والوطن والحفاظ على اللغة والهوية في ظل محاولات تغريب المجتمع عن ثقافته وسلخه عن عاداته وتقاليده.وكانت هذه الجمعيات أو الهيئات قد اكتسبت مشروعيتها في تبنيها قضايا وهموم وطنية عامة وكبيرة، ودافعت بروح وطنية عالية عن الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية لشعب كان كله يعاني.. لكننا لم نسمع ولم نقرأ أن هذه الجمعيات والمنتديات على مسمياتها الدينية وتعددها في الشمال والجنوب، قد تقمصت دور الرقيب العتيد الذي يلاحق المواطنين ويتعقب خطاهم ويحصي حركاتهم وسكناتهم ويحاسبهم على كلماتهم ونظراتهم بمبرر الحفاظ على «الفضيلة» رغم أن هؤلاء المؤسسين كانوا من أبرز علماء الأمة، وفضلائها وكلهم أعلام في الدين والفضيلة ومشاهير في قول الحق وحماية الأخلاق.لا أنكر أنني شخصياً من أكثر الناس حماساً وربما تعصباً وغيره على «الفضيلة» وحمايتها لكنني من أشد الناس رفضاً للتلقين بالعصا، والتربية بالإكراه لأنه «لا إكراه في الدين».. والفضيلة في تقاليدنا هي من الدين الحنيف ومن تعاليمه السمحة.. ومجتمعنا الذي حباه الله بتركيبة سكانية مسلمة 100% تقريباً، يجب أن يحافظ على تقاليده الحميدة وقيمه الإسلامية الإنسانية الأصيلة ليس بتشكيل جماعات مطاردة تحمل الهراوات وتثير الرعب والخوف بين الناس، وتحبس وتتهم وتصدر الأحكام وتنفذ!! وإنما يجب أن نحافظ على «الفضيلة» بطرق وأساليب سمحة وفقاً لتعاليم القرآن والسنة.> فحماية الفضيلة تكمن في إنشاء مستشفى تخصصية لأمراض الكلى من الفقراء والمعدمين في البلاد.> وحماية الفضيلة تكمن في إنشاء معاهد فنية تتولى تأهيل أبناء الأسرة الفقيرة وإكسابهم مهارات يقتاتون منها ويعولون بها أسرهم بدلاً من الصدقات التي تقدم لهم في المناسبات.> وحماية الفضيلة تكمن في قيام الميسورين من أصحاب «الفضيلة» بتبني إنشاء حدائق عامة تكسوها الخضرة وتساعد أبناءنا على استنشاق الهواء الطلق، وتسهم في الحفاظ على البيئة من التلوث.وهنا تكمن الفضيلة وتسكن المحبة ويسود السلام.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)