موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


سقطريون لـ" الميثاق" : لا بد من مواجهة المحتل وطرده من أرضنا - 30 نوفمبر.. بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية في العالم - المجيدي: لن تمنعنا الظروف من تحقيق الانتصار وإعادة السيادة والاستقلال لأرضنا - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة محمد خالد الأغبري - مجلس النواب يستعرض عدداً من التقارير - الأمين العام يعزي الشيخ محسن هارون - 189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 -
قضايا
الميثاق نت -

الخميس, 26-يونيو-2008
الميثاق نت-تقرير محمود الحداد -


(كالميتة لا حس ولا إحساس بعد أن اغتالوا بهجتنا في الأسابيع الأولى من عمرنا)
كلمات متحشرجة تعترضها غصة في الحلق ودموع تحجرت في المآقي باحت بها امرأة عشرينية تدعي ( س .أ ) من مدينه الغيظة في المهرة على ذكر وضع ختان الإناث في اليمن
(س. أ ) التي بلغت من العمر عقدين قالت إنها خلقت لتشهد بعد الأسبوع الثالث من عمرها موتاً متعدداً يبدأ بالمضاعفات الخطيرة نتيجة ختانها وما ترتب عنه حتى استلمتها فيما بعد المضاعفات النفسية التي انعكست سلبا ً على مجرى حياتها ليس هذا فحسب بل إن الموت الأكبر كان عند زواجها عندما أتهمها زوجها بالبرود الجنسي وعدم تجاوبها معه جنسياً.
هكذا قالت ( س. أ ) والدمعة المتحجرة تتململ في عينيها بأنها لا تشعر بأي عاطفة تجاه زوجها وهي بالنسبة له بمثابة مزرعة يحرث ثم يحصد غير أنها يحسب وصفها مزرعة زحف عليها التصحر في بداياتها الغضة ليحيلها لإنسانةٍ بلا روح .

( س .أ) نموذج للمأساة الأشد قتامة والمتمثلة بظاهرة ختان الإناث التي انتشرت في المحافظات الساحلية من اليمن كمطلب وديني مجتمعي وتجميلي ليس هذا فحسب بل إن الظاهرة أخذت في الانتشار لتطال المحافظات الجبلية والصحراوية،في صمت مريب على المستوى الرسمي وغير الرسمي باستثناء بعض التدخلات التي لم تتمكن من كسر حاجز الصمت حول قضية ختان الإناث التي شهدت تفاقماً بين حين وآخر .
ووفقاً لدراسة تحليلية عن وضع ختان الإناث في اليمن أعدتها مركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي والتنمية بجامعة صنعاء اعتمدت في إحصائيتها على دراسات في خمس محافظات ( الحديدة نسبة 97.3% وحضرموت بنسبة 96.6% والمهرة 96.5 % ثم عدن 82.2% أمانة العاصمة 45.5% .

وتشير البداية إلى ان أنواع ختان الإناث في اليمن وفقا لدراسة الأبحاث المبنية على الحالات السريريه في المحافظات المذكورة أربعة أنواع بناء على الفحص الطبي الـ(263) الأول إزالة البظر فقط ونسبة 13% أما النوع الثاني فهو إزالة الشفرين الصغيرين بنسبة 8% والنوع الثالث إزالة الشفرين الكبيرين بنسبه 3%.
النوع الرابع إزالة الشفرين الصغيرين وبناء على الفحص الطبي لـ(263) امرأة مختونة وجد أن أكثر الختان شيوعا في اليمن هو النوع الثاني الذي يمثل نسبة 75% ويؤثر النوع الأول على 13 % بينما 3% من النساء اللاتي شملهن المسح قد أجرت لهن عملية الختان من النوع الثالث و 8% منهن من النوع الرابع .
وكما أشرنا سابقا على الرغم من وجود بعض التدخلات السابقة للحد من هذه الظاهرة سواء كان على المستوى الرسمي أو منظمات المجتمع المدني أو الدول المانحة إلا أن تغذيتها الراجعة لم تكن عند مستوى الأمل ومنذ بدأت الحملات والأنشطة والفعاليات المناهضة للظاهرة فإن الوعي المجتمعي مازال متأثراً بمرجعياته العقائدية والعادات والتقاليد وأعرافه الاجتماعية كقوة دافعة رئيسية.
وأصبحت الظاهرة التي جاءت بحسب التوقعات من الدول الأفريقية المجاورة مع المهاجرين الذين حطوا رحالهم في المدن الساحلية فإنها الآن تزحف إلى المحافظات الأخرى الأمر الذي دفع بالجهات المعنية كاتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة ومركز دراسات وأبحاث النوع الاجتماعي في جامعة صنعاء والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وغيرها من الجهات المعنية رسمية أو غير رسمية بدعم وتنسيق وتعاون من اليونسيف والوكالة الأمريكية للتنمية وغيرها من المنظمات وسفارات الدول المانحة في صنعاء .
جميعهم تبنوا إعداد مسودة خطة عمل وطنية بشأن ختان الإناث في اليمن وساهمت مجموعة واسعة من الشركاء في تطوير هذه المسودة الأولية لخطة العمل الوطنية.
كان آخرها ورشة العمل التي نظمها اليوم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان وبدعم من منظمة اليونسيف لمراجعة خطة العمل الوطنية للتخلي عن ختان الإناث بشكل جدي يعطيها بعض اللمسات الأخيرة من أجل ضمان إنشاء آليات التنسيق والرصد.
السيد عبود وكريمو آدجييادي ممثلاً اليونسيف في اليمن أكدا في كلمتهما في مفتتح الورشة أن عملية إسراع اليمن في التخلي عن الممارسات الضارة مثل الزواج المبكر والعنف ضد المرأة وختان الإناث سيساهم بشكل كبير في تحقيقها الأهداف الألفية للتنمية.
مشيراً إلى أن ظاهرة ختان الإناث" ممارسة ضارة تسببت ولا زالت في أضرار يتعذر معالجتها حيث تؤثر في الوقت الراهن على حياة أكثر من 130 مليون فتاة على الصعيد العالمي تسببت في معاناة لا توصف لمئات الآلاف من الفتيات تاركة إياهن مدى الحياة مع آثار الجروح والصدمات ومجموعة الالتهابات والمضاعفات أثناء الولادة.
وأشار ممثل اليونسيف في اليمن إلى بعض البلدان في المنظمة العربية التي اتخذت إجراءات جريئة لمكافحة هذه الممارسة الضارة.
مشيراً بذلك إلى تجربة مصر التي قامت مؤخرا بتجريم ختان الإناث بقرار قانوني وكذلك السودان.
وأعرب عبود وكريمو عن إشادتهما للممارسات الإيجابية التي تحدث في اليمن، مشيراً إلى دعمه في وقت سابق جولة استطلاعية من اليمن إلى السودان للاطلاع على تجربتهما في المكافحة عن طريق اعتمادها برامج التخطيط لها بشكل جيد ساعد ذلك على تحدي بعض الممارسات المتجذرة.
الورشة التي تستمر اختتمت امس تهدف بحسب الأمين العام المساعد للمجلس لأعلى للأمومة والطفولة إلى التدشين لدراسة تحليلية حول ختان الإناث في اليمن وتعديل وتطوير خطة عمل متكاملة للتخلي عن ختان الإناث في اليمن وتطوير الآليات اللازمة لتنفيذ الرؤية الإستراتيجية وخطة العمل.
بحيث تتيح هذه الورشة الفرصة لوضع التدخل الشامل والمتكامل لتوقف ختان الإناث وتوسيع نطاق وقوة التدخلات السابقة من خلال إدماج أكبر عدد ممكن من الشركاء، ووضع هذا التدخل ضمن إطار حقوق المرأة والطفل.
الدراسة التحليلية عن وضع ختان الإناث في اليمن أثبتت أن ممارسة ختان الإناث في اليمن تعتبر من العادات المتجذرة في التقاليد القديمة ولها ارتباط قوي بالدين وبالتراث الثقافي، وهناك مخاوف من انتشار هذا العادة إلى المناطق التي لم تكن تعتاد ممارستها من قبل في ظل عدم وجود قوانين أو إجراءات في اليمن تعمل على تجريم هذا الفعل باستثناء القرار الوزاري لسنه 2001 م الذي يحظر على العاملين الصحيين والمرافق الصحية من القيام بذلك ويتضمن قانون الأمومة الجديد الذي تجري مناقشته في البرلمان على تجريم ختان كونه يمارس من قبل ذوي المستوى التعليمي المتدني .
كما إن معظم الذين شاركوا في الأبحاث التي أجريت سابقاً برروا وجود ختان الإناث امتداداً من عدم وجود معلومات لديهم إلى عدم ضرورة ممارستها إلى الاعتقاد الخاطئ بأن ختان الإناث هو صفة دينية وعدم وجود معلومات عن حقوق الإنسان الأساسية للنساء والفتيات والاعتقادات الخاطئة عن ختان الإناث باعتباره من أعمال التجميل والتطهير والاعتقاد بان الفتيات المختونات هن الوحيدات الصالحات للزواج وان الختان يوقف الفتيات من العلاقات غير الشرعية قبل الزواج ويمنع المرأة المتزوجة من الخيانة وبالتالي الحفاظ على شرف الأسرة ،وأن متعه الرجل الجنسية تكون أكثر مع أمرآة مختونة.

وأكدت الدراسة أن انتشار الختان بين الفئات السكانية التي لم تعتد هذا الممارسة في الماضي هو احد التحديات التي قد تؤثر على معدلات الانتشار المرتفعة التي لم تكن متوقعة مثلاً في أمانة العاصمة (45.4%) وتحتمل الدراسة استمراره عن طريق التقاليد وبواسطة الثقافية التي تشجع على التحمل والخضوع الصامت للفتيات والنساء التي ما زالت واسعة الانتشار كل ما ذكر أعلاه يتحول إلى توثيق صلته بالدين من قبل المجموعات التي تمارس وتؤيد ختان الإناث .
ورصدت الدراسة بعض القضايا المثيرة للاهتمام التي انبثقت عن نتائج البحوث التي بذلت للتصدي لهذه الممارسة داعية أن تؤخذ في الاعتبار عند تصميم المشاريع الهادفة إلي التشجيع على التخلي عن ختان الإناث ومن اهمها انه يعتبر أمراً معيباً وعاراً بالرغم من الخرافات المحيطة بالممارسة كالاعتقاد أن ختان الإناث هو تطهير للبنات
والاستشهاد بالدين كمبرر رئيس لممارسة ختان الإناث من قبل العلماء أكثر مما هو من قبل النساء في حين يشير الرجال إلى احتمالية التعبير الاجتماعي، كما أن معظم أفراد المجتمعات مقتنعون بأنهم يمارسون الإشكال الأكثر اعتدالاً التي لا تضر بالفتيات مقارنة بالبلدان الإفريقية الأخرى وهذا يتناقض مع الاعتقاد أن ختان الإناث في اليمن قد انتشر بواسطة اللاجئين في المناطق الساحلية القادمين في الغالب من إثيوبيا والصومال وكلاهما معروف بنوع الختان كامل التسوية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى
إضافة إلى أن الرجال دائما ما يشيرون إلى النساء والجدات على أنهن صانعات القرار في هذا الشأن
كما إن المعرفة فيما يتعلق بالممارسة لم تقابل بمزيد من البحوث المتعمقة في حين أن هناك حاجة إلى الانتقال من دراسات الحالة إلى تحليل التغبير الاجتماعي كذلك لم يتم إبراز دور الشباب بمن فيهم الأطفال كأولوية حتى الآن..
وأجمالاً فإن الرؤية الإستراتيجية لخطة العملية الوطنية للتخلي عن ختان الإناث في اليمن تهدف إلى أن يكون اليمن خالياً من ممارسة ختان الإناث في غضون جيل مع التركيز بصفة خاصة على المحافظات التي يمارس فيها بشكل كبير بحيث يتضمن المنهج المتكامل للتدخلات على معالجة الخلاف حول التفسير الديني والدعوة للإصلاح التشريعي وتقديم الخدمات الصحية التي من شأنها حماية النساء والفتيات من مخاطر ختان الإناث وحشد القطاعات الأخرى مثل التعليم والإعلام .

وسيكون أحد المكونات الأساسية المساحة المخصصة لأصوات من لا صوت لهم بما في ذلك الشباب والنساء والأطفال وسيبدأ برنامج التخلي عن ختان الإناث على الإستراتيجية الوطنية للأطفال والشباب وإستراتيجية الأمومة الآمنة وإطار بيئة الحماية الشاملة لحقوق النساء والأطفال التي التزمت بها اليمن.

يمتد البرنامج إلي 2018 م ليتم تنفيذه عبر ثلاث خطط خمس بحيث تخصص لثلاث السنوات الأخيرة للمراقبة وتقييم النتائج وصولا ًإلى تحقيق الهدف العام وهو خفض نسبة ختان في اليمن بنسبة 30% بحلول عام 2012م
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا"

عناوين أخرى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)