الرئيس محمود عباس :تحرك واسع لتنفيذ المبادرة اليمنية واستعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية
غزة مؤهلة لأن تصبح مثل هونغ كونغ اذا استقرت الأوضاع فيها
بدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن متفائلاً كثيراً بما ستحمله الايام القادمة على الشعب الفلسطيني سواء في جانب حلحلة الخلافات بين فتح وحماس أو بما يمكن ان يعود على ابناء غزة من اتفاق التهدئة التي بدأ تنفيذه نهاية الاسبوع الماضي. فبالرغم من الوضع المأساوي الذي تعيشه غزة جراء الحصار وما يعانيه سكانها من ضيق العيش ونقص كل شيء ضروري يحتاجه الانسان بدءاً من الكهرباء ثم المياه والى الخدمات الصحية ونقص الدواء، وغير ذلك كثير.. فهو يرى انه في حال عودة الامور الى طبيعتها ودوران عجلة العديد من المشاريع المقررة فان غزة سوف تزدهر بل ستصبح شبيهة بهونغ كونغ! وكعادته في كل الحوارات السابقة التي أجرتها معه «26سبتمبر» فتح الرئيس محمود عباس قلبه لنا ولم يبد أي تحفظ على أي سؤال كما لم يبد أي تذمر من لقائنا معه الذي استمر لنحو الساعة وقد سبقه العديد من اللقاءات الرسمية والصحفية معاً.. بل على العكس فقد قال لنا: «خذوا راحتكم». الحوار مع أبومازن تطرق للعديد من القضايا الساخنة التي تمور بها الساحة الفلسطينية ومسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.. والدور الامريكي ثم الأوروبي. وقد طلبت من الرئيس الفلسطيني في نهاية الحوار توجيه رسائل الى عدة جهات.. فماذا قال فيها؟ هذا ما سنقرؤه في هذا الحوار: < حاوره: مدير التحرير > بداية سيادة الرئيس هل تضعنا في صورة ما ترمي اليه زيارتكم الحالية الى صنعاء ولقائكم بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح؟ >> كما تعرف فاليمن هي راعية للاتفاق الذي سمي باسمها "المبادرة اليمنية" وهذه المبادرة نحن وافقنا عليها ثم جاء ما يسمى اعلان صنعاء الذي لم نستطع فيه ان نتوصل الى اتفاق بسبب الخلافات حول التطبيق او الحوار.. فقد كنا نتصور ان المبادرة للتطبيق وليست للحوار، فلا ضرورة لان نتحاور عليها بدليل اننا اعلنا موافقتنا على المبادرة. وبعد ذلك جاءت القمة العربية واعتمدت المبادرة كما هي لتصبح مبادرة عربية وهذا شرف لليمن ومنذ ذلك الوقت جرت عدة اتصالات بيننا وبين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حول كيف يمكن ان تجري الامور الى ان اطلقنا النداء الاخير والذي دعونا فيه الى ان نتحاور من اجل تطبيق هذه المبادرة وصادف هذا النداء قبولاً حسناً من كل المحافل ومن اجل هذا جئنا الى هنا وكان المحور الاساسي في المحادثات التي دارت بيننا وبين فخامة الرئيس حول مجموعة قضايا منها المفاوضات والى أين وصلت؟ التهدئة، الوضع العربي ككل، وكيف يمكن ان نطبق المبادرة ونحن متفقون على ان تكون من خلال ميكانيكية عربية، اي عبر الجامعة العربية، كما تناولت محادثاتنا الوضع الداخلي، الحوار السوري - الاسرائيلي وغير ذلك من القضايا. لم يحصل شيء > هل حدث اي تقدم بينكم وبين حماس باتجاه المفاوضات؟ >> كما قلت لك نحن دعونا الى حوار لتطبيق هذه المبادرة والى الآن لم يحصل شيء كل ما حدث هو عبارة عن اتصالات تجرى فقد أجرينا اتصالاً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع الرئيس محمد حسني مبارك وجلالة الملك عبدالله الثاني وامير دولة الكويت، والآن جئنا الى اليمن ومنها الى سوريا ثم لبنان وغيرهما من الدول العربية كما التقيت مع الاخ عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ووضعنا رؤية للميكانيكية بمعنى ان هناك تحركاً شاملاً. وبهذه المناسبة اشير الى انني كنت قد ارسلت وفداً الى غزة من اجل تهيئة الاجواء للحوار وليقول لكوادر المنظمة وفتح وغيرها اننا جادون وحتى لايفهم احد باننا نقول ذلك من باب التكتيك او المناورة. وسبق ان جرى لقاء في السنغال وهو لم يأت بعد المبادرة وانما قبلها وبناءً على دعوة من الرئيس عبدالله واد ليفهم ما هو الموقف الفلسطيني فدعانا لذلك، ثم جاءت حماس وتحدثت عن موقفها وتوقف الموضوع عند هذه النقطة انما الآن التركيز سيكون على المنهاجية العربية التي تخرج بها الجامعة العربية. > ومتى تتوقع ان يبدأ ذلك؟ >> هذا يتوقف على جهود الامين العام للجامعة وكما سبق وان قلت فقد التقيت به منذ أيام وهو سيواصل جهوده مع كل الاطراف وسيلتقي بحماس كما ان هناك جهوداً مصرية ايضاً لدعوة الفرقاء الفلسطينيين كلهم، ولا مانع لدينا في ذلك وعلى ان يكون في اطار الجامعة العربية. > كل هذه التحركات يبدو وكأنها من جانب واحد. >> ابداً.. الكل يشارك فيها واعرف ان خالد مشعل ارسل رسائل الى العديد من الدول العربية والامين العام للجامعة واوضح رأيه كما اوضحنا نحن رأينا فالآن نحن نتحدث عن كيف يأتي الجهد العربي ليقرب هذه المواقف من بعضها البعض. > هل تشعر بأن هناك جدية عربية تجاه هذه القضية؟ >> نعم، وقد لمست ذلك من كل القادة الذين التقيت بهم ووجدت انهم موافقون على الآلية العربية بما في ذلك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صاحب المبادرة وبالتالي فهو حريص وكذلك كل القادة الذين ابدوا ايجابية كاملة ولذلك هذا سوف يشجعنا ان شاء الله على ان نسرع الخطى لنصل الى الحلول. نحن مع الاجماع العربي > ما هو تصوركم انتم؟ >> نحن لا نريد ان ندخل في التفاصيل هناك مبادرة تقول العودة الى ما قبل الانقلاب ثم حكومة وحدة وطنية ثم اجهزة امنية وغير ذلك فكيف يمكن ان يتم هذا؟ حسب رأيي هذا يحتاج الى الجلوس والتفكير. وكما قلت الأمر للاشقاء العرب، فما يتفقون عليه وما يقدمونه من مشاريع سنوافق عليه دون نقاش. > لم يتحدد شيء حتى الآن؟ >> لم يتحدد شيء، ولا نستطيع ان نقول ان هناك تفاصيل لأن هذا متروك للأمين العام للجامعة وللاشقاء العرب. كل الملفات مفتوحة > في الجانب الآخر سيادة الرئيس من خلال لقاءاتكم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي هل هناك خطوات الى الامام؟ >> اللقاءات مع أولمرت صارت كثيرة، فمثلاً عندما نلتقي انا واولمرت وطاقمه ووزيرة الخارجية نبحث في امرين الاول يتعلق بالقضايا اليومية مثل الاستيطان، الحواجز، التسهيلات اليومية، والملفات الاساسية الستة. وهناك حوار آخر يجري ما بين ليفني والأخ ابو علاء لتعميق هذا الحوار وتناول كل الملفات وفي الجانب الاسرائيلي هناك رغبة في تأجيل مسألة القدس واللاجئين وغيره، لكننا اكدنا لهم بأننا لا نقبل بذلك، ونريد ان نعرف حدود الدولة الفلسطينية 1967م ونريد ان نعرف مصير القدس واللاجئين بالضبط ونتفق على كل هذه الاشياء ثم اذا وافقنا عليها نقدمها الى استفتاء شعبي. ولا استطيع ان اقول نحن اجملنا بنداً واحداً او ملفاً واحداً فلا تزال كل الملفات مفتوحة. وهناك حديث بيننا جميعاً بان ينتهي كل هذا مع نهاية هذا العام ولكن اذا لم يحصل سنرى عند ذلك ما يمكن ان نعمل انما نأمل ان يحصل. القضية ورؤساء امريكا > كما يقال فانه كلما جاء رئيس امريكي الى البيت الابيض يحاول في الفترة الاخيرة لرحيله تقديم وعود بحل القضية لكنه يذهب دون ان يحقق شيئاً. >> هذه حقيقة دعني ادقق فيها، فالرئيس كلينتون مثلاً منذ بداية عهده بدأ باجراء اتصالات معنا وعندما جاء كنا قد عقدنا اتفاق اوسلو ثم تابعنا في اتفاق "واي ريفر" ثم في لقاءات كامب ديفيد ولم يحصل شيء. اما بوش فعندما جاء ومنذ 2002م لم يتحادث معنا بالمرة، فقط ألتقيت معه عندما كنت رئيساً للوزراء ثم انقطعت الصلة وحتى ان اعلن في خطابه في شهر يوليو الماضي بانه يريد ان يعقد لقاءً دولياً ثم صار مؤتمراً دولياً، وبالتالي فهو يحاول مع ما تبقى له من فترة ان يعمل شيئاً كما قال، ولذلك نحن لانقول انه قاطعنا بالكامل. > وكما هو واضح فقد حسم المرشح للرئاسة اوباما الامر من الآن.. >> مقاطعاً.. أوباما من الآن بدأ يبيع المواقف ونحن لا نريد ان نعلق كثيراً على المواقف الانتخابية ولكن بالتأكيد نحن نرفضها ولكن الى اي مدى هو متمسك بكلامه عن القدس هذا ما لا نعرفه لان مثل هذا الكلام الكل يتحدث عنه للاستهلاك ولكن قد يكون مقتنعاً به فلا نستطيع ان نحكم الا عندما نراه في البيت الابيض هو او ماكين وعند ذلك سنقول صح او غلط. الوضع سيكون افضل > كيف يمكنك الآن وصف الوضع بشكل عام في فلسطين؟ >> اعتباراً من اليوم (الخميس الماضي) هناك تقدم فيما يتعلق بغزة.. غزة عاشت لسنوات طويلة مأساة حقيقية.. حصار كامل قتل دائم، تدمير دائم الاوضاع فيها اسوأ من السيء واليوم عندنا فسحة امل حيث توجد امكانية للامور ان تتطور الى الاحسن كما ان هناك امكانية لان يعيش الناس اياماً هادئة تصل اليهم المواد الاساسية الضرورية المطلوبة مثل الماء والكهرباء والمواد الغذائية وغير ذلك من هذه الضروريات وايضاً هناك امكانية لان يدخلوا ويخرجوا بسهولة.. وهذه فرصة حقيقية نحن سعداء بها وقد عملنا من اجلها واتصلنا بكل الاطراف الثلاثة المعنية وهم امريكا واسرائيل ومصر، وقد شجعنا مصر على ان تستمر في جهودها المشكورة جداً على ما قامت به. اما في الضفة الغربية الوضع مختلف فالامن مستتب منذ اكثر من سنة حيث قوات الامن والشرطة تمارس مهامها بشكل ممتاز كما ان الناس يعيشون حياة طبيعية جداً في كل المدن من جنين الى طور كرم ونابلس والخليل الى رام الله وبيت لحم ولذلك من الناحية الامنية فهي جيدة اما من الناحية الاقتصادية فان الامور بدأت تتحسن وهو ما يؤكده انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي عقدناه قبل شهر وبحضور 4 آلاف شخص يأتون ليقيموا ثلاثة او اربعة ايام في بيت لحم وهذا عمره ما كان يحصل ففنادق بيت لحم «السياحة الدينية» لم تكن موجودة لكن الان الفنادق ممتلئة بشكل مستمر والوضع الاقتصادي بدأ ينتعش قليلاً والدليل انعقاد مؤتمر اقتصادي قبل هذا المؤتمر الاخير كما توجد استثمارات عربية واجنبية وفلسطينية بدأت تتحدث عن نفسها و تأتي وتشاهد والذين زعلوا عن عدم حضورهم اكثر من الذين حضروا وان شاء الله نعمل على عقد مؤتمر اخر في القريب في نابلس ولذلك فالوضع في الضفة الغربية وضع جيد.. طبعاً هناك عقبات اهمها الاستيطان والحواجز واهم من ذلك القضية الدائمة التي تقلقنا وهي الاسرى.. اذا لوصغنا الموقف نقول: في الضفة الغربية الامور تسير جيداً وفي غزة ان شاء الله ستسير الامور بشكل جيد ايضاً وفيما يخص الوحدة الوطنية فاننا سنسعى لاستعادة اللحمة الوطنية ولدينا امل على الاقل في هذه المستويات بان تكون الامور في الايام المقبلة افضل من الايام الماضية. > إن شاء الله يتحقق ذلك.. إذاً أنتم متفائلون؟ >> إن شاء الله لا تخرق التهدئة وان ننتهي من الصواريخ العبثية وان تتوقف اسرائيل عن العدوان.. و هذا يكفي وهو لحاله مكسب.. ثم يأتي فتح المعابر وفك الحصار والذي هو ايضاً يعد مكسباً مهماً لانه لا احد يتصور ماذا يعني أن يكون هناك مليون ونصف في السجن.. فعندما يفك هذا السجن اعتقد ان الامور ستكون احسن.. واملي في المستقبل ايضاً ان ينتعش الاقتصاد في غزة كما بدأ ينتعش في الضفة. هذا هو وضع المعابر > هل الهدنة تتضمن ايضاً فتح المعابر؟ >> المعابر نوعان، فهناك معبر اسمه (ايرز) او بيت حانون يؤدي الى اسرائيل ثم الى الضفة الغربية ومعبر ثاني يسمى (صوفا) وهو معبر تجاري لنقل البضائع ومعبر كارلي وهو ايضاً معبر تجاري ثم معبر كرم ابو سالم او كرم شالوم.. وهذه المعابر الاربعة يسيطر عليها الاسرائيليون ولكن يمكن للناس والبضائع أن تدخل وتخرج ثم معبر رفح وهو لم يفتح الا في عام 2005م باتفاق دولي وبعد التهدئة سوف تفتح هذه المعابر وهو ما يعني بان 99.9 من مشاكل الشعب الفلسطيني سوف تحل أما بالنسبة لمعبر رفح فهو لايفتح الا بعودة الاتفاق الدولي ولذلك سيؤجل. وانا بتصوري ان هذا الاهم.. لماذا؟ لأن فيه حرية اكثر لحماس ليستطيعوا من خلاله أن يدخلوا ويخرجوا بينما في المعابر الاخرى صعب لان هناك اسرائيليين. ويوجد معبر اخر في مصر اسمه العوجة على الحدود المصرية يستطيع الناس ان يعبروا منه الى مصر لكن هذا المعبر ليس له حاجة اذا فتح معبر رفح اما هذا المعبر يمكن لاي شخص ان يدخل ويخرج منه وبذلك فالذي لايرغب ان يمر على الاسرائيليين من قيادات حماس وهم الذين اغلقوه.. ولو كانوا يفهمون لما كانوا اغلقوه.. وهذه هي قصة المعابر باختصار. غزة وهونغ كونغ > ماذا عن الوضع الاقتصادي والتنموي الآن في غزة وكذا الوضع المعيشي للناس ومدى توفير الخدمات مثل الكهرباء والمياه وغير ذلك من الخدمات الضرورية؟ >> منذ الانقلاب الى اليوم نحن مستمرون بدفع رواتب ل 77 الف موظف في غزة.. ندفع 58٪ من ميزانيتنا لغزة.. وزارات.. مصالح.. حق الماء.. حق الكهرباء.. وحق المواد التنموية ورغم هذا فهو غير كافٍ للناس فلو وصلت هذه الامور الى الناس بالكفاف تمشي الحال، إنما متى سيصبح الوضع احسن عندما يشعر الانسان ان هناك حرية وعندما تبدأ المشاريع عندنا في التنفيذ، وهي المشاريع التي وضعت لها حجر الاساس وتتمثل في مشروع طريق ساحلي من رفح الى بيت حانون بمسافة 40 كم وطريق صلاح الدين الى رفح الى جانب مشروع اسكان بكلفة 100 مليون دولار بتمويل من ابوظبي ومشروع اسكان بجانبه بتمويل سعودي، كما ان هناك مشاريع المياه العادمة ومشاريع مستشفيات، وايضاً مشروع الميناء والذي كان يمكنه ان يشغل على الاقل من 30-40 الف عامل.. فكل هذه المشاريع اذا استقر الوضع ممكن ان تشتغل وبها سوف ستزدهر غزة خلال ستة اشهر وستصبح مثل هونغ كونغ. البعض لا يدفعون > ماذا عن الدور العربي؟ >> العرب يدفعون نوعين من المساعدات، ما قرر في الجامعة ا لعربية وهو بشكل حصص فبعضهم يدفعون والبعض الآخر لايدفع ولا تسألني من يدفع. ومن لايدفع في مؤتمر باريس تعهدت كثير من الدول العربية بانها ستدفع فالبعض منها دفعت وبعضها لم تدفع هذا هو المجمل لكن الذي يأتينا من اوروبا ومن امريكا ومن غيرها من الدول نستطيع بالكاد ان نغطي الميزانية واحياناً لا نستطيع اذاً نحن نقول بأن ما يقدمه العرب مشكورين عليه ولكنه لايكفي. > ذكرتم مؤتمر المانحين في باريس.. ماذا عن حجم التعهدات التي التزم بها الاوروبيون؟ >> الاوروبيون التزموا والكثير منهم يدفع كل الالتزامات سواء نوعية كمشاريع او لدعم الميزانية كمصاريف يومية ورواتب وغير ذلك.. فيما العرب بعضهم يدفعها وبعضهم لا يدفع. > يعني.. ممكن ان تحدث هذه المنح الاوروبية او ما تعهد به المانحون في باريس نقلة مثلاً؟ >> لولم يحصل هذا كنا لا يمكن ان تقوم لنا قائمة ولولا مؤتمر باريس لكنا في حالة من الضنك لا ننكرها.. مشروع مرفوض > السيد الرئيس.. مشروع الدولة المؤقتة أو المشروع السويسري ماذا عنه؟ >> هذا المشروع صار له سنة تقريباً.. رعته الجمهورية السويسرية ورئيسها وهو عبارة عن ورقة قدمت لها من قبل شخصين من حماس هما أحمد يوسف وبازل حمدي.. والمشروع مع الأسف الشديد يقول التالي: اولاً: دولة ذات حدود مؤقتة يعني مادون الجدار اي بحدود 60٪ من الضفة ويعطون هدنة لمدة 15 سنة لاسرائيل ويأخذون طريقاً للقدس وموضوع اللاجئين يؤجل، وهذا المشروع عندما سمعنا به قلنا هذا المشروع مخزياً، ولايمكن ان نقبل به.. حماس حاولت ان تنكر ولكن السويسريون قالوا: لا.. نحن نؤكد ان هذا المشروع حصل.. واعلن عنه احمد يوسف لكن بعد ذلك خالد مشعل في دمشق قال هذا المشروع نحن لا نقبله.. اذاً تراجعت حماس وهذا التراجع ماذا يعني لا ادري ولكن تراجعت حماس لأن هذا المشروع بصراحة يعني كارثة وطنية قومية لو حصل ترويج له.. لانه سبق وان عرض على المرحوم ياسر عرفات في عام 2002 او 2003م من قبل شمعون بيريز (دولة ذات حدود مؤقتة) وابوعمار قال له: اطوي الصفحة فلن اقبل به فعادت حماس تبنته ثم تراجعوا ليقولوا: "هذا المشروع نحن لا نتبناه".. هذا المشروع باختصار شديد سنقبره اذا احيي مرة اخرى. نبارك المفاوضات السورية - الاسرائيلية > السيد الرئيس.. ما مدى تأثير ما يحدث الآن في الجوار على مسار السلام؟ >> ان كنت تقصد سوريا فالمفاوضات السورية - الاسرائيلية سمعنا عنها منذ فترة لكن الرئيس بشار الاسد قال لنا بصراحة بأن هناك مفاوضات والمفاوضات متقدمة ونرجو ان يكون موقفكم منها ايجابياً.. فقلنا نحن موقفنا منها ايجابي.. ثم سمعت من الجانب الاسرائيلي نفس الكلام بان هناك مفاوضات تجري مع السوريين برعاية تركية وهذه المفاوضات غير مباشرة.. فقلنا لهم سيروا، نحن معكم.. واي ارض عربية تحرر هذا مكسب لنا لا نقاش ولا جدال فيه ثم كان هناك شكوك ان امريكا توافق اولا توافق، لذا سألت بوش فقال لي: "اعطيت الضوء الاخضر لهذه المفاوضات " فاذاً امريكا وافقت عليها.. وبالتالي هذه المفاوضات تجري.. فان حصل نجاح فنحن نبارك هذا النجاح متى ما حصل.. نحن لا اعتراض لنا بل بالعكس نؤيده ونباركه ونتمنى لاخواننا السوريين النجاح. لغة جديدة لرايس > ما الجديد في زيارة وزيرة الخارجية الامريكية الاخيرة إلى فلسطين؟ >> وزيرة الخارجية الامريكية لم تأت بشيء جديد، كل ما في الامر أنها حثت على استمرار المفاوضات وتكثيفها ولكنها تحدثت هذه المرة بلغة اخرى جديدة عن الاستيطان وعن الحواجز وعن التسهيلات لغة ترضينا دارت بينها وبين باراك وزير الدفاع الاسرائيلي هذا كل ماجاء في زيارتها. > ولكن هل تثق في مجرد اللغة؟ >> هو كلام.. لكن انا اريد الارض هناك فرق لكنهم كانوا يتكلمون عن عقبات في طريق المفاوضات الآن اللغة احسن، وهذا يريحني ولكن الذي يريحني اكثر واهم ان ارى ان الاستيطان قد توقف لان هذا يخدم الارض يومياً. > لكن هل الاستيطان توقف فعلاً الآن؟ >> لا.. لم يتوقف.. فقط اللغة اختلفت ويجب لا نبخس الناس اشياءهم.. بمعنى انه اذا قالت كلمة جيدة نقول: حكت.. واذا حكت كلمة نص نص.. نقول حكت.. كلمة كويسة.. صحيح أنه إلى هذا الوقت ليس هناك أي جديد.. ولكن هناك فرقاً بين واحد يحكي كلمة عاطلة وواحد يحكي كلمة نص نص وواحد يحكي كلمة مليحة.. وواحد كلمته بتطبق، وكلها درجات فالدرجة الاخيرة ان كلامه يتطبق واذا تطبق سيقولون هذا شيئاً عظيماً.. لكن كون رايس قالت هذا الكلام فنأمل ان تبنى عليه السياسة الامريكية حتى يتوقف الاستيطان لانه بصراحة هناك مجلس الامن، ومبادرة سعودية نشكرهم عليها ونؤيدها.. و قد تبنتها ليبيا باعتبارها عضوة في مجلس الامن.. نشكرها عليها ونتبناها ونسير معها. الامريكان غضبانين لا بأس هذا من حقنا ان نصرخ ان نقول: لا.. ولذلك الآن اصبحت القضية على مشروع عربي في المجلس وسنرى ماذا يمكن ان يتمخض عنه مجلس الامن هذا.. وان كنا نرى ان لدينا عشرات القرارات، وبعضها أكد على وقف الاستيطان الفوري.. لماذا.. دعنا نرجع الى خطة خارطة الطريق.. البند الاول او الفقرة الاولى منه والتي تقول: (وقف الاستيطان بجميع اشكاله بما في ذلك النمو الطبيعي).. وهناك جنرال سيأتي اسمه الجنرال فيريزر مهمته تطبيق البند الاول من خطة خارطة الطريق ولكن في الواقع لم يحصل الى الآن شيء من ذلك. الدور الأوروبي جيد > في مقابل الدور الامريكي، كيف تنظرون الى الدور الاوروبي؟ >> الدور الاوروبي جيد والروسي جيد والصيني جيد والياباني جيد بلا شك كلهم يتحدثون عن الاستيطان.. ساركوزي مائة مرة حكى عن وقف الاستيطان.. في مؤتمر باريس قالها واضحة وصريحة: "الاستيطان يجب ان يتوقف " الاوروبيون يقولون هذا، ولكن من الذي يؤثر.. هذا هو الاهم. ثلاث رسائل > سيادة الرئيس في الاخير سأطلب منك توجيه عدة رسائل أولها الى الشعب اليمني فماذا تقول له؟ >> نحن نقول لاشقائنا في شطرنا الثاني اليمن اولاً شكراً على مواقفكم شكراً لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح على دأبه المتواصل رغم مشاغله الكثيرة من اجل تحقيق شيء على الارض الفلسطينية.. شكراً للدعم الذي نتلقاه من اليمن مادياً وسياسياً ومعنوياً، وهذا كله محفوظ في قلوبنا ونرجو الله سبحانه وتعالى ان نصل الى الاستقلال ولنقول لاهل اليمن هذا بعض من جهودكم وبعض من نشاطكم. > وللشعب الفلسطيني في غزة؟ >> الشعب الفلسطيني نهنئه على التهدئة ونتمنى من الله سبحانه وتعالى ان تستمر هذه التهدئة وان تتطور الى فك الحصار الكامل وفتح كافة المعابر.. ويأتي الوقت الذي ينتعش فيه الاقتصاد ليعيش اهلنا حياة يستحقونها وتنتهي معاناتهم التي مضى عليها عقود من الزمن. السلام مصلحة اسرائيلية > وللشعب الاسرائيلي؟ >> وللاسرائيليين نقول: السلام ليس مصلحة فلسطينية فحسب، وانما هو ايضاً مصلحة اسرائيلية، كما اننا من خلال السلام نسعى لاقامة دولة فلسطينية.. وانتم ايضاً ستحصلون على الامن والاستقرار وهذا ما تسعون اليه منذ 60 عاماً ونرجو ان تفهموا بان السلام يفيدكم وينفعكم وهو لمصلحة ابنائكم لتعيشوا ايضاً حياة هادئة ونعيش نحن واياكم في استقرار وامن وهدوء كجيران.. و ثقوا تماماً انه عندما تنسحبون من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ستكون هناك 57 دولة عربية واسلامية جاهزة لان تكون علاقاتها معكم علاقات طبيعية.. فتصوروا.. بدلاً من ان تعيشوا في جزيرة من السلام ستعيشون في بحر كامل من السلام.. او ستبقون الى الابد في هذا الوضع لا نقبله لكم ولا نقبله لنا. > وهل من رسالة للأمة العربية؟ >> الامة العربية منذ ان كانت هناك قضية فلسطينية فهي قضيتهم ونحن نقدر مواقفهم ومشاعرهم ودعمهم وتأييدهم، ونقدر انهم يعيشون معنا مأساتنا.. نتمنى ان نواصل نحن واياهم هذا الجهد حتى يتحقق لشعبنا الفلسطيني الامن لان هذا من مصلحتهم ان يتحقق لشعبنا آماله في إقامة دولة فلسطينية ليأتي جميع العرب وزعماؤهم ويصلون في القدس ان شاء الله في القريب العاجل.