طه العامري -
تقف السياسة الخارجية اليمنية على قاعدة راسخة من العوامل القادرة على حمل هذه العلاقة إلى آفاق التقدم والتكامل والندية والتوازن القائم على ثوابت وطنية يمنية باحترام متبادل وشراكة حضارية وتكامل ومراعاة مصالح مشتركة والحياد الإيجابي الذي يعنون علاقة اليمن بكل دول العالم لا فرق في هذا بين الأشقاء والأصدقاء، إذ أن ثمة ثوابت تأخذ بهاء السياسة اليمنية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- الذي استطاع أن يجعل علاقة اليمن الخارجية أكثر من إيجابية دون الحاجة للعزف على أنغام وأوتار المتناقضات التي تعيش عليها دول ومحاور باستثناء بلادنا التي ومنذ تولي فخامة الأخ الرئيس أمورها وهي تمتاز بسياسة إيجابية فيها التوازن والحياد من مقوماتها الراسخة غير القابلة لمساومة والانتقاص والتهميش وتلك هي أحد أهم مميزات السياسة اليمنية السائدة والتي تحظى بإعجاب وتقدير واحترام العالم بكل محاوره وتوجهاتها وحساباتها السياسية والاستراتيجية.
لكل ما سلف تظل اليمن وبهذه الخصوصية والمميزات والثوابت محل اهتمام محاور العالم ومقاصدها وتعمل هذه المحاور كل بطريقتها على أن تكون لها علاقة مميزة مع اليمن وشراكة سياسية واقتصادية وهو ما تعمل بدورها اليمن على تحقيقه، ولكن وفق شروطها وثوابتها ورؤيتها لما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة وهو ماقد يقابل بتأني البعض ولكن في الأخير اليمن دولة ذات سيادة ولها رؤيتها السياسية وحساباتها من كل ما يعتمل على الخارطة الكونية، وهي الرؤية القائمة على قاعدة راسخة من الخبرة والتجربة والموضوعية في التعاطي والفعل والتوجه، بحيث لم يعد ممكناً التقليل من أهمية الرؤى والمواقف اليمنية بل غدت هذه الرؤى والمواقف محل حسابات، ورصد كل دول العالم الساعية إلى إقامة علاقة تكاملية وندية مع -صنعاء- التي لم تعد تلك المعهودة في السابق، ولكنها اليوم تختلف عما كانت وهي في مرتبة سيادية تمكنها من التعبير والفعل عن وبكل ما تراه يخدم مصالها ويخدم أمنها واستقرارها ويساهم في تأمين محيطها الإقليمي والقومي ويجعلها فاعلاً أصيلاً على الخارطة الدولية وحساباتها وقضاياها.
لكل ما سلف غدت اليمن محل اهتمام أطراف دولية فاعلة ومحورية، وهنا قد لا تختلف (بكين) عن (واشنطن)و(موسكو) عن (لندن) و(باريس) إلا من حيث المكانة التي تضع فيها (صنعاء) هذه العاصمة المحورية أو تلك ومدى قرب صنعاء من هذه العاصمة أو تلك يعتمد أساساً على نوعية العلاقة التي تربط هذه العواصم باليمن، وكذا بمدى شفافية العلاقة ومصداقية هذه العواصم في الشراكة والتكامل والإسهام في المجالات التي تعني اليمن سياسياً واقتصادياً وثقافياً وتجارياً وأمنياً، أي أن نوع وشكل العلاقة اليمنية مع كل بلدان العالم يعتمد أولاً على رؤية هذه البلدان لليمن وموقفها من تحولاتها ومسارها الوطني وأيضاً يعتمد الأمر على مدى حرص هذه البلاد على سلامة وأمن واستقرار اليمن وتقدمها الحضاري والاقتصادي والتنموي واحترام مصالح اليمن وقناعتها وسياستها الواضحة والشفافة والقائمة بدورها على قاعدة واحترام مصالح غيرها من الدول والأقطار القريبة منها والبعيدة ناهيكم عن أن اليمن قدمت رؤى متطورة لعلاقتها حين ربطت مكونات هذه العلاقة بتكامل حضاري وشراكة تكاملية وتعاون متعدد الجوانب شريطة أن لا يمس ثوابت ومعتقدات وطنية ولا يوظف هذه العلاقة لتحقيق مصالح خاصة على حساب هذه العلاقة .. وهذا يحسب لفخامة الأخ الرئيس ورؤيته الحصيفة لمسارات الراهن الدولي ومتغيراته ونوازع محاوره وهو ما جعل اليمن محل اهتمام كل الأطراف الدولية المحورية والمؤثرة.
[email protected]