منصور الغدره - من هنا تعز- حيث الهواء والنسيم.. من مدينة السحر والجمال.. من محافظة الانعتاق والتحرر.. من هنا بدأ اشراق فجر اليمن الحديث والمستقبل الأفضل.. بدأ النضال اليمني يسطر حروف الحرية.. بدأ تدوين تاريخ العظماء خطوة بخطوة يرصد وقائع الكفاح وفصول النضال وبطولات الأحرار.
من هنا.. من تعز كانت الانطلاقة الأولى للحرية والتنوير بظلم الحاكم المستبد وجبروت المستعمر الغاصب.. منها وفيها نفد صبر الانسان اليمني من ثالوث معاناته »الفقر، الجهل، المرض« ليعلن للعالم بصوت واحد : نعم للحرية، نعم للأمن.. لا للتخلف.. لا للتأميم.. لا للتطرف.. لا للاستبداد..
وفي تعز ايضاً استكمل حكيم اليمن وزعيمه الأوحد رؤيته المستقبلية لبناء وطن مزدهر وآمن.. ببصيرة القائد المحنك والحكيم المدرك لمعاناة وطن مزقته الصراعات، مواطن انهكته الحروب.. استلهم القائد حاجة الوطن إليه.. شحذ همته مستشرفاً آفاق المستقبل ليمن مستقر موحد.. وكانت تعز قاعدة الانطلاقة..
قبل نحو ثلاثة عقود بدأت هنا - في تعز المدينة والمحافظة- تعز النضال والوفاء- تعز الارض والانسان- بدأت فيها قصة حب أزلي بين القائد علي عبدالله صالح وبين مكان يعز من عزه ويحرص على رد الجميل لصاحب الجميل.. انها علاقة وطيدة قامت بين القائد وتعز المحافظة.. تعز الارض والانسان.. نسجها صاحب القلب الكبير وظل يرعاها، وفي المقابل يعترف أهل المكان بجميل القائد ويبادلونه الوفاء، ولم يسبق وان خذلوه ولن يخذلوه أبداً..
ولأن المرء يجد في تعز الكثير من المميزات التي تجذبه اليها عنوةً.. فهي فضلاً عن كونها عاصمة للثقافة اليمنية، فهي ايضاً تعد من أجمل المدن اليمنية مناخاً وطقساً، وكذلك مدينة تاريخية عريقة ومنطقة استيطان حضري تعود جذورها الى ماقبل الميلاد.
والاسماء التي تعاقبت على المدينة توضح حجم علاقة الارتباط بين تلك الاسماء وطبيعة واخلاق ابنائها.. اذ ان تعز قد ورد اسمها قديماً بمدينة »السواء« ويبدو انه جاء لسوية اهلها.. وذكرت كتب التاريخ اسمها بــ»جبأ« يعتقد انها مشتقة من كلمة »جبال او جباه« وهي عند أهل تعز ترادف معنى الشهامة والكرم، في حال اهداء الشخص اعز ما لديه لآخر عزيز عليه.. وهذا يكون اعلان مبكر من ناخبي وناخبات تعز بأنهم سيهدون اصواتهم لمرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية والمحلية على حد سواء.. اعلان بانهم سيقولون : نعم لعلي عبدالله صالح.
قلعة حمراء
وذكر تعز بأنها القلعة الحمراء وهي كذلك قلعة حمراء لاينطفئ توهجها ابداً.. ووصفها ابن مخرمة بقوله : «تعز.. دمشق اليمن».
وتعز تنفرد بكثير من المميزات التي جذبت الرئيس الصالح اليها وجذبت ابناء تعز اليه.. هي محافظة تنفرد بالنمو السكاني الكبير الذي يشكل مانسبته 13.9٪ من اجمالي سكان اليمن منهم مايزيد عن مليون ومائتي ناخب وناخبة مقيدين بجداول الانتخابات لــ39 دائرة و488 دائرة محلية و23 مديرية و234 عزلة و2200 قرية، فضلاً عن ابنائها المنتشرين في عموم محافظات الجمهورية.
كما ان تعز تمثل محافظة الانفتاح الثقافي والسياسي والفكري، وهي محافظة الحراك السياسي والحزبي.. كل الاحزاب والتنظيمات السياسية موجودة فيها..
لكل ذلك كان لتعز - الارض والانسان- المكانة الخاصة من الاهتمام لدى الرئيس علي عبدالله صالح والذي قال عنها : »تعز تستحق كل هذا التقدير والاهتمام لأنها كانت من أولى المحافظات اليمنية التي ساندت الثورة اليمنية، منذ بداية انطلاقها سواءً ثورة الــ26 من سبتمبر او الــ14 من اكتوبر«..
ويتابع حديثه بالقول: »كانت هذه المحافظة الباسلة الحاضنة للثورة والمناضلين من كل ابناء الوطن دون استثناء، فجسدت بذلك وبكل ما اعطت وألهمت واحدية الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« فكان عدد من المناضلين من ابناء هذه المحافظة سواءً في عدن او في صنعاء«..
ومضى فخامة الرئيس بحديثه عن تعز قائلاً : »ان محافظة تعز تختلف كثيراً عن بقية المحافظات من حيث انتشار الوعي السياسي، فأبناء تعز متسلحون بالوعي السياسي«.
والشواهد التاريخية تؤكد على عمق الترابط بين الرئيس الصالح وبين هذه المحافظة، ولم ولن تتزعزع في أي يوم قادم..
فقد كانت المدينة التي استضافت القمم الوحدوية واجتماعات لجان الوحدة من وقت مبكر.. استضافت القمم الثمان ابتداءً من اول قمة تعقدها قيادتا الشطرين والتي عقدها الرئيسان عبدالرحمن الارياني وسالم ربيع علي في 12 / 11 / 1973م.
قمم وحدوية
ومن حب الرئيس لتعز وارتياحه لهذه المحافظة اختارها ان تكون مكانه المفضل لعقد قممه الوحدوية السبع..
وعلى مايبدو ان جمال المدينة ومناخها قد كان عاملاً مهماً في تهدئة التوترات التي تنشب بين طرفي الشطرين.. فكلما تأزمت العلاقة بين النظامين ووصل الى حد المواجهة العسكرية عقدت قمة في تعز بين قيادتي النظامين.. كما هو الحال في قمتي عام 1973م وعام 1980م فقد عُقدتا عقب مواجهتين عسكريتين بين القيادتين..
تعز كان هو المكان المفضَّــل لدى علي عبدالله صالح لعقد قممه السبع والتي كانت اولها خلال يومي 1 - 2 / 9 / 1980م عقدها علي ناصر محمد في تعز والثانية عقدت خلال الفترة 14 - 15 / 9 / 1981م، وهي القمة التي أقرت تشكيل لجنة من الجانبين لدراسة المادة »٩« من اتفاق طرابلس بشأن تشكيل تنظيم سياسي موحد وتقديم تصورات للتعجيل بخطوات تحقيق الوحدة اليمنية..
وكذلك عقد قمته الثالثة في 6 / 5 / 1982م كانت هي الأهم.. حيث أكدت في بيانها على خمس نقاط وحدوية اولها انها قد كلفت سكرتارية المجلس اليمني الأعلى باعداد البرنامج الزمني المتعلق بمشروع دستور دولة الوحدة لكي يتم احالته الى مجلسي الشعب في الشطرين لاقراره ومن ثم الاستفتاء عليه..
في حين كانت قمتا تعز - عدن التي كانت قد بدأت في تعز في ٨ مارس واختتمت في عدن في العاشر من نفس الشهر عام 1990م، وفي القمة الاخيرة ودعت تعز التشطير إلى الأبد وعقد فيها آخر القمم الوحدوية التي عقدتها بتاريخ 10 - 12 / 5 / 1990م قبل توجهها الى مدينة عدن لاعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في صباح يوم الــ22 من مايو 1990م.
من تعز انطلقت بشائر الوحدة ومنها دُفن التشطير ومآسيه وأغلق ملف التشطير الى الأبد.. من تعز بدأت القيادة اليمنية بزعامة علي عبدالله صالح خطواتها الأولى نحو فجر الوحدة اليمنية، ومن تعز ايضاً تنطلق اليوم تباشير المستقبل اليمني، منها يشرق فجر اليمن الجديد والمستقبل الأفضل..
تعز الارض والانسان مايزالون على العهد الى جانب الزعيم الوحدوي سائرين.. ابناء محافظة تعز- ذكوراً واناثاً، شباباً وشيوخاً- هم اليوم أكثر حرصاً على الوفاء لرجل الوفاء، واقسموا بألاًّ ينقضوا ذلك العهد الذي قطعوه لك ايها القائد الوفي.. ان يكونوا بقلوبهم ومواقفهم واصواتهم الى جانبك ايها الزعيم الأوحد.. وما قولهم إلاّ الاعلان بصوت واحد من اليوم وحتى يوم الاستحقاق الرئاسي : نعم لــ علي عبدالله صالح رئيساً لليمن الجديد وقائداً للمستقبل الأفضل.. نعم لبرنامج التنمية.. نعم لوطن مستقر ومستوى معيشي لائق.. نعم لبرنامج محقق الطموح.. نعم لـــ علي عبدالله صالح رئيساً وقائداً..!!
|