الميثاق نت-ترجمة - عماد طاهر -
كنا نسير في حلقة مفرغة في الشوارع المليئة بمياه الصرف الصحي في صنعاء عاصمة اليمن والأرض التي يقطنها (23) مليون نسمة وهي بلد ليست غنية هناك مكان سوريالي حيث يلتقي عبق التاريخ والحداثة فيه .
في اليمن ما زالوا يستخدمون العربات التي تجرها الحمير بينما تكتظ الطرق بأحدث الموديلات من سيارات المرسيدس هناك الباعة الذين يبيعون الحلي البلاستيكية العينية الرخيصة الثمن في الأكشاك والأسواق المبنية بالأحجار منذ مئات السنين حيث تلتحف النساء الزي الأسود و يغطيها الحجاب بشكل غريب .
إن الذي يثير الإعجاب والدهشة والإبهار هي التناقضات التي توجد في هذا البلد فهناك أسواق للهدايا التذكارية صور مصغرة متشابهة تماماً من الهندسة المعمارية التقليدية المتداخلة والتي تشتهر بها اليمن مكتوب عليها صنع في الصين .
طلب سائق التاكسي الذي يشتغل في الإذاعة من المارة وأصحابه يسألهم " هل هناك أحد يعرف أين تقع وزارة الإعلام لكن سائقي المركبات وغيرهم تجاهلوا كل نداءاته.
مرة أخرى في الطريق وما زلنا لم نقترب من وجهتنا التي هي وزارة الإعلام والسائق يسأل لكن تجاهله الآخرين .
كان هناك شاب على دراجة نارية يرتدي قميص صحراوي ذاهب في اتجاه معاكس في الشارع الذي نحن فيه ثم تحرك من جانب آخر ووجنته محشوة بالقات مثل الكرة وخنجر قبلي ( الجنبية ) تلف خصره يحدق إلى الأمام وكأنه في غيبوبة كاملة إلى اللانهاية لا يدري أين ذاهب .
القات تلك النبتة الخضراء المخدرة نسبياً هي الدخل القومي لهذا البلد أكثر من (90%) من الرجال يمضغون القات تلك النبتة تنمو في المرتفعات العالية ، بعد أن يتناولون الغداء يسرع الرجال اليمنييون إلى أسواق القات ليشترون هذه النبتة .
في غضون ساعات من مضغه .يجلس الجميع في فترة ما بعد الظهر في منازلهم الخاصة أو المقاهي ويبدأون بالكلام والمضغ.
أثناء السير المتواصل في حركة مستمرة ولا يزال هناك أي رد لاحت لنا قلعة قديمة محطمة ومن مكتب حديث وأبراج كانت مزينة باللونين الأبيض والأسود مطعمة بالطوب في الشرفات والأقواس ( القمرية ) التي توجد فوق النافذة في إشارة قوية إلى المحافظة على النمط التقليدي الذي كان في فن البناء .
أخيراً عاد هذا الرجل إلى مكان عمله ليعطوه الاتجاهات التي توصل إلى وزارة الإعلام ثم انتقلنا إلى الشارع فقط لنجد سيارة أخرى تأتي من الاتجاه الآخر متجاهلة الإشارة في الطريق .
*المصدر : لوس أنجلوس
|