موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام - أحرار من سقطرى لـ"الميثاق": الوحدة راسخة ولن نستسلم لأعداء الوطن - الشيخ يحيى غوبر: التاريخ سيلعن كل مَنْ يتآمر على الوحدة ويعرّضها للخطر -
مقالات
الثلاثاء, 22-يوليو-2008
الميثاق نت -                                     عبده محمد الجندي -


السلام هو ما يميز البشرية المعاصرة قياساً بما قبلها من شعوب وأمم أكلتها الصراعات ومزقتها الحروب الدامية والمدمرة على السلطة وعلى الثروة في غياب الدساتير والقوانين المنظمة للحقوق والحريات والعلاقات بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة على أسس ديمقراطية يتفق فيها الجميع على كيف يختلفون وكيف يديرون خلافاتهم بالأساليب السلمية بوحي من الاحترام المتبادل بين ما هو لي، وما هو لك، وما هو خاص، وما هو عام، وعدم اللجوء إلى الأساليب العنيفة التي تقتل فيها الحياة وتقتل فيها الحرية ويقتل فيها الحق والواجب، والقاتل والمقتول على حد سواء!!..
إن السلام هو الهدف الذي يتقدم على غيره من الأهداف الشاغلة للإنسانية العقلانية والباحثة عن إجابات علمية كفيلة بتغليب الكفاية على الحاجة؛ في عصر أصبحت فيه الحياة مكلفة تحتاج إلى تضافر الجهود وتعاظم الأدوار في مواجهة التعقيدات الاقتصادية الشاغلة للفرد وللمجتمع في هذه الظروف التاريخية الموجبة للتعاون والتكامل والانسجام بين أبناء الشعب الواحد وأبناء الأمة الواحدة دونما حاجة إلى الانشغال بالصراعات والحروب التي تأكل العلم وتأكل العمل كما تأكل النار الحطب، بل تأكل الرفاهية والسعادة الاقتصادية والاجتماعية للقاتل والمقتول بما تخلفه من الذكريات المستفزة للضمائر الحية فيشعرون بالسخط على أنفسهم وبالندم على أعمالهم الوحشية بحق شعوبهم ولكن بعد أن تقع الفأس في الرأس حين لا يفيد فيها الندم.
الحرب هي الشر الذي ينتج عن ذلك السلوك العدواني للأفراد والجماعات والعصابات المتمردة على الدستور وما هو نافذ من القوانين بصورة تفرض على الدولة اللجوء إلى الأساليب القمعية العنيفة بعد أن تستنفد كل ما لديها من الخيارات والمعالجات بالأساليب وبالوسائل السلمية الممكنة والمتاحة تماماً كذلك الذي حدث في بعض مديريات محافظة صعدة وعمران وصنعاء من قبل الجماعات الحوثية وما انتهت إليه من استفزاز لأبناء تلك المحافظات الآمنة دفعتهم إلى تقديم المبادرات السلمية الشجاعة للدولة ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الذي قبل بها في أجواء هادئة وبعيدة عن الصخب والضجيج الإعلامي والسياسي عملاً بالحكمة القائلة: «استعينوا على نجاح أموركم بالكتمان» في مجتمع ديمقراطي مفتوح لكل ما هو مثير ومستفز من الدعايات والتداعيات الإعلامية والسياسية التي تصنع القبة من الحبة، وتجعل للكذب أيدي وأرجل غير قابلة للعد ومتمردة عن نطاق المعقول والمقبول للتحكم والسيطرة.
كم كان عظيماً ذلك الخبر عن السلام الذي استقبله اليمنيون من رئيس الجمهورية بالفرح إلى حد الإحساس النبيل بالسرور والغبطة، بصورة خيبت كل الآمال والتوقعات المعادية للأمن والاستقرار، وأكدت أن السلام هو الأصل، وأن الحرب هي الاستثناء الموجبة لوأدها بكل ما هو متاح من الأساليب والوسائل بما فيها الاستخدام المشروع للقوة ضد الذين يرفضون السلام.
حقاً إن المتضررين من تلك الحرب المجنونة هم أبناء محافظة صعدة الذين وجدوا أنفسهم حطباً لحرب مجنونة لا ناقة لهم فيها ولا جمل تدار بأيادٍ خفية وحاقدة على كل اليمنيين الذين يحتاجون إلى السلام حاجة الطاعنين بالسن إلى العكاز؛ لأن السلام هو وحده المدخل الآمن إلى العلم النافع والعمل البنّاء الذي تنصرف فيه الجهود إلى الانشغال بما هو نافع من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أقول ذلك وأقصد به إن السلام في هذه المرة كان بمبادرة يمنية يمنية أدركت بأن الحرب خيار خاطئ لا ينتهي إلى نتائج حاسمة ومفيدة نظراً لما يترتب عليه من تدمير للطاقات وإهدار للإمكانيات وسفك للدماء وإزهاق للأرواح في معارك لا يستفيد منها سوى أعداء الشعب وحدهم، طالما كانت السياسة والصحافة طليقة ومتحررة من القيود الكابحة للحرية وللديمقراطية، وكانت هناك أحزاب سياسية فاتحة أبوابها المتعددة، وطالما كانت هناك صحافة مفتوحة لكل الأقلام الحرة بلا حدود ولا قيود، وطالما كانت هناك حقوق إنسانية مصانة ومحروسة بسيادة القانون.
أقول ذلك وأقصد به إن بمقدور الحوثيين ومن هم طرف في هذه الحرب المجنونة أن يكون لهم حزب سياسي ويدخلون إلى السلطة أو يسيطرون عليها من الأبواب الانتخابية المفتوحة، لا حاجة بهم إلى الوصول إليها عن طريق القتال على وجه الخصوص باعتباره العنصر الأول في هذه الحرب المجنونة التي يدفعون لها الشباب دون مسئولية أخلاقية ودينية، لأنهم سوف يكتشفون ولكن بعد فوات الأوان أن نظرية الإمامة الرجعية لم تعد من النظريات السياسية المعقولة والمقبولة إذا لم أقل المستحيلة في مجتمع ديمقراطي توافقت فيه جميع الأحزاب واتفقت على أن السلطة للشعب، وأن الشعب هو المصدر الوحيد لها يمارسها بطريقة ديمقراطية حرة مباشرة وغير مباشرة دون حاجة إلى اللجوء إلى القوة الحاملة لنسبة كبيرة من المغامرة إلى حد الهلاك والإهلاك للأبرياء.
من حق هؤلاء أن يعلنوا الدخول إلى الحياة السياسية من خلال الحزب والتنظيم الذي يمثل قناعاتهم الأيديولوجية والسياسية قديماً كان أم جديداً دونما حاجة إلى إقحام الدين بالسياسة أو الدخول في البحث عن أنساب سلالية، لأن اليمنيين متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون بغض النظر عن انتماءاتهم الأسرية والعشائرية والقبلية والمذهبية والمناطقية؛ لا فرق بين هذا وذاك، ولا فرق بين ابن الشمال وابن الجنوب وابن الشرق وابن الغرب؛ الكل يمنيون متساوون في شتى مناحي الحياة.
من هذا المنطق تصبح الديمقراطية هي الضمانة الحقيقية للأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني الواحد؛ لأنها تمثل الممكن السياسي الوحيد المشروع والمكفول للجميع دون تمييز أو استثناء، وتصبح الحرب القتالية هي المستحيل الذي لا يمكن الرهان عليه في تحقيق أي مكسب من المكاسب السياسية الممكن تحقيقها من خلال الديمقراطية؛ لأن القتال عمل همجي لا يتفق مع ما وصلت إليه البشرية في القرن الحادي والعشرين، لا بل قل للذين يعتقدون أن بمقدورهم الاستيلاء على السلطة بالقوة أن يتعظوا مما آلت إليه التجربة الاستعمارية الأمريكية الغربية التي أكدت وبما لا يدع مجالاً للشك أن إرادة الشعوب الرافضة للقوة هي المنتصرة عن طريق استخدام ما لديها من الضعف بوجه الآلة القتالية الأمريكية المتطورة القادرة على تدمير أنظمة ودول قائمة بذاتها لكنها غير قادرة على حكم الشعوب بالقوة وبالحديد وبالفولاذ.
فهل يتعظ الذين يراهنون على الحكم عن طريق القوة أنهم يخوضون حرباً مجنونة لا يمكن الركون إليها مهما كانت مدعومة من هذه الدولة الشيعية أو تلك لأنها ضرب من ضروب المستحيل الأقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

عِزَّة اليمن بوحدته واستقراره
هايدي مهدي*

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

إلى قادة الأطراف الأربعة
يحيى حسين العرشي*

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة اليمنية قدر ومصير
عبدالسلام الدباء

حلم شعب
د. محمد عبدالجبار المعلمي

طريقنا الوحدوي الإجباري
أحمد صالح العباهي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)