موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
قضايا
الثلاثاء, 22-يوليو-2008
الميثاق نت -                      الميثاق نت -


• أنهت "سوسن المقطري" امتحانات الثانوية العامة، قبل قرابة نصف شهر، وقبل أن تلتقط أنفاسها وتهدأ في انتظار إعلان النتيجة كان مجموعة يقال بأنهم مسلحون قد اختطفوها مغرب يوم الثلاثاء الفائت من حارة "الكمب" في تعز حيث تسكن.
• بصوت يداري كبداً متعباً في داخله قال والدها جمال عبد القادر: ليس لي أعداء. وبنفس الصوت المتعب والحزين ناشد وزير الداخلية والبرلمان: أشتي بنتي.
• قبل شهور من حادثة الاختطاف التي تعرضت لها سوسن 19 سنة، كانت والدتها "شاهد" مهم في حادثة سرقة وقعت في الحي نفسه. وأثناء التحقيق في قضية سرقة منزل جارهم المغترب "عبد الوهاب الحوثر" وطلبوها للشهادة، وهناك تعرفت أم سوسن على 4 من المتهمين بسرقة 160.000 ألف دولار + مجوهرات ثمينة، حسب بلاغ "الحوثر". قالت "أم سوسن" شهادتها ضدهم وخرجت مطمئنة وغير مكترثة بالتهديدات التي تلقتها من المتهمين "ذيك الساع" إذ قال أحدهم، وأمام جميع المتواجدين في النيابة، "والله لا ننتقم، ونخليك تبكي طول حياتك".
• هي الآن تبكي، وبمرارة. والمتهمون بالسرقة محتجزون في إدارة البحث الجنائي و"سوسن".. أين سوسن؟ لا أحد منذ يوم 15/7 يعرف!؟
• حادثة السرقة وقعت قبل قرابة 5 شهور، وفي يوم الأحد الفائت 13/7 كانت المحكمة ستعقد جلستها الأولى في القضية، وبالتالي ستستمع إلى شهادة الشهود: أحمد علي طالب الخُليدي –صاحب محل تنجيد قريب من البيت المسروق- والشاهد الثاني –صاحب فندق آسيا- حيث نزل فيه المتهمون ليلة الجريمة.
وأما الشاهد الثالث، والأهم، هي طبعاً أم "سوسن". قال "عادل السماوي" عضو المجلس الملحي لمديرية صالة إن المشاهد الأول حسبما أبلغه، وقيد هذا لدى البحث الجنائي، قد تعرض للتهديد لثنيه عن الإدلاء بالشهادة. كما تعرض صاحب (فندق آسيا) هو الآخر لتهديد مماثل.
وقبل موعد انعقاد جلسة المحكمة بأيام معدودة اختفت "سوسن"!
سوسن ابنه جمال عبد القادر، ابنة الشاهد الثالث!..
• جمال البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعمل في "المتنوعة" شركة تابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، مُذ مساء 15 ينام!.
استدارة سواد داكنة تلتف على جفنيه.. سألته: كم عندك أولاد دون سوسن؟ رد بصعوبة: لحظة خليني أعدهم، سامحني، والله ما عدنا قادر أركز في شيء.
ثم قَّلب أصابع يديه، يعد ذريته، وقال بنفس الصوت الخافت، الحزين: عندي 6، أكبرهم جميل، يليه، سوسن.
• كرر جمال "لا أعداء لي.. لا أتهم أحد.. أناشد رئيس الجمهورية، وزير الداخلية، النائب العام، أعضاء مجلس النواب، وكل شريف في هذا البلد، أناشدكم إنقاذ بنتي".
وبمرارة كان يصعب عليه أن يخبأها قال: كلما رحت اشتكي وأقلهم في البحث الجنائي بنتي مخطوفة، يقولوا لي، لا، بنتك مختفية!؟
• بين أن تكون "سوسن" مخطوفة كما أفاد شهود عيان وهم 3 أحداث شاهدوا عملية اختطافها من الشارع القريب من بيتها.
أو تكون "سوسن" "مُختفية" طبقاً لتوصيف البحث الجنائي في تعز. ثمة خيط رفيع اسمه "العار" واسمه أيضاً "جرائم الشرف"!.
• العار .. كماشة يمنية بامتياز. كماشة تجعل الناس يبلعون مصائبهم خوفاً من العار!؟
• لكن الحقيقة التي لا تشجعها إدارة البحث الجنائي في جميع أنحاء الجمهورية على ما يبدو هي أن العار الحقيقي أن يسكت الناس حيال واقعة كهذه؛ فقط لأن "أنثى" هي التي لم تعد إلى البيت!
• كان على والد "سوسن" المختطفة، المختفية طبقاً لإدارة البحث .. أن يشكر تعاون الأخ محافظ تعز حمود خالد الصوفي لأنه وجه عبر مذكرة رقم (683) بتاريخ 19/7 مدير الأمن بسرعة القبض على الجناة واعادة الفتاة والإفادة إليه.
• وكان لزاماً علي كمواطن فحسب أن أشكر الأخ المحافظ لو أنه- ايضاَـ طلب هذا الرقم (733415607) وهمس في أذن صاحبه: لا تخاف، سوسن بنتنا أيضاً .. وأنا شخصياً أتابع موضوعها. أي خدمات؟ .. شكراً مع السلامة.
• ذلك هو جوال والد سوسن ..
• الناس في مصائب كهذه، تعيش على المعنويات .. المعنويات فحسب. والمفقود منذ 9 أيام فلذة كبد إنسان، مش مجرد "عنزة" ظلت طريق العودة إلى البيت.
• الرقم أعلاه حزين كما صاحبه، مبعثر كما مشاعرنا كأوادم تجاه بعض!
• الرقم أعلاه وحيد إلا من تعاضد ومواساة أهل الحارة في مقيل عصر كل يوم، ينتظر اتصالاً يمطئنه .. ينتظر صوتاً يمكن الاتكاء عليه في محنة كهذه، ولا شيء يرن .. عليه هو أن يطلب الأرقام، واحد مشغول .. وآخر اتصل به بعدين، وثالث، ورابع، وخامس، يحاولوا إقناعه بأن ابنته مختفية أو تشتعل دورته الدموية بما يمكن اعتباره جلباً للفضيحة وللعار!!...
• قال جمال: "الناس في الحارة واقفين معي، كل يوم يواسوني.. الناس طيبين، لكن الليل (سحب تنهيده شعرت أنها خرمت صدري أنا) كئيب.. طويل.. وأتعاطى حبوب منوم عشان أقدر أنام في انتظار سوسن الي بترجع بكرة.
• عادل السماوي من جهته طالب الجهات المعنية مضاعفة القيام بدورها في حماية المواطنين خاصة وأن خاطفي سوسن جاؤوا من محافظة أخرى إلى تعز.. خطفوا البنت وغادروا سريعاً.عادو الى مواقعهم سالمين.
قال عبدالله الشابع عضو المجلس لمديرية صالة أيضاً أن هذه الجريمة دخيلة على مجتمعنا اليمني ويجب الوقوف حيالها، وبحزم.
• سوسن..اسم عطري، والحادثة عفنة.
ووالدها جمال.. يسير الآن بقدمين واهيتين، تعبٌ من الداخل.. ولها أم حزينة كان من المفترض بها أن تشهد في المحكمة على جريمة سرقة.
لكنها الآن "تشهد الله"وهي تبكي بلا توقف، وتبحث عن شهود لعلهم يعرفون الآن أين سوسن.
# نقلاً عن"نيوزيمن"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا"

عناوين أخرى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)