حسن عبدالوارث -
•• في الوقت الذي تُقصف قرية النمل بالمدفعية الثقيلة .. فإن التلسكوب – وليس فقط العين المجردة – سيعجز عن رؤية قطيع من الفيلة!
فقد تقاطر الكلام وتكاثر الحديث عن الفساد في هذه البلاد.. وكان الموضوع – في كل الأحوال – ينحصر في وقائع خاصة بنهب المال العام .. فيما غيره من أنواع الفساد وصنوفه – وبالذات الفساد السياسي- خارج حلبة التداول أو التناول..
الامر الذي دعا إلى قيام 'جماعة ' تذود عن الفضيلة في بلد لم يعد يملك أهله من عتاد الدنيا ورماد الآخرة سوى الفضيلة الفائضة عن الحاجة !
إن الخلاعة – على أصولها – يا هؤلاء .. ليست تلك تتبدى في الملهى الليلي .. وإنما هي تلك التي تتحدى في الملهى السياسي ، الذي لا يُفتح ليلاً فحسب، وإنما على مدار الساعة !
والدعارة في الأفكار والأحزاب والصحف والخطب – بأنواعها شتى – لهي أقبح من دعارة الأثداء والأفخاذ!!
إن أخطر وأقذر أهل الدعارة والخلاعة والمجون موجودون بيننا بكل طمأنينة حال وراحة بال .. لا تقلق سكينتهم سكاكين 'الجماعة' إياها ..
إنهم يقتعدون الكراسي الوثيرة .. ويركبون التمساحة والخنزيرة .. لا شائبة رسمية في سريرتهم والسيرة .. ولا لحية تقترب منهم ولا ضفيرة ..
قد القوا الرماد في وجوهنا فاختلت عنهم البصيرة !!
[email protected]