الميثاق نت - محمد الجرادي - - المراهنة على الجماهير لا تتحقق بالتصريحات او البيانات او الشعارات.. انها تتحقق بمقدار الاقتراب بالفعل من همومها وقضاياها، كما تتحقق بمقدار ما تلمسه من الأمن والاستقرار في حياتها اليومية.
- ليست المسألة صحفاً وبيانات.. هذا ما تراهن عليه احزاب المعارضة «لمشترك»في اثبات اصطفاف الجماهير -بحسب زعمها- خلف مشروعها «الاصلاحي» ومسيرة «التغيير» في استحقاق ديمقراطي كبير قادم.
انه خداع للذات، وقفز على الواقع، كل ذلك تمارسه «المعارضة» ضد نفسها اولاً وضد من تعتقد انهم في صفوفها من الجماهير..!
- تخطئ المعارضة وقياداتها في الاعتقاد بأن الجماهير لها نفس تركتها الثقيلة من الغباء.. الجماهير تدرك استغلال «المعارضة» لها، وتدرك عدم مصداقية ماتطرحه.. ثم انها ماتزال اسيرة البحث عن مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة.
- ولعل كثيراً من الشخصيات السياسية المحسوبة على المعارضة او الشخصيات المستقلة تذهب الى تأكيد غياب هذه الاحزاب عن الجماهير.. وان علاقتها بها لا تتعدى «الموسم الانتخابي» او المزايدة باسمها للابتزاز والكسب السياسي والحزبي الرخيص.
- اسبوعية «الوسط» في عددها الفائت نقلت عن الاستاذ عبدالله سلام الحكيمي قوله ان احزاب المعارضة ليست غائبة عن جماهيرها فحسب بل هي للاسف الشديد غائبة حتى عن قواعدها انها في واد وجماهير الشعب في وادٍ آخر..
وأكد الاستاذ الحكيمي في حديثه للصحيفة ان هذه الاحزاب اختزلت ديناميكيتها ككيان في المستوى القيادي الأعلى للحزب واقتصر دورها على المباحثات والاتفاقات التساومية مع «الحاكم» والبيانات وبعض الصحف.. اما بهدف ضمان استمرار الحصول على مصالح شخصية او عامة ضيقة.. مرتبات، درجات علاجات.. منح للابناء، وظائف، سيارات، سفريات.. الخ.
اما ما خلا ذلك فلا تكاد تجد له اثراً إلاّ فيما ندر.
- ولم يستبعد الحكيمي - في ضوء موقف احزاب المعارضة من الانتخابات القادمة حدوث سلسلة من ردود الافعال والتمردات داخل قواعدها قد تتمثل في انشقاقات وتشظ فيها.
- الحكيمي الذي أكد نيته اعتزال السياسة، بعد اسابيع قليله من سحب طلبه الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، اوضح في سياق آخر ان احزاب «المشترك» اوحت باختيارها لمرشح رئاسي من خارج قياداتها بعدم رغبتها في خوض مواجهة انتخابية جادة وحقيقية..
وقال ربما لا ادري ان كان اختيارها هذا حلاً وسطاً بين المواجهة الحامية والصفقة المائعة..!
|