موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الأربعاء, 13-أغسطس-2008
الميثاق نت -                   د/عبدالعزيز المقالح -

حينما يتوقف قلب الشاعر يتوقف نبض الحياة، وتتوقف موسيقى الكون، ويتلاشى الضوء في الآفاق. هكذا أحسست حين تلقيت النبأ الصاعق، نبأ مفارقة الشاعر الكبير محمود درويش للحياة. كان الأستاذ خالد خليفة المذيع في الـ"بي بي سي" البريطانية أول من نقل إليَّ الخبر الصاعق عبر الهاتف طالباً ــ والأسى يغمر كلماته الهامسة ــ أن أقول شيئاً عن هذا الشاعر الكبير، الذي ملأ حياتنا بوجوده شعراً جميلاً ونثراً بديعاً ومواقف لا تنسى. صدمني النبأ، زلزلني، اعتبرته خبراً مختلقاً لا أساس له من الصحة، إذ كيف تغيب الشمس في رائعة النهار، وكيف يتوقف نبض الشعر فجأة.
أتذكر أن الأخبار كانت تحمل إلينا بين حين وآخر أن قلب محمود يعاني، وأنه دخل المستشفى، لكنه كان دائماً يغادر المستشفى صحيحاً معافى، وبقوة إيمانه أولا ثم بالشعر ثانيا يتغلب على معاناة قلبه المهموم والمسكون بأكبر قضية تؤرقنا جميعا، لذلك أكرر القول إنني لم أصدق ولم أقبل بالنبأ الصاعق الذي يقول أن محمود درويش قد فارق الحياة. ثم إذا صح النبأ وثبت أن محمود فارق الحياة، فماذا يمكن للكلمات أن تقول عن شاعر كبير ملأ حياتنا بإبداعه، وكان واحداً من أهم شعراء العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. نعم في هذه اللحظة الحزينة, لحظة وداع الأمة العربية للشاعر الكبير شاعر القضية وشاعر الشعر في أصفى تجلياته ماذا يمكن أن يقال، وكيف تستطيع الكلمات المرتبكة أن تودعه أو ترثيه؟!
رحل إذاً محمود، رحل شاعر القصيدة العربية في صورتها الحديثة القادرة على إقامة الجسور بين الشاعر والقارئ، بين القصيدة والجمهور.
رحل لكنه يعرف قبل قرائه وأصدقائه أنها غيبة مؤقتة عابرة أو معبر لخلودٍ وحضورٍ دائم كثيراً ما حكى عنه في شعره, بل اختصره ببلاغة حين وضع عنوان أحدث كتبه (في حضور الغياب)، ولكي نتأمل العنوان أولاً ونقف عنده طويلاً، وهو: "محمود درويش في حضرة الغياب" ونتساءل: هل كان محمود من خلال اختياره لهذا العنوان المثير يستشعر قرب الرحيل؟ سؤال يشغلني ولا بد أن يشغل الكثيرين الآن، أكثر من أي وقت مضى، بعد أن صار محمود درويش حقاً في حضرة الغياب، لكنه غياب يؤكد الحضور، بل الحضور الأكبر وأعني به حضور محمود في شعره وفي مواقفه وفي كتاباته وفي إنسانيته، تلك التي جعلت منه واحداً من أحب الشعراء إلى الجماهير العربية، وجعلت شعره وكتاباته تترجم إلى أكثر من عشرين لغة.
ولا أخفي بالمناسبة، أن من آخر أمنيات الشاعر الكبير أن يزور صنعاء، ويمضي بها وقتاً طويلاً يتجول في أحيائها. ويتذكر طفولته في مدينة حيفا، تلك المدينة التي تعاني من الأسر ويعاني منه أهلها الذين ثبتوا في مكانهم كما تثبت البيوت والأشجار في مكانها لا تتزحزح، انتظاراً لزمن قريب يعود فيه من هاجر من أهلها وفي مقدمتهم شاعرها الذي ظل يحن إلى ربيعها الجميل:
مر الربيع بنا
لم ينتظر أحداً
لم تنتظرنا عصا الراعي
ولا الحبقُ.
غنّى، ولم يجد المعنَى
وأطْرَبَه
إيقاع أغنية ضاقت بها الطرقُ.
سلام الله عليه وطاب حياً وميتاً, ولا عزاء لفلسطين التي يتقاتل أبناؤها بخناجر أعدائهم من أجل الفوز بسلطة وهمية هي إلى سراب الصحراء أقرب منها إلى أي شيء آخر.

الشاعر علي المقري في روايته الأولى "طعم أسود.. رائحة سوداء":
صدرت هذه الرواية البديعة للشاعر الناقد علي المقري، عن دار الساقي في بيروت, وهو يتناول فيها جوانب من حياة شريحة مهمشة في واقعنا هي شريحة الأخدام، وما يعانونه من حرمان وصعوبة في الاندماج في المجتمع الذي ظل إلى وقت قريب عرضة للفوارق التراتبية والامتيازات العفوية. الرواية عمل فني بديع، وهي الأولى من ثلاثية تتناول واقع الفئات المهمشة في هذه البلاد.
تأملات شعرية:
هل اختاره الموت
أم حملته القصيدةُ
فوق بساطٍ من الضوء والكلماتِ
إلى عالمٍ ليس يقتتل الأهلُ فيه
ولا الأصدقاء؟!
يا رفيق المحبةِ والشعر
ماذا رأيتَ هناك؟
وكيف الحياةُ بعيداً
عن الحزنِ و"الأعدقاء"؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)