الميثاق نت -
رغم تواجد الطب الحديث وتوفر المستحضرات الطبية إلا أن التداوي بالأعشاب يعد من الظواهر العريقة والمنتشرة في اليمن.
وأكدت العديد من الدراسات أن ازدهار طب الأعشاب في اليمن يعود إلى تنوع وغزارة الغطاء النباتي حيث يوجد في اليابسة فقط أكثر من 3 آلاف نوع من النباتات فيما يبلغ عدد النباتات المتوطنة التي لا يوجد لها مثيل في أي مكان بالعالم 415 نوعا نباتيا منها 236 نوعا في جزيرة سقطرى فقط حيث تسمى الجزيرة جزيرة النباتات الفريدة والنادرة والتي تعالج الكثير من الأمراض كشجرة دم الأخوين والصبر السقطري ونباتات أخرى لم تستغل علميا بعد.
وأفادت مصادر طبية يمنية أن النباتات الطبية تحتوي بعض أو كل أجزائها على مواد فعالة ذات قيمة علاجية وهي تستخدم في صورة جذور أو سيقان أو أوراق أو ثمار أو بذور أو عصارة أو على شكل أعشاب كاملة كما هو متبع في الطب الشعبي أو تستخدم بصورة مركزة بفضل موادها الفعالة التي تدخل في تركيب الكثير من المستحضرات الدوائية.
وكشفت مصادر يمنية أن هذه النباتات الطبية التي تزخر بها اليمن تعالج العديد من الأمراض مثل أمراض الضغط والقلب والسكر والكبد وأمراض السرطان المختلفة وأمراض المعدة والشرايين إضافة إلى الأمراض الجلدية والروماتزمية المستعصية.
وتتعدد أسماء وأنواع الأعشاب الطبية والعطرية في اليمن وتنتشر في مساحات شاسعة وبيئات مختلفة مثل / دم الأخوين / وهي شجرة يستخرج من جذعها مادة تستخدم في الطب الشعبي لإيقاف النزيف وعلاج حالات المغص ونبات / الفنكا / الذي يقال أنه يعالج بفعالية أمراض السرطان خاصة سرطان الدم لدى الأطفال ونبات يدعى / فاحطة / وهو عشب معمر له أسماء متعددة ويستخدم في علاج تنظيم الدورة الدموية ونبات / الكندر / الذي يستخدم منقوعه لعلاج السعال والتهاب الحنجرة ونبات الصبر وهو نبات عصاري متوطن في اليمن فقط يستخدم شعبيا في علاج أمراض العيون, بالإضافة إلى نبات الريحان والنعناع وحب الرشاد والسرو والسنامكي والمريمرة والبابونج والحنة والعرعر وغيرها من النباتات التي تستعمل في علاج العديد من الأمراض.
وتزخر المدن اليمنية بالعشرات من عيادات العلاج بالأعشاب التي تكتظ بالكثير من المرضى الذين يفضلون العلاج بالطب الشعبي ويعتقدون كثيرا في العلاجات الطبيعية.
ورغم أن أصحاب عيادات العلاج بالأعشاب أشاروا إلى معالجتهم الكثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث أمامها ولفتوا إلى أن هذا النوع من العلاج يمتاز بعدم حدوث أية أعراض جانبية أو آثار ضارة على صحة الإنسان مثل التي يسببها أحيانا العلاج الكيميائي , إلا أن أطباء متخصصون وباحثون وصيادلة حذروا من عشوائية العلاج بالأعشاب ومن مخاطر استعماله الخاطىء.
وأكدوا أن عشوائية العلاج بالأعشاب بدون مقاييس علمية صحيحة يضر بصحة الإنسان ضررا بالغا قد يؤدي بحياته نظرا لاحتواء بعض تلك الأعشاب على مواد سامة وخطيرة.
وبهدف تحقيق الحد الأقصى لسلامة المرضى من مستخدمي الأعشاب الطبية الطبيعية أوصى الأطباء المعالجين والصيادلة والباحثين بضرورة الاهتمام بالتنوع النادر للنباتات في اليمن والذى يعد مرتعا خصبا للبحث العلمي.
*عن وكالة الأنباء السعودية