حسن عبدالوارث -
●● ثمة عجينة من القمح الخالص .. أُضيفَ إليها قدرٌ موزون من الملح والسكر والأوزون .. وخُلطتْ بنسبة مضبوطة من صافي الماء ونقي الهواء .. ومُِنحتْ صبغة طبيعية من قَطْر الورد البلدي ورحيق الياسمين الندي .. أُخذتْ الخلطة إلى فرن فهرنهايتي حساس للغاية .. ووُضعتْ تحت درجة حرارة معتدلة جداً ، لفترة لا تُقاس بدقَّات الساعة ، إنما بنبضات القلب .. حتى أستوت ونضجت وطابت تماماً ، وحتى صارت شهية إلى أبعد حد.. لم يتفق إثنان على تسمية ما للخلطة ، أو توصيف لها متفق عليه .. لا بلغة المصطلحات ، ولا في قاموس الأرقام والحروف ، أو حتى الإشارات .. H ف 7 علىn ك 9 .. أو : س 16 w في ب 21ص 33 .. ولا كان لها أي ارتباط بكلوريد الصوديوم ، ولانترات البوتاسيوم، أو شذرات المغناسيوم، ولا كربوها يدرات المنجنيز.. ليست من فئات الخبز ، ولا هي من صنوف الحلوى .. إنها من أكثر الأشياء حميمية ،أو انها أرقى وأنقى الأحاسيس البشرية ..قد ترتقي – في لحظة منفلتة من مدار اللحظة الإستثنائية – إلى مصاف ميثا فيزيقي نادر الوجود .. أو قد تتوافر بكثرة في حالة وعي ، أو مساحة وجدان ، بالغة الندرة .. إنَّي لأري أفكاراً قد اينعت ، وحان قطافها!!
[email protected]