الميثاق نت -
حاوره -محمد انعم -
الانسي :القاعدة في اليمن تلقت ضربات موجعة ولا نستبعد تورطها في أعمال القرصنة
حذر رئيس جهاز الأمن القومي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية علي محمد الآنسي من تزايد الأعمال الإرهابية التي ينفذها القراصنة في البحر الأحمر وخليج عدن .
وقال الانسي إن أعمال القرصنة في خليج عدن، ومداخل البحر الأحمر شكل آخر من أشكال الإرهاب، معتبراً أن عمليات القرصنة التي تقوم بها بعض العناصر الإرهابية في المياه الإقليمية الصومالية نتاج للأوضاع التي تعيشها الصومال وما تشهده من تمزق وحروب داخلية
ولم يستبعد رئيس جهاز الأمن القومي في اليمن استغلال تنظيم القاعدة للأوضاع في الصومال لممارسة أنشطته الإرهابية"لا نستبعد أن تكون القاعدة قد وجدت بيئة ملائمة لها في الصومال لممارسة أنشطتها الإرهابية حيث سبق لتنظيم القاعدة أن حث عناصره للتوجه نحو السيطرة على المنافذ البحرية ونقل المعركة إلى البحر كما جاء في بيان لهذا التنظيم في ابريل الماضي تحت ما أسماه (الإرهاب البحري ضرورة إستراتيجية).
وأضاف الانسي: وحتى الآن لا توجد مؤشرات يمكن من خلالها الربط بين أعمال القرصنة وما يجري من أعمال إرهابية على الأرض من حيث الجهات المدبرة، إلا أن السمة النهائية لهذه الحوادث هو الإرهاب .
وأوضح المسئول الأمني أن قوات خفر السواحل اليمنية تبذل جهوداً متميزة في مكافحة أعمال القرصنة وقد تمكنت من إنقاذ عدة سفن من بينها سفينة سعودية كان قد تم السطو عليها مؤخراً.
وأشار الانسي إلى أن هناك توجه دولي لزيادة دعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب معيداً ذلك إلى أن اليمن يعد شريكاً فاعلاً مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن الدعم الحالي لم يصل إلى المستوى المطلوب، ويتطلب الموقف مزيداً من الدعم الاقتصادي الإقليمي والدولي للحد من ظاهرة الفقر والإسراع في التنمية وكذا المزيد من التعاون لتجفيف منابع الإرهاب.
ووصف رئيس جهاز الأمن القومي العمليات الإرهابية التي شهدتها اليمن مؤخراً بانها نوع من الثار والانتقام ضد اليمن من قبل تنظيم القاعدة بعد النجاحات المتتالية التي حققتها الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، وبشكل خاص ضد خلايا تنظيم القاعدة في العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذها ومنها ما حدث في مأرب بتاريخ 8-8-2007م أو في تريم حضرموت بتاريخ 11-8-2008م ومقتل الإرهابي حمزة القعيطي وعدد من أتباعه .
وقال الانسي:ان العملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الأمريكية بصنعاء مؤخراً تعتبر فاشلة بكل المقاييس، حيث لم يتمكن الإرهابيون من الوصول إلى هدفهم بسبب يقظة رجال الأمن واستبسالهم في التصدي لتلك العناصر الإرهابية مقدمين أرواحهم الطاهرة والزكية في سبيل الواجب.
مشيراً في مقابلة نشرتها صحيفة الميثاق ويعيد نشرها إلى إن التحقيقات جارية مع من تم القبض عليهم ممن يشتبه بضلوعهم في هذه الجريمة وسيتم الكشف عما يتم التوصل إليه في حينه.
وفيما يلي نص المقابلة
* استطاعت أجهزة الأمن أن توجه ضربة قوية للإرهابيين سواء في عملية تريم أو إفشال مخططهم الإجرامي الذي استهدف السفارة الأمريكية.. فكيف تقيمون هذا التحول في المواجهة.. وما الجديد الذي تقوم به القوات الأمنية للقبض على العناصر الإرهابية التي تقف وراء جريمة السفارة الأمريكية الأخيرة؟
- نعتقد أن الأمر لا يتعلق بتحول في أسلوب المواجهة بقدر ما يعني ويؤكد اليقظة العالية والجاهزية المرتفعة للأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب أينما كان على أرض الوطن وعدم السماح له بأن يستوطن هذه الأرض الطيبة أو يلوث عقول بعض الضعفاء من أبناء الوطن.. ولعل النجاحات المتتالية التي حققتها الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب، وبشكل خاص ضد خلايا تنظيم القاعدة في العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تخطط لتنفيذها ومنها على سبيل المثال ما حدث في مأرب بتاريخ 8-8-2007م أو في تريم حضرموت بتاريخ 11-8-2008م ومقتل الإرهابي حمزة القعيطي وعدد من أتباعه وقد تم توجيه ضربة موجعة ضد تلك الخلايا.. الأمر الذي عزز موقف اليمن ومشاركتها للدول في مكافحة الإرهاب ونتيجة لهذه النجاحات الملموسة استمرت القاعدة في محاولات تنفيذ عمليات إرهابية كنوع من الثأر والانتقام.. إلا أن عملياتها دائماً ولله الحمد تبوء بالفشل أمام يقظة الأجهزة الأمنية.
أما فيما يتعلق بالعملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الأمريكية بصنعاء مؤخراً فإنها تعتبر فاشلة بكل المقاييس، حيث لم يتمكن الإرهابيون من الوصول إلى هدفهم بسبب يقظة رجال الأمن واستبسالهم في التصدي لتلك العناصر الإرهابية مقدمين أرواحهم الطاهرة والزكية في سبيل الواجب، كما قامت الأجهزة الأمنية وبسرعة قياسية بملاحقة والقبض على عدد من العناصر المشتبه بها في هذه العملية وتعقب كل المتورطين من قريب أو بعيد حتى ينالوا جزاءهم العادل، وبطبيعة الحال فإن التحقيقات جارية مع من تم القبض عليهم ممن يشتبه بضلوعهم في هذه الجريمة وسيتم الكشف عما يتم التوصل اليه في حينه.
وما من شك أن ظاهرة الإرهاب دخيلة على مجتمعنا الذي يمقت هذه الظاهرة التي تتعارض مع قيمه وعاداته وأخلاقه ومعتقداته وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ولذلك فإن الإرهابيين ليس لهم هدف غير القتل والانتحار، حيث قُتل عدد من الجنود والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، وديننا الإسلامي يحرم قتل الإنسان بدون وجه حق.. قال تعالى: »ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق« صدق الله العظيم، ولذلك نقول: إن هؤلاء الإرهابيين لا يحملون من الدين إلا اسمه وأنهم أشد ضرراً على الإسلام والمسلمين من غيرهم.
* يلاحظ أن الإرهابيين قد تلقوا ضربات موجعة ولهذا أصبحوا يستهدفون المواطنين ورجال الأمن بدرجة أساسية والمنشآت المهمة.. فكيف تقرأون هذا التحول في تكتيكهم الإجرامي؟
- إن استهداف المواطنين ورجال الأمن والأطفال يدل على حالة اليأس والإحباط التي وصل إليها الإرهابيون، فعلاوةً على أنهم يفتقرون لأي مقومات إنسانية أو دينية أو أخلاقية فهم يشعرون أنهم معزولون ولا يحظون بأي تعاطف من المجتمع، ولذلك يحاولون استهداف الجميع من »رجال أمن، ومواطنين، وأطفال، ونساء..« والدليل على ذلك حادثة الاعتداء الإرهابي على مدرسة 7 يوليو بقذائف هاون في صنعاء في شهر مارس 2008م والتي راح ضحيتها تلميذة وإصابة 4 جنود و 15 طالبة من المدرسة، وقد بررت العناصر الإرهابية عمليتها هذه بأنها عملية ثأر لعناصرها المعتقلين وكذا الذين قُتلوا على أيدي القوات اليمنية وغيرها من العمليات التي تستهدف أبرياء ومواطنين وآخرها ما تعرضت له السفارة الأمريكية مؤخراً، حيث أن الضحايا الذين سقطوا هم مواطنون مسالمون لا ذنب لهم، كل ذلك يثبت عجز تلك العناصر وفشلها.
* معظم المتورطين في أعمال إرهابية هم من المناطق الريفية.. وتحديداً من المناطق الأكثر عزلة وإهمالاً.. باعتقادكم هل آن الأوان لتضع الحكومة إستراتيجية لتنمية المناطق النائية كجزء من مكافحة الإرهاب بتجفيف منابعه؟
- نعتقد أن معظم المتورطين في الإعمال الإرهابية هم من المغرر بهم - سواء أكانوا من المناطق الريفية او الحضرية - والذين يتم استغلالهم سواءً لجهلهم بالدين أو لسوء أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، ولذا فإن الفقر هو أحد الأسباب الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في انتشار ظاهرة الإرهاب في اليمن وغيرها من بلدان العالم، ومع ذلك فإن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ رئيس الجمهورية - حفظه الله - قد أولت المناطق النائية اهتماماً بالغاً حيث وجه فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله- بالتركيز على هذه المناطق واستيعاب الأسر الفقيرة ضمن شبكة الضمان الاجتماعي، إضافة إلى ذلك اتجهت الدولة نحو تبني المراكز الصيفية عبر عدد من الوزارات المعنية مثل والتربية والأوقاف والشباب والرياضة كخطوة تستهدف العمل على تنوير الشباب واستغلال أوقات فراغهم حتى لا تتلقفهم الجماعات المتشددة، كما أن التوجه نحو بناء الجامعات يأتي في سياق القضاء على الجهل والذي يعتبر الأرضية الخصبة لنمو الأفكار المتشددة، إلا أن كل ذلك في اعتقادنا ليس كافياً ما لم تبادر الدول الغنية إلى اتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الأوضاع في الدول الفقيرة تكون داعمة للإجراءات التنموية والأمنية وتقلص من فرص الإرهابيين في جذب أنصار جدد لهم.
* هل هناك ربط بين الأعمال الإرهابية وبين أعمال القرصنة في البحر والتي تجعل اليمن في محيط دائرة إرهابية.. أم أنها الصدفة وراء تزامن هذه الأعمال الإرهابية وليست مخططة؟
- القرصنة في خليج عدن، ومداخل البحر الأحمر شكل آخر من أشكال الإرهاب، ولاشك أن عمليات القرصنة التي تقوم بها بعض العناصر الإرهابية في المياه الإقليمية الصومالية هي في حقيقة الأمر نتيجة للأوضاع التي تعيشها الصومال وما تشهده من تمزق وحروب داخلية وهي أوضاع تسهم بشكل مباشر في أن يكون هذا البلد الشقيق مرتعاً خصباً وملاذاً آمناً لعناصر القاعدة، ولا نستبعد أن تكون القاعدة قد وجدت بيئة ملائمة لها في الصومال لممارسة أنشطتها الإرهابية حيث سبق لتنظيم القاعدة أن حث عناصره للتوجه نحو السيطرة على المنافذ البحرية ونقل المعركة إلى البحر كما جاء في بيان لهذا التنظيم في ابريل الماضي تحت ما أسماه (الإرهاب البحري ضرورة إستراتيجية)، وحتى الآن لا توجد مؤشرات يمكن من خلالها الربط بين أعمال القرصنة وما يجري من أعمال إرهابية على الأرض من حيث الجهات المدبرة، إلا أن السمة النهائية لهذه الحوادث هو الإرهاب ، وفي هذا الصدد نود الإشارة إلى أن القوات الدولية وقوات خفر السواحل اليمنية تقوم بمكافحة أعمال القرصنة، كما تسعى اليمن الى إنشاء عدد من مراكز السيطرة لمكافحة القرصنة بالتعاون مع عدد من الدول للقضاء على هذه الظاهرة، ولاشك أن قوات خفر السواحل في بلادنا تبذل جهوداً متميزة وتلعب دوراً مهماً في مكافحة هذه الظاهرة حيث تمكنت من إنقاذ عدة سفن من بينها سفينة سعودية كان قد تم السطو عليها وهذا يضاف الى رصيد الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب وسواء أكان برياً أو بحرياً فأضراره كارثية على اليمن وبلدان العالم قاطبة، ولعل عمليات القرصنة في البحر من قبل صوماليين تؤكد وجهة نظر اليمن الداعمة لاستقرار الصومال وبما لا يجعل من هذا البلد ملاذاً آمناً لعناصر القاعدة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود لإحلال المصالحة في هذا البلد الشقيق.
* تواجه اليمن الإرهاب دون دعم إقليمي وخارجي.. ويعاني شعبنا من الفقر وغير ذلك.. صراحةً هل هناك تغير في المواقف لدعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب؟
- حقيقة أن هناك توجهاً دولياً لزيادة دعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب باعتبارها شريكاً فاعلاً مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، حيث إن الدعم الحالي لم يصل إلى المستوى المطلوب، ويتطلب الموقف مزيداً من الدعم الاقتصادي الإقليمي والدولي للحد من ظاهرة الفقر والإسراع في التنمية وكذا المزيد من التعاون لتجفيف منابع الإرهاب.
* يشعر المواطن اليمني بالخيبة عندما يجد أن اليمن تواجه الأنشطة الإرهابية بقوة، بينما الدول الغربية مشغولة بنقل موظفي سفاراتها أو تحذير مواطنيها من عدم زيارة اليمن، أو عدم تشجيع الشركات الاستثمارية لديها لإقامة مشاريع استثمارية في اليمن.. كيف تعلّقون على هذا؟
- إن أي عمل استثماري يحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة، ومن الطبيعي أن تخلق الأعمال الإرهابية أجواء غير مشجعة على الاستثمار وتدعو إلى إحجام المستثمرين عن تنفيذ مشروعاتهم في بلادنا لأنه كما يقال: »رأس المال جبان« ، وبالتالي فوجود مثل هذه الأعمال الإرهابية لاشك يؤثر سلباً على المشاريع الاستثمارية التي تأتي من الخارج.
ومن المعلوم أن الإرهاب يستهدف بدرجة رئيسية التنمية، وهذا هو الدافع وراء استهدافه للكيانات الاقتصادية ومنها: القطاع النفطي ، والقطاع السياحي.. الخ، ولعل ما يمكن التأكيد عليه هو ان التحذيرات التي تصدرها أحياناً بعض السفارات الصديقة يستفيد منها الإرهاب لشعوره بتحقيق أهدافه ومراميه في ضرب المصالح الاقتصادية وتخويف الأجانب، مع ان اليمن قيادة وحكومة وشعباً حريصة أشد الحرص على أرواح المواطنين الأجانب والمقيمين بيننا ونحن لا نرى ضرورة لمثل تلك الإنذارات والتحذيرات التي تشعر الإرهابيين بأنهم قد حققوا أهدافهم.
*كلمة أخيرة تود قولها؟
- لا يسعنا هنا إلا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لأبطال القوات المسلحة والأمن الذين يقدمون أرواحهم الطاهرة فداء للوطن وأمنه واستقراره ، وأسأل المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء من أمنيين ومواطنين بواسع رحمته ورضوانه، وأن يجنب اليمن كل مكروه.