لقاء/ أحمد المخلافي -
أصبح النفط يشكل عنصراً مهماً في الاقتصاد القومي لأي بلد في زمن أصبح البترول عصب الحياة المتطورة ورئة العالم الذي يتنفس بها، وقد أدركت القيادة السياسية في اليمن ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هذه الأهمية للنفط وأولتها اهتماماً خاصاً منذ الوهلة الأولى لتولي فخامة الرئيس مقاليد الحكم.
دائماً ما تبحث الأنظمة في دول العالم عن الشخصيات المؤهلة ذات الكفاءات العالية التي يمكنها أن تحافظ على الذهب الأسود وبه تعمل على تطور ونهوض بلدانها.
الأخ أحمد عبدالله دارس- الوكيل المساعد للشئون المالية والإدارية في وزارة النفط والمعادن.. التقته «الميثاق» وناقشته حول مجمل القضايا فإلى الحصيلة:
لقاء/ أحمد المخلافي
> يعد التأهيل للكادر العامل في الحقول الاستكشافية والإنتاجية النفطية مهماً جداً إلى أين وصلت وزارة النفط في عملية تأهيل الكادر اليمني، وما الخطط والدورات التي تبنتها؟
- نولي في وزارة النفط والمعادن الكادر المحلي العامل فيها اهتماماً كبيراً لأهميته فهو عصب العمل وأمل المستقبل اليمني الراقي، لهذا تعمل وزارة النفط على تأهيله ليكون مسايراً للعصر الذي يتطور كل يوم، وقد أعدينا استراتيجية بهذا الخصوص للعام 2006-2010م، ضمناها خطط الوزارة ووحداتها ومكاتبها، وفيها حددنا عدد الكادر المطلوب تأهيله خلال السنوات الخمس القادمة على المستويين الداخلي والخارجي، كما عملنا على تحديد التصنيفات التي نحتاجها للكادر.
إضافة إلى ذلك عملنا على إعداد خطة سنوية منفصلة ومفصلة للهيئات والمؤسسات والشركات التابعة للوزارة حددنا فيها برامج التدريب والتأهيل الداخلي والخارجي..وقد تم إعادة تشكيل لجنة التدريب وتم دمجها وتنسيقها مع مركز التدريب النفطي بحيث تشمل جميع مديري التدريب في جميع الوحدات التابعة لوزارة النفط والمعادن.. ووضعنا من أجل ذلك الضوابط والمعايير الخاصة بتنفيذ التدريب سواءً تلك التي يتم تنفيذها داخل اليمن أو التي تنفذ في الخارج.
ووضعنا معايير تقييمية للتدريب وقياسات العائد التدريبي للكادر المتدرب وبرامج التدريب واختيار المراكز التي يتدرب فيها إضافة إلى الحوافز التي يحصل عليها لهذا حرصنا على وضع ضوابط ومعايير فيما يخص الجانب الأكاديمي حسب الاحتياج، ومنحنا مديري التدريب الصلاحيات لتسهيل عملية التدريب.
يمننة الوظائف
> أكد فخامة الرئيس على يمننة الوظائف النفطية.. ما طموحاتكم في هذا المجال؟
- من أولوياتنا يمننة الوظائف في الشركات العاملة في قطاع النفط والمعادن والارتقاء بالعمالة اليمنية إلى المستوى المطلوب القادرة على إدارة مثل هذه الشركات، وقيادة وزارة النفط والمعادن تولي الخطة المتعلقة في رفع نسبة يمننة الوظائف في تلك الشركات إلى 90٪ خلال الفترة القادمة، وكنا قد كشفنا أيضاً عن رغبة الحكومة في إنشاء شركات وطنية مؤهلة وإحلالها محل الشركات العالمية لاستلام القطاعات النفطية في اليمن بعد انتهاء فترة عملها، أسوة بشركة صافر التي حلت محل شركة هنت بعد انتهاء فترة عملها أو الدخول كشريك قوي مع تلك الشركات العالمية في أبسط الحالات، ونؤكد على وجود طموح كبير لنا في إيجاد شركات وطنية لاستلام قطاع النفط والغاز، وقد كانت شركة صافر نموذجاً وطنياً شجع الحكومة على إعطاء الثقة للكادر اليمني لإدارة الشركات النفطية ونحن اليوم لدينا ورش داخلية لاستلام القطاعات النفطية من الآن وليس الانتظار حتى انتهاء الاتفاقيات الموقعة مع الشركات العالمية.
> هل لديكم تواصل خارجي لتولي الإشراف على اليمننة؟
- الوزارة أوجدت مؤخراً علاقة مع وزارة البترول في جمهورية مصر العربية للعمل على يمننة الوظائف لأن الكادر اليمني قد أثبت قدرته على إدارتها.
وادي مدن
> مايزال نشاطكم كوزارة للنفط وللمعادن.. إلاّ أننا لم نلمس من الآخير حتى الآن أي شيء؟
- بالنسبة لمعدن الذهب لايزال البحث وأعمال التنقيب عليه في وادي مدن منذ عام 2005م، والمنطقة تحت امتياز شركة ثاني دبي للتعدين وهي شركة إماراتية حيث كانت قد نفذت خلال عام 2005م دراسات استكشافية باستخدام صور الأقمار الصناعية لمتابعة امتداد الخام ومن خلال نتائج هذه الدراسة ونتائج التحاليل المختبرية لعدد من العينات وتتوقع الشركة بأن احتياطي الخام سيزداد بنسبة 20-25٪ عما كان عليه سابقاً حيث يبلغ الاحتياطي التجاري السابق (678152) طناً بدرجة تركيز 15جم/ طن والفضة 9.24جم/ طن.
وخلال النصف الأول من عام 2006م، قدمت الشركة برنامجاً لتطوير منجم وادي مدن والذي يشمل أعمال حفر لآبار جديدة لمتابعة امتداد وعمق الخام وتقدير الاحتياطي المؤكد تقريباً.
ونظراً لما ابدته هذه الشركة من نشاط كبير، فقد تم منحها أيضاً نهاية عام 2005م منطقة امتياز وادي شرس- حجة عام 2004م لتمعدنات الذهب والمعادن الأخرى والتي تم اكتشافها من قبل الفريق اليمني وخلال النصف الأول من عام 2006م، نفذت الشركة دراسات استكشافية أظهرت نتائج مشجعة وستبدأ الشركة بحفر آبار استكشافية خلال الأيام القليلة المقبلة لمتابعة امتداد وعمق الخام.
وبالنسبة لبقية المعادن كتمعدنات محافظة حجة تحت امتياز شركة كانتكس الكندية منذ عام 1997م، ونفذت الشركة دراسات تفصيلية جيولوجية وجيوكيميائية وحفر آبار استكشافية وقدر الاحتياطي الجيولوجي عام 2000م، (31.1) مليون طن بدرجة تركيز (1.04) جم/طن وخلال عام 2005-2006م نفذت الشركة أعمال حفر إضافية بلغت (40) بئراً بعمق إجمالي 3460 متراً لمتابعة امتداد وعمق الخام وتقدير الاحتياطي.
وتتوقع الشركة زيادة احتياطي الخام إلى 40 مليون طن وهي الآن تبحث عن شريك من قبل أية شركة عربية أو أجنبية لاستغلال الخام.
في حين تمعدنات النحاس والنيكل ومجموعة عناصر البلاتين بمنطقة سوار محافظة عمران.. فالمنطقة أيضاً تحت امتياز شركة كانتكس الكندية منذ عام 1997م، التي نفذت فيها دراسات تفصيلية جيولوجية وجيوكيميائية وحفر آبار استكشافية وقدر الاحتياطي الجيولوجية عام 2000م بأربعة ملايين طن درجة تركيز 0.52٪ نحاس، 1.40٪ نيكل، 0.66٪ كوبلت بالإضافة إلى نسب بسيطة من البلاتين والبلاديوم.
وقامت خلال عام 2005م بأعمال حفر إضافية وتتوقع الشركة زيادة احتياطي الخام وهي الآن تبحث عن شريك لاستغلال الخام.
بينما تمعدنات الزنك والرصاص والفضة منطقة الجبلي (نهم) محافظة صنعاء.. المنطقة تحت امتياز شركة صلب للتعدين منذ عام 1997م، وهي شركة مشتركة مكونة من شركة زينكوس البريطانية بنسبة 60٪ وشركة ميناركو الأمريكية بنسبة 20٪ وشركة انسان ويكفس حضرموت اليمنية بنسبة 20٪، ويبلغ احتياطي ا لخام 12.6 مليون طن بدرجة تركيز 0.9٪ زنك 1.2٪ رصاص 6.9٪ جم/ طن فضة.
وعلى ضوء دراسة الجدوى الاقتصادية لاستغلال الخام التي أعدتها الشركة تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية استغلال الخام وتم رفعها إلى المجلس الاقتصادي بمجلس الوزراء للمصادقة عليها ورفعها إلى مجلس النواب، وسيبدأ استغلال الخام فور مصادقة مجلس النواب على الاتفاقية وبهذا سيكون أول منجم في اليمن مستغل للزنك والرصاص والفضة.
> .. وماذا بشأن النحاس والنيكل؟
- نفذت دراسات جيولوجية وجيوكيميائية وحفر آبار استكشافية منجمية لمعدن النحاس والنيكل في منطقة الحامورة بمحافظة تعز من قبل الفريق الروماني خلال الفترة 1980-1984م، وقدر احتياطي الخام المؤكد 4.1 مليون طن بدرجة تركيز (0.57) نحاس 0.39٪ نيكل، 2.94٪ تيتانيوم.
والمنطقة حالياً مفتوحة للاستثمار وفي إبريل من عام 2006م تقدم وفد من سلطنة عمان بمذكرة تفاهم لمنح الجانب العماني ترخيصاً للقيام بدراسات استكشافية إضافية في المنطقة ومن المتوقع البدء بالقيام بتلك الدراسة نهاية العام الجاري..
وهناك دراسات استكشافية نفذتها الهيئة العام الماضي وهذا العام نفذها هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية عبر كوادرها اليمنية في بلك عاهم بمحافظة حجة.
وقد أظهرت النتائج المختبرية نتائج مشجعة لوجود الذهب والفضة والنحاس والزنك كما تم اكتشاف الذهب بالعين المجردة في عروق الكوارتز ونظراً لظهور النتائج المشجعة تم الترويج للمنطقة من قبل الهيئة وهناك أكثر من شركة ترغب في منحها ترخيصاً لتلك المنطقة.
> ما جديد الاستثمار في مجال النفط والغاز؟
- تعطي عمليات التفعيل للترويج النفطي أهمية خاصة وعلى هذا الأساس لدينا 14 قطاعاً في مجال الترويج والمنافسة الدولية وقد تقدمت حتى الآن أكثر من 60 شركة للفوز بهذه القطاعات كما ان لدينا سبعة قطاعات قيد المصادقة من الجهات الدستورية، هذا بالإضافة إلى الـ12 قطاعاً منتجاً، ولدينا خطة لإعادة إعداد الخارطة النفطية لتصل عدد القطاعات النفطية إلى أكثر من (100) قطاع بدلاً من (87) قطاعاً.
| 
الوگيل المساعد بوزارة النفط لـ«الميثاق»: لدى الوزارة خطة ليمننة الوظائف النفطية 
