استطلاع/فيصل الحزمي - نظراً لأهمية الدعوة التي أطلقها عدد من أصحاب الفضيلة العلماء الى عقد مؤتمر وطني لعلماء اليمن من أجل وضع وثيقة وطنية تمنع أية ممارسات أو أنشطة حزبية داخل المساجد والمطالبة بإصدار قانون يحظر على أئمة وخطباء المساجد النشاطات الحزبية.. »الميثاق« تواصل الحلقة الثانية من استطلاع آراء أصحاب الفضيلة العلماء حول هذه القضية.
في البدء قال: الشيخ محمد علي مرعي رئيس جامعة العلوم الشرعية بالحديدة: إن المساجد بيوت الله في الأرض ولها قدسيتها ويجب أن تكون لأداء فرائض الله والدعوة الى الموعظة الحسنة عملاً بقوله تعالى: »أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة« وعلى الخطيب ألا يثير في المسجد مشاغبة أو تهجماً أو التفتيش عن أحوال الناس.
مشيراً الى أن رسول الله »صلى الله عليه وسلم« أقام لنا درساً أسبوعياً وهو خطبتا الجمعة حيث يجب أن تكون هاتان الخطبتان درساً أسبوعياً يعطي فيهما الخطيب مواعظ يستفيد الناس منها في أمور دينهم ودنياهم.. وعلى الخطيب أن يعلم أن منابر بيوت الله التي يخطب فيها هي منابر رسول الله »صلى الله عليه وسلم« وعليه أن يتأسى به.
منوهاً الى أن دعوة العلماء ومطالبتهم بتحريم العمل الحزبي على خطباء المساجد تبيين خطورة تسييس رسالة المسجد لأن الخطيب قدوة ولكي يتقبل الناس من هذا الخطيب ما يلقيه فيجب أن يكون بعيداً عن الحزبية والعنصرية والتعصبات كون الناس اذا وجدت العالم أو الخطيب له حزب ويدعو اليه فإنهم سيفقدون الثقة به ولن يأخذوا بنصائحه سواءً أكانت على صواب أو على خطأ، لأنهم عرفوا عنه غير ما يقول.
وأضاف مرعي: أنا مع الدعوة الى حظر الحزبية على العلماء والخطباء وأن يصدر قانون يحظر ممارسة النشاطات الحزبية داخل بيوت الله.
داعياً الخطباء الى احترام قدسية المسجد وعدم توظيف منابر بيوت الله لنشاطات حزبية.
تحريم الحزبية
من جانبه أوضح الشيخ يحيى النجار إن رسالة المسجد رسالة عظيمة ورسالة سامية تسمو فوق كل الاعتبارات والتوجهات والانتماءات.. لأن المسجد يقوم برسالة وضعها الله سبحانه وتعالى ، وما أسس عليه الرسول »صلى الله عليه وسلم« من أول يوم بنى فيه المسجد بالمدينة المنورة »لمسجد أسس على التقوى من أول يوم....« ومن الواجب أن يكون هذا المسجد لله الواحد القهار يُدعى من خلاله الى توحيد المولى عز وطاعته وتبصير الناس بما ينفعهم في دنياهم وما يقر بهم الى الله وينالوا السعادة في الآخرة عملاً بقوله تعالى: »وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً« ومن هنا نقول إن للمساجد قدسيتها ولا يجوز أن تُسخَّر لحزب أو لاتجاه أو مفاهيم مسيئة وإنما للاستفادة منها في طاعة الله.
منوهاً الى أن ما نراه اليوم من عبث ببيوت الله ومنابرها واستخدامها حزبياً أو طرح مفاهيم خاطئة مخالفة لما يرى الله عز وجل من رسالة المسجد، شيء مؤسف ويأتي من استغلال البعض للمناخ الديمقراطي استغلالاً سيئاً، وما كنا نريد أن ينعكس هذا المناخ على بيوت الله.. وكون المناخ الديمقراطي يعطي للناس الحق في أن يعبروا عن آرائهم فيجب أن يكون ذلك التعبير في المكان المناسب وليس من خلال منابر المساجد.
وأضاف النجار: وها نحن اليوم نرى بعض الذين يتربعون على المساجد من أصحاب الانتماءات الحزبية وأصحاب الدعوات المخالفة والمتباينة ينشرون سمومهم ومفاهيمهم من خلال تعبئة المصلين بما يوجد الفرقة والشتات بين أفراد الأمة.
وقال: من وجهة نظري أن تحريم الحزبية على هذه الشريحة أكثر أهيمة من تحريمها على القضاة والدبلوماسيين.
داعياً العلماء الأجلاء الى عقد مؤتمر يخرج بقرارات وتوصيات ومن أهمها تحريم الحزبية على خطباء المساجد لأن الخطباء والمرشدين المتحزبين حولوا منابر المساجد الى نشرات أخبار يرددون كل ما تتناقله الصحف والقنوات الاذاعية، وعلى الحكومة والدولة أن يساندوا هذا التوجه.
واجب شرعي وأخلاقي
من جانبه أوضح الشيخ أنيس الحبيشي أن المساجد لا تتبع أية جهة دنيوية، ولا سلطة لأي حزب عليها كونها تتبع دعوة الرسول »صلى الله عليه وسلم« وشريعة الاسلام التي أتى بها.
مشيراً الى أن الخطيب يمثل هذه الدعوة المباركة التي تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، والتواصي بالخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحييد المساجد عن هذه المضامين المباركة يحولها الى منتدى ومقر للصراعات السياسة والاختلافات.. وما لهذا بُنيت المساجد وإنما لإقامة الصلاة وذكر الله.
وتحيد المساجد واجب شرعي وأخلاقي حتى ينهض المسجد برسالته على الوجه المشروع.
منوهاً الى أن دعوة العلماء ومطالبتهم بتحريم الحزبية على الخطباء تعكس خطورة تسييس رسالة المسجد كون الخطيب إذا تناول أفكار حزب ما أو أي أفكار أخرى فإنها تصنع شيئاً من البلبلة والفوضى، بحكم أن الناس يتلقون عن هؤلاء الخطباء والمرشدين كونهم ناصحين أمناء.. وتسييس رسالة المسجد يخل بهذه الأمانة وبواجب النصيحة.
مؤكداً أن هذه الدعوة جاءت في وقتها وان العلماء يطلقونها عندما تأتي الحاجة اليها، وهذا لا بأس به من ناحية الشرع »لكل مقام مقال« وكوننا على أبواب الانتخابات فإنها أكثر مناسبة لأن يعلو هذا الصوت المنادي بتحييد المساجد.. داعياً وزارة الاوقاف الى مراقبة ومتابعة الخطباء كون ما يحدث في معظم منابر مساجد عدن أمراً مؤسفاً لأننا لم نسمع منهم أي تنديد بمختلف الاعمال الارهابية التي حدثت مؤخراً في البلاد ولم يبينوا للشباب مخاطر الارهاب وآثاره، بينما لو وصلت فنانة أو نُشر مقال في جريدة تقوم القيامة.. وكل هذا يحدث والاوقاف نائمة وفي سبات عميق.. وجدد الحبيشي الدعوة التي أطلقها عام 1992م - في لقاء صحفي مع جريدة عدن- الى اصدار »قانون المساجد« بحيث يتضمن عقوبات للمخالفين ويحدد الواجبات والمهام.
|