حسن عبدالوارث -
•• أشتكى اليمن , فتداعى له سائر الأشقاء بالنجدة والغوث .. فيكاد الشعور بالألم يغدو شعورا ً بالأمل , وهو أمل لاينضب في ظل وجود أخوة كهؤلاء , يستند بهم الظهر , ويقوى بهم العصب .. والأخوة يظهرون وقت الشدة .. وهل من شدة اشد من هذه .. حيث طغى مشهد الخراب على كل مشهد , وساد صوت الموت على كل صوت , وأنتشرت رائحة الدمار خارج الإطار .. وحيث أمتدت مساحة الدموع والدماء بين الأسفلت والسماء .. وهي المرة الاولى التي تعم فيها الكارثة على هذا النحو , بطرفيها : المأساوي والجغرافي .. من المهرة في أقصى الخاصرة , الى الحديدة في أدنى الحنجرة .. ومن إقتلاع الحجارة , الى ابتلاع المرارة , ساد الجرح مفتوحا ً على آخره , وملتهبا ً على سافره .. غير أن تضميد الجرح كان ناجعا ً بأيدي أخوة لنا في المنشأ والمنكأ والمصير .. أخوة تألموا لألمنا , وكأنما الجرح كان في صميم فؤادهم , لا في الجوار .. يالنجدة العرب تخترق شرنقة التاريخ وتمزق خيوط الجغرافيا في لحظة استثنائية فاصلة .. شكرا ً لكم .. شكرا ً لكل عربي هبّ إلينا في محنتنا , فتفانى في نجدتنا .. وشكرا ً جزيلا ً لقيادة وشعب دولة الامارات العربية المتحدة.
[email protected]