راسل القرشي -
ليست المرة الأولى التي يتحدثون فيها عن «الأوضاع المحتقنة في المحافظات الجنوبية كأحد أهم مظاهر الأزمة الوطنية الأكثر خطورة» كما جاء في بيانهم الصادر الخميس الماضي.
كما أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة - بالتأكيد- التي يتهمون فيها السلطة بأنها «منتجة للأزمات» وأنها «تضيق بحرية المواطنين في المطالبة بحقوقهم والتعبير عن أنفسهم وقمع فعالياتهم السلمية المكفولة في الدستور والقانون وبروز ظواهر الملاحقات والاختطافات للناشطين السياسيين وغيرهم من عامة الشعب والزج بهم في السجون والمعتقلات دون مسوغات قانونية وبتهم كيدية وفي كثير من الأحيان دون أن توجه إليهم أي تهم، وتسخير القضاء للنيل من خصوم السلطة والمعارضين لسياستها» !!..
ويضيفون أيضاً في نفس البيان قولهم : «وها أنتم اليوم - ويقصدون هنا أهل اليمن الموجه إليهم نداؤهم، نداء من أجل اليمن - تتابعون فصل أزمة قديمة جديدة من صنع سلطة لاتجيد سوى إنتاج الأزمات وبالبنط العريض يعرفون هذه الأزمة الجديدة القديمة .. أرجو أن لاتختضوا عند قراءتها.. بالقول : «إنها أزمة الانتخابات النيابية القادمة» !!..
> تلك المفردات والعبارات المليئة بالاتهامات ضد السلطة المنتخبة من الشعب جاءت في طي بيان أحزاب اللقاء المشترك الذي حمل عنوان «نداء من أجل اليمن» والذي تم صياغته وإخراجه عقب سماعهم تأكيد الاجتماع الاستثنائي للجنة الدائمة للمؤتمر على إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في موعدها المحدد وعدم السماح لأي طرف كان وضع أية محاولات لإعاقة إجرائها أو التأثير على مسارها..
السلطة التي دعتهم أكثر من مرة للجلوس على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى توافق وشراكة حقيقية للحفاظ على مكتسبات الثورة والوحدة والديمقراطية.. والعمل على تجاوز كافة الإشكالات القائمة وقدمت التنازلات الكثيرة في سبيل عدم الإضرار بالديمقراطية والحرية، وإنهاء ثقافة الكراهية والتحريض التي يتبنونها في خطابهم السياسي والإعلامي أصبحت «منتجة للأزمات»..
السلطة التي أفردت مساحة كبيرة من الحرية، قلما نجد لها شبيهاً في كثير من بلدان الديمقراطيات الناشئة أصبحت حسب وصفهم تضيق بحرية المواطنين، ولم يعد أمامها من عمل تقوم به غير الملاحقات والاختطافات للناشطين السياسيين وغيرهم من أبناء الشعب والزج بهم في السجون !!..
هذه هي السلطة المنتجة للأزمات، وتلك هي أحزاب المشترك التي انقلبت على كل الاتفاقات المبرمة واتجهت نحو إفراغ كل محصولها من لغة السب والقدح وألصقتها بالسلطة.. وهربت من مواجهة أسئلة الشعب الكثيرة حول مواقفها المهزوزة ونضالها السلمي سيء الصيت إلى إنتاج البيانات المليئة بلغة الكراهية والتحريض ضد السلطة وضد أبناء الوطن الواحد.
هؤلاء الذين لم يتعلموا من عبر ودروس التجارب والتاريخ والمراحل المكدسة عند عتبة اليوم والغد.. وصفوا السلطة - صاحبة مبادرات الحكمة والتوجهات الحكيمة والحرص على طي صفحات وملفات تجارب الأمس والانتصار للديمقراطية ولمجمل البرامج التنموية والداعية في كل وقت وحين إلى تكريس لغة التسامح والحب وترك ماعداها - وصفوها بسلطة منتجة للأزمات !!!..
> أحزاب المشترك لم تلجأ إلى وصف السلطة بالمنتجة للأزمات إلا لأن السلطة تعاملت مع الاستحقاق الانتخابي البرلماني القادم بمسؤولية وقطعت الطريق على دعاة التعطيل والمقاطعة من تمرير أهدافهم المليئة بالزيف والتضليل والمتاجرة بالهم الوطني والتغني بأوجاع الناس وآلامهم.
المتربصون بالوطن.. الحالمون بإدخاله في معمعة الصراع الداخلي وتحويل أمننا وحياتنا إلى خراب وخوف ورعب تناسوا واجباتهم ووظائفهم المحددة في القانون وفي فلسفة العمل الديمقراطي، وفضلوا الاقتران بالباطل كواقع لامناص من القبول بغيره وكهدف للوصول إلى السلطة، ولتذهب الديمقراطية وكل الاتفاقات إلى الجحيم مادامت تتعارض خطواتها مع توجهاتهم ومراميهم!!
هذه هي أحزاب المشترك توجه نداءات من أجل اليمن وفي الوقت نفسه نراها تعمل ضد الأمن والسلم الوطنيين، وتبحث عن شرعية فاسدة لتغطية مفاسدها وتهدد بحماقاتها حياة الجماعة واستقرار المجتمع وأمن الوطن.. فماذا يريد هؤلاء ولاحول ولا قوة إلا بالله !!..