موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الخميس, 20-نوفمبر-2008
الميثاق نت -    محمد حسين العيدروس -
ما كان لعمق التاريخ الحضاري للشعوب قيمة في التفاضل لولا أنه عنوان صقل ثقافتها وإثراء تجاربها وترسيخ أصالتها .. ومن هنا جاء تباهينا بيمانيتنا، إذ رغم كل تحديات حقب التاريخ ومرارات العهود البائدة ظلت نخوة وشهامة وكرم أبناء شعبنا هي العنوان الذي يستدل به العالم علينا، وهي رهاننا على أن نحيا بكرامة ونبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا.

لقد شاء الله تعالى أن يمتحن إرادتنا قبل أسابيع قليلة بنكبة القيضانات والسيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة وغيرهما من مدن اليمن، وأحدثت فيها من الخراب والدمار ما يوصف بالكارثة بكل معنى الكلمة، غير أن الله عز وجل ما أنزل البلاء إلا وقد سبقه برحمة عظيمة بأن فضل علينا بنعمة التراحم والتكافل والمحبة التي يتحلى بها أبناء شعبنا .. ونعمة الحاكم الرحيم الذي يخشى ربه فيما أؤتمن من ولاية أمر البلاد والعباد .. فضلاً عن نعمة الدين الحنيف الذي فيه من القيم والتعاليم ما تجمع مشارق الأرض بمغاربها.

ما أستطيع قوله اليوم وقد زال الخطر وأطمأنت النفوس، هو أن شعبنا اجتاز الاختبار الإلهي بامتياز، وضرب مثلاً رائعاً في الحب الذي التقى عليه في حضرموت أبناء كل مدن وقرى اليمن، الذين هرعوا لإغاثة إخوانهم بغير حساب لمناطقية أو مذهبية أو حزبية أو طبقية، بل منطلقين من هويتهم اليمنية الإسلامية، وانتمائهم لأسرة اليمن الكبيرة، لذلك لم يستغرب أحد أن تصل «جمعية صنعاء» الى حضرموت والسيول ما زالت في أوج هيجانها، وأن تكون قافلة محافظة عمران أول قوافل الإغاثة الواصلة الى حضرموت، وأن تكون يد فخامة الأخ علي عبدالله صالح أول الأيادي التي تمتد لانتشال ضحايا السيول وتكفيف دموع الأسر المنكوبة..!!

رغم آلام النكبة وجسامة الكارثة والذهول الذي انتاب الناس، إلا أن لا أحد من أبناء حضرموت سينسى كيف شقت طائرة الأخ الرئيس طريقها وسط المياه بمطار الريان كما سفينة تمخر عباب بحر عاصف، وكيف وقف الأخ الرئيس تحت المطر يسأل ملهوفاً فيما لو تسببت السيول بخسائر بأرواح أبناء حضرموت، فمن ذا الذي يغامر بقيادة طائرة مروحية في جو عاصف، لولا أنها رحمة الله بشعبنا أن يجد حاكما يسابق غيره من المواطنين في إغاثة أبنائه وإخوانه المنكوبين.

من المؤكد أن قدر الخالق عز وجل وإن ألحق دماراً بالكثير من المناطق إلا أنه أرانا ما في نفوسنا من محبة ومودة وتراحم وتكافل لبعضنا البعض، وفتح عيوننا على قوة صفنا الوحدوي حين كان الجميع يتدفق بالإغاثة الى المناطق المنكوبة قادمين من كل أرجاء الوطن الحبيب، بل أنه أيضا رص صفنا العربي مع الأشقاء الذين هرعوا لتقديم الغوث والمساعدة بسخاء وأضاف خطوة أخرى للأمام مع الأصدقاء من دول مختلفة من العالم الذين لم يقفوا متفرجين، ومدوا يد العون أيضاً.

جهود عظيمة وجبارة بذلها الجميع وشجاعة رائعة ترجمها أفراد القوات المسلحة والأمن الذين غامروا بأرواحهم واقتحموا السيول الهائجة لانتشال الغرقى أو انقاذ من أصبحوا تحت الانقاض بعد انهيار منازلهم .. وقد استكمل أدوارهم الأخوة في السلطات المحلية الذين لم تغمض أجفانهم طوال أيام وهم في سعي متواصل كخلايا النحل.

لكن المشهد الوحيد الذي ظل يحز في النفوس هو ذلك الموقف البائس لبعض مرضى النفوس الذين غلبتهم شياطينهم، فاطلقوا أبواقهم ومزاميرهم للتحريض، والتشويش، وبث الإشاعات وبدلاً من تجنيد إمكانياتهم المادية والبشرية لمساعدة المنكوبين، سخروها لتشويه سمعة البلاد، وتوجيه الدعوات للدول الشقيقة والصديقة لعدم إرسال مواد إغاثة، وشن الحملات الإعلامية على القاصي والداني، من غير أن يسلم من ألسنتهم حتى أفراد القوات المسلحة والأمن الذين كانوا في تلك اللحظات يغامرون بأرواحهم لإنقاذ الناس.

ومع أنهم قلة يعدون بالأصابع، لكن حز في النفوس أن يخرج من صفنا الوحدوي ولو شخص واحد يحمل هوية الوطن اليمنية، لأننا جسد واحد - كما وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حال المسلمين في توادهم وتراحمهم - وكان الأجدر أن نتوجع لآلام بعضنا، ونفرح لأفراح بعضنا البعض أيضاً.

وعلى كل حال فإن الطريقة التي التقى بها الجهد الشعبي مع الجهد الحكومي خلال أعمال الإغاثة تؤكد مدى قدراتنا على تبني رهانات وطنية كبيرة، وقهر كل التحديات التي تعترض مسيرة بنائنا ونهضة وطننا الغالي.

ولا شك أن القيادة الحكيمة المتفانية في خدمة شعبها هي المدرسة الأكبر التي ينبغي أن يتعلم منها الجميع فن صناعة الحياة الكريمة، ونشر المحبة والتسامح وغرس روح التكافل والتعاون طالما والكل يمنيون بالسراء والضراء.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)