عبدالله الصعفاني -
المفروض أنه صارت عند القوى السياسية الخبرة الكافية لتحقيق عبور ديمقراطي جيد.. هذا هو منطق التطور لكن مانشاهده هو الكثير من الغفلة والمزيد من العناد غير المدروس.
ومن غير المعروف عدد المرات التي دعيت فيها الأحزاب السياسية الى تنظيم نفسها ليس في رفع العقيرة وإنما الى تحقيق البناء الحزبي القوي الذي يدعم الممارسة الديمقراطية ويعطي الفرصة لكي تتواجه الآراء في هدوء ومنطق دونما مزايدة فارغة أو استغلال سيئ لمعاناة الناس.
< قد يقول أحدكم وما تنتظر من أحزاب بعضها يعيش تحت خط العزلة الجماهيرية، حيث لا إمكانيات ولا سمعة ولا صيت.. لكن قيادات هذه الأحزاب هي أول من يجب أن يسأل عن وصولها بل ووصول الحياة السياسية إلى نفق يبتعد فيه الضوء من حيث تفرض الحاجة اتساع دائرة الأمل.
< لكن المنطق يقود الى سؤال.. ومن يقف وراء هذه الحالة البائسة.. فهذه الأحزاب رغم متواليات فرص اكتساب الخبرة السياسية تخصصت فقط في اصطياد مشاكل من يحكم. وتخصصت في النفخ في الظواهر السلبية وتفجيرها على صفحات جرايد مفخخة بكل ما ينشر فيروس الاحباط.. وهو سلوك وإن آثار زوابع من الإنفعال هنا وهناك إلاّ أنه لا يرتقي الى المستوى الذي يغيّر من قناعات الناخبين بأن هؤلاء لا يمثلون البديل المأمول.. إذ كيف لمعارض متكلس غير خلاق وغير قادر على توفير الأمان الاقتصادي لموظفي الصحيفة أن يقنع بأنه يمتلك أفكاراً تلامس الحد الأدنى من شروط إدارة أمة وبلد..
خاصة الذين جربهم الشعب في مواقع المسؤولية وصناعة القرار، فكان الفشل حليفهم الدائم.
< أحزاب عزلت نفسها عن الجماهير لا تلقي بالاً للمصالح الوطنية العليا في أكثر من امتحان.
وأحزاب يحركها منطق الثأر.. تمزق ثيابها وتقطع جيوبها في قضايا لا يجوز أن تكون محل خلاف كالتصدي للفتن ودعوات الردة..
ثم أي مستقبل ينتظر أحزاباً أدمنت عادة التباكي على الديمقراطية من أماكن لا يرى فيها المراقب والراصد إلاّ ما هو ديكتاتوري وإلاّ دلونا على حزب معارض أجرى انتخاباته وأدار أموره بطريقة نزيهة وحرة، فصعدت الكوادر الشابة القادرة على الحركة والإضافة تمثلاً لروح التجديد والانطلاق الى القادم الأفضل.
وما تزال مجموعات المنافع هي التي تسيطر وترفض التعلم وتخاصم مزاج الناخبين ثم تتفاجأ بكونها لاتزال في الهامش.