حسن عبدالوارث -
تكرَّرتْ المأساة على نحوٍ خارقٍ للعادة , حتى غَدَتْ " ملهاة " !!
ففي الأسبوع الماضي , تواترت الأنباء تترى عن عدة عمليات قرصنة , نفَّذها مسلحون صوماليون ضد بواخر متعددة الجنسية , بشكل متسارع للغاية , يشبه - إلى حد كبير - حالة التكرار الفوري للقطة واحدة في شريط سينمائي !!
ففي خلال أقل من ثماني واربعين ساعة , بلغ عدد السفن التي تعرضت للقرصنة اربعاً ..وهكذا دواليك .. حتى يكاد المرء يظن أن الخبر نفسه يتكرر , لولا التغيير الملحوظ في جنسيات البواخر التي استهدفها القراصنة !!
وفي حالة " فلاش باك " لهذه العمليات - خلال الأشهر القليلة الماضية - نعتقد بأن هذه الظاهرة الطارئة على المنطقة , تكاد تكون نتيجة حتمية لسيناريو مرسوم سلفاً .. وأن الهدف المباشر هو خلق حالة من القلاقل , بل والخطر الداهم على أمن هذه المنطقة بالذات , وسلامة الملاحة فيها .. وبالتالي يكون أي تدخل عسكري مبرراً للغاية ..
وبالطبع , فأن التدخل العسكري - لا سيما من قبل القوى أو الدول الكبرى - سُيفضي بالضرورة إلى " تواجد " قد يطول أمده , بما يعنيه مثل هذا التواجد من تبعات تتجاوز حدود التدخل العسكري إلى مجالات وأغراض شتى !
إن للولايات المتحدة بالذات أهدافاً إستراتيجية في هذه المنطقة بالذات .. وإن لإسرائيل تطلعات بالغة الخطورة أيضاً في المنطقة نفسها .. عدا قوى ودول أخرى , كلٌ منها تحمل أهدافها وأغراضها الخاصة بها , أو المرتبطة ببقية الأهداف .. وبالتالي , يصبح أي تهاون أو تباطؤ أو تواطؤ من قبل الدول المطلة على البحرين الأحمر والعربي - في هذا المشهد - كارثيا ً , لا محالة .. ولن تفيد أية تحركات لاحقة - في هذا الإطار - بعد أن يستوطن الأخطبوط الجبار هذه البحار ... ولات ساعة مندم!!