حارث الدهمي - التوتير.. التهويل.. المقاطعة.. مفردات تشكل في واقع الأمر ثلاثية لثقافة حزبية شاذة لاتمت الى الواقع الديمقراطي اليمني بصلة، افرزتها ثقافة مغلوطة انفصامية ناتجة عن عقم ديمقراطي إن لم تكن بدرجة اساسية ناتجة عن شلل في التكوين الاجتماعي والمجتمعي لافراد تلك الأحزاب، قيادات، واعضاء كماهي برأيي الشخصي ربما تعود الى جانب فيسيولوجي له علاقة بالتربية والنشأة
لدى بعض هذه القيادات فما يحدث في أوساطهم ليس أمام المتابع السياسي الا ان يؤكد صحة سالف القول من هذا المقال، والا لماذا لاتفرز برامجهم الا المقاطعة، والحنق السياسي الذي يشكل الاطار العام لكتابهم الحزبي المقدس بهالة من تضاد الافكار ووهم الكرسي بأقدامه السلطات الأربع وهم يدركون تماماً ان الشعب لايعنيهم أمنه ولا استقراره، ولا حتى لقمة عيشه - وأفند ما أكتبه هنا- ان هذا النوع من التكوين الحزبي ركيك التاريخ الولائي الوطني، والايديولوجي على اعتبار ان الاحداث والتداعيات الوطنية السابقة، هي الفصل. فهذا عذب فرات وذاك ملح أجاج، وهكذا هي سنن ونواميس التاريخ الكفاحي، لايمكن تبديلها أو إحداث تغيير في مصداقيتها لان تلك لها ارتباط أزلي بإرادة وكفاح الشعوب وارادة الشعوب لاتقهر لأنها من قوة الله، فمن معجزات نواميس التاريخ اليمني الديمقراطي أنه دائماً مايضع هؤلاء في محك التداعيات التي تدور برحاها على حبات برامجهم الافلاسية لتخرج الغث من الطيب.
لقد اعطى الشعب لهؤلاء ومن يريدون التشبه بهم فرصة تاريخية لاكثر من 81 عاماً لتعلم مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية، وهذه الفترة كانت كفيلة بتغيير ر جل متخلف يعيش في أدغال غابات افريقيا الى عازف بيانو أو عود يمني يغني الشعر الحميني ويرقص الرقصة الصنعانية، ويأسر قلوب الجميع ويخلق قاعدة شعبية عريضة، ويصل إلى السلطة دون حنق ولا زن ولاتوتير، أو تهويل أو مقاطعة.. ولذا دعوني أشبه بعض قيادات تلك الاحزاب بطبال البرع في أسواق القات حيث لامكان للرقص ولا مناسبة للفرح يأخذ مقابله اغصاناً يصنع منها «الكيف اليومي» الحش السياسي الحزبي ويذهب ليدمن النخر في جسد الوطن والوحدة والديمقراطية.
أليست تلك الاحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) تشبه حال طبال البرع؟
نعرف تماماً انه ليس لدينا ولا لدى السلطة اي مشاكل في الديمقراطية ولايجوز التشكيك بديمقراطيتنا حد الاستخفاف بها بقدر ماهي عرف يمني أولاً ونهج وطني ثانياً وخيار سياسي سلمي، ارتضيناه للأبد بمحض ارادتنا دونما لف أو دوران، أو التفاف او تكتل فئوي سمج، وهذا مالم يدركه النقيض السياسي للأسف حتى اللحظة الراهنة مع انه ليس ثمة مشكلة في قبول المتغيرات اياً كانت سواء في النظريات السياسية أو الافعال اذا ما لاحت ذات يوم في أفق مصلحة الجميع.
- لا أرى المعارضة في بلادنا الا انها تؤمن بالعناد من اجل المعارضة فقط- تمر أمامها قطارات الفرص السياسية، وتتوالى الاحداث- وهم لايكفون عن الشحت السياسي للحصول على السلطة كما لو كانت دمية تسلي نزغهم المغلوط.
- اذاً لنقول لهم الى اللقاء.. والبقية في حياتكم.
صحيفة 26سبتمبر |