حسن عبدالوارث -
"أنا على يقين ان كتبي واعمالي ستظهر في يوم من الأيام، وتأخذ مكانها اللائق بين الناس.. ولهذا فأنا لن أتوقف عن الكتابة، ولا يهمني أن يُنشر ما اكتب في حياتي".
والعبارة للأديب الكثير علي أحمد باكثير الذي كان حظه قليلاً من الإنتشار والتقدير في اليمن، على العكس مما لقيه في مصر وفي سواها، وعلى الباحث أن يجول في كل مقررات ومناهج التعليم في هذا البلد ليعرف المساحة التي يحتلها أدب باكثير -على تنوّعه ووفرته- في هذه المناهج.. وسيدرك حينها الفاجعة!!
كان باكثير رائداً للشعر الحر في الأدب العربي، مثلما أُعتبر رائداً للأدب الإسلامي أيضاً، كما كان رائداً للأوبرا العربية.. وله من الأشعار والمسرحيات والروايات والقصص والمحاضرات والمقالات ما ينوء بحملها كاهل المكتبة الأدبية العربية.. بَيْدَ أنك لو سألت اليوم جيلاً بكامله عمَّا يعرفه عن هذا الأديب الفذ لجاءتك الاجابة مُخيّبة لكل الآمال!.. وقد أجتهدت شخصياً في هذا الموضوع -ولو على نطاق محدود في كل الأحوال- فكانت صدمتي كبيرة !!
وقد سألتُ بعض الأصدقاء الأدباء في حضرموت عن مصير منزله في سيئون -المعروف بإسم دار السلام- والذي سبق لفخامة الرئيس -منذ عدة سنين- التوجيه بشرائه وترميمه ومنحه لفرع إتحاد الأدباءفي سيئون ..إلاَّ انني سمعتُ إجابة ً لا تَسُر البتة!!
ولد علي احمد باكثير في أندونيسيا.. ومات ودُفن في مصر..وعاش مقيماً ومتنقلاً بين حضرموت وعدن والصومال والحبشة والحجاز.. وطاف بعديد من دول العالم، في مشرقها ومغربها وشمالها وجنوبها.. ولكنه رحل عن 59 عاماً، ولو أطال الله في عمره اكثر، لأزدانت المكتبة العربية والاسلامية اليوم بما يفوق التصور من دُرَر الأعمال وجواهر الإبداع.
رحم الله باكثير.. ولا رحم من يتوانى عن تقديره في وطنه.. والشكر الجزيل للدكتورعبد الحكيم الزبيدي مؤسس ومدير الموقع الالكتروني الخاص بعلي احمد باكثير<
Wareth26@hotmail.com