موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
قضايا
الإثنين, 01-ديسمبر-2008
عبدالفتاح‮ ‬الأزهري -
‮ ‬في‮ ‬الثلاثين‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬حمل‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬البغيض‮ ‬عصاه‮ ‬ورحل‮ ‬بمغادرة‮ ‬آخر‮ ‬جندي‮ ‬لأرض‮ ‬اليمن،‮ ‬ليسجل‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬يوماً‮ ‬للاستقلال‮ ‬والتحرر‮ ‬من‮ ‬ربقة‮ ‬الاستعمار‮ ‬ومطامعه‮ ‬وصلفه‮ ‬وجبروته‮.‬
وعلى مدى »129« عاماً ظل فيها جزءً من الوطن تحت نير الاستعمار وسيطرة بريطانيا، إلاّ أنها عانت كثيراً ومنذ وقت مبكر من كافة أشكال المقاومة وضرباتها الموجعة، وصولاً الى الثورة الخالدة في 14 أكتوبر 1963م حتى جاء يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م لينهي تلك السيطرة..
وكان‮ ‬يوم‮ ‬الثلاثين‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬محصلة‮ ‬لكفاح‮ ‬طويل‮ ‬ومقاومة‮ ‬باسلة‮ ‬وضاربة‮ ‬قام‮ ‬بها‮ ‬اليمنيون‮ ‬منذ‮ ‬الأيام‮ ‬الأولى‮ ‬لدخول‮ ‬قوات‮ ‬الاحتلال‮ ‬البريطاني‮ ‬الأراضي‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬19‮ ‬يناير‮ ‬1839م‮.‬
ويذكر الدكتور سلطان المعمري في ورقته في كتاب »الندوة الوطنية التوثيقية للثورة اليمنية 14 أكتوبر« الصادر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني عام 1993م، أن من أولى أشكال المقاومة اليمنية بعد احتلال عدن، كانت تلك التي قامت بها في نوفمبر 1839م قبائل العبدلي والفضلي‮.‬
ويؤكد تاريخ المقاومة اليمنية للاحتلال البريطاني أنها لم تنحصر فقط بتلك القبائل المجاورة لعدن بل إنها امتدت لتشمل معظم القبائل اليمنية الأخرى في وسط اليمن وشماله وغربه، والدليل على ذلك - كما يذكر المعمري - مواقف حاكم المخا وطلب علي بن منصور عام 1844م من سلطان لحج الانضمام الى الجهاد المقدس في سبيل طرد الانجليز من عدن وقيامه بقيادة جيوشه المقاتلة من صنعاء حتى وصلت لحج، وكذا قيام حركات شعبية في أوساط الجزيرة العربية في أغسطس 1846، والتي بدأت ضرباتها لتطهير الميناء من الغزاة البريطانيين، بعد أن استطاعت أن تضم اليها‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المناضلين‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮ ‬في‮ ‬طريقها‮ ‬الى‮ ‬عدن‮.‬
وتقدم المسيرة النضالية للمقاومة اليمنية ضد الاحتلال البريطاني العديد من الاعمال الفدائية والبطولية للمواطنين، ومنها ما قام به فريق من سكان بير أحمد في يوم 29 مايو 1850م حينما تمكنوا من مهاجمة مجموعة من الجنود البريطانيين وقتلوا واحداً منهم وأصابوا آخرين، وتواصلت‮ ‬الاعمال‮ ‬الفدائية‮ ‬الفردية‮ ‬والجماعية‮ ‬عبر‮ ‬تلك‮ ‬السنوات‮ ‬حتى‮ ‬الانطلاقة‮ ‬الكبرى‮ ‬لثورة‮ ‬14‮ ‬أكتوبر‮ ‬1963م،‮ ‬وصولاً‮ ‬الى‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬يوم‮ ‬الاستقلال‮ ‬المجيد‮.‬
سقوط‮ ‬التاج‮ ‬البريطاني
ولم‮ ‬تخمد‮ ‬عمليات‮ ‬المقاومة‮ ‬الفدائية‮ ‬الوطنية‮ ‬ضد‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬بل‮ ‬تواصلت‮ ‬بكل‮ ‬قوة‮ ‬وإباء‮..‬
ومع قرب رحيل المستعمر أواخر عام 1967م، كانت ضربات المقاومة تزداد ضراوة وعنفاً على قواعد المستعمر العسكرية ومعسكراته في عدن والمناطق الأخرى مثل ردفان والضالع والحبيلين.. ويقول رضوان عبدالرحمن من القطاع الفدائي للجبهة القومية إن القوات البريطانية استخدمت في أغسطس 1967م مدافع المدرعات في مدينة الشيخ عثمان.. وفي نفس الشهر أيضاً اطلقت القوات البريطانية 12 قذيفة من آلياتها المدرعة الثقيلة على بعض المناطق في الشيخ عثمان فدمرتها وكانت هذه أول حادثة من نوعها تستخدم فيها مدافع المدرعات في حرب الشوارع بعدن.
ومع ازدياد معارك الشوارع عنفاً وضراوة باستعمال مدافع الهاون ومدافع الآليات المدرعة، تلتها مواجهات شديدة ودامية في كريتر والشيخ عثمان في يوم الخميس 25 أغسطس 1967م حيث بلغت الأعمال الفدائية المنفذة أكثر من ستين عملية فدائية قُتل فيها 15 جندياً بريطانياً وجرح‮ ‬أربعة،‮ ‬واستشهد‮ ‬فيها‮ ‬7‮ ‬من‮ ‬فدائيي‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬وأصيب‮ ‬عدد‮ ‬كبير‮ ‬منهم‮ ‬بجروح‮.‬
تلك فقط كانت نماذج محدودة للمقاومة الباسلة التي أقضَّت مضاجع البريطانيين المحتلين والتي تحولت من العمل السري الى المجابهة المباشرة مع المحتلين منذ أواخر العام 1966م وحتى انتصار الثورة عام 1967م، حيث تحولت المقاومة الى العمليات النوعية وحولت معها عدن بالفعل الى ساحة معركة دموية بين قوات المقاومة وقوات الاحتلال ومثَّل فيها يوم 20 يونيو 1967م -الذي تم فيه تحرير عدن لمدة أسبوعين - ذروة الكفاح المسلح في جبهة عدن.. وذلك ما أكدته الوثائق العسكرية البريطانية، من أن جبهة عدن كانت من أعنف جبهات القتال التي واجهتها بريطانيا‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬وسَّع‮ ‬فدائيو‮ ‬الجبهة‮ ‬القتال‮ ‬من‮ ‬الريف‮ ‬الى‮ ‬عدن‮.‬
الاستقلال‮.. ‬ثمرة‮ ‬النضال
وبعد تلك السلسلة الرائعة من العمليات الفدائية الشرسة، بدأت القوات البريطانية بتخفيف قواتها من عدن ابتداءً من أغسطس 67م، ويقول اللواء الركن السفير أحمد صالح حاجب، الذي كان حينها مديراً للعمليات الحربية برتبة رائد وشاهداً على الأحداث: إن القوات البريطانية بدأت أولاً بالانسحاب من الأرياف، وفي سبتمبر دخلت بقوات نوعية سيطرت على نقطة العلم ساحل أبين -الى نقطة دار سعد- الى نقطة البريقة، أي أنها عملت حزاماً أمنياً من أجل تأمين نقل القاعدة العسكرية من عدن، حيث تم خلال الثلاثة أشهر التالية نقل القوات الرئيسية جواً الى‮ ‬البحرين‮.‬
ويضيف السفير حاجب: إن عملية النقل استمرت حتى جاء يوم 29 نوفمبر 67م والذي كان آخر يوم لتواجد القوات البريطانية في عدن، حيث غادر في العاشرة صباحاً منه المندوب السامي همفر متري فلين على ظهر طائرة هيلوكبتر من مقر الرئاسة بالتواهي الى حاملة الطائرات في بحر عدن، وفي الساعة الواحدة ظهراً بدأ نقل الجنود البريطانيين من النقاط العسكرية، وفي الساعة الخامسة مساءً غادرت آخر مجموعة على متن خمس طائرات هيلوكبتر، وكان آخر فرد يصعد الطائرة هو قائد كتيبة »المرين« مشاه وحراسته وكان عددهم (30) فرداً تم نقلهم بواسطة خمس طائرات.
وبتلك المسيرة الفدائية الباسلة التي عُمدت بالأرواح والدماء الطاهرة والزكية انتصر اليمنيون واعلنوا استقلال بلادهم في يوم الجلاء الأغر في الثلاثين من نوفمبر 1967م، ومثَّل الانسحاب البريطاني من عدن وبقية المدن اليمنية صفحة سوداء في تاريخ القوات الاستعمارية، وبحسب وثائق الاحتلال أنه لم يمنح أيٌّ منهم فرصة تأدية التحية ومصافحة الايادي- كما جرت العادة- عند تسليم الاستقلال.. فقد خرجت بريطانيا مكرهة تجر أذيال خيبتها أمام شعب فقير الامكانات عزلته ظروف الاحتلال والنظم الرجعية والقمعية من امتلاك أبسط حقوق العيش الكريم، لكن الشيء الذي لم تستطع أن تسلبه إياه كان إرادته وعزيمته وتمسكه بإنسانيته وحقوقه في حريته وبناء دولته.. من هنا جاء الانتصار وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، لتتواصل أهداف الثورة السامية وصولاً الى تحقيق وحدتهم اليمنية في 22مايو 1990م والنهج التعددي الديمقراطي‮ ‬الذي‮ ‬أصبح‮ ‬اليوم‮ ‬مثالاً‮ ‬يُحتذى‮ ‬به‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬العربية‮ ‬وبين‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬الثالث‮ ‬النامي‮ ‬المتطلع‮ ‬للتوحد‮ ‬والتآزر‮ ‬وانتهاج‮ ‬النظام‮ ‬الديمقراطي‮ ‬وسيلةً‮ ‬للحكم‮ ‬والتداول‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا"

عناوين أخرى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)