گتب/ جمال مجاهد - في أجواء احتفالات شعبنا بالذكرى الواحدة والأربعين للاستقلال الوطني ورحيل آخر جندي بريطاني عن ترابه الغالي في 30 نوفمبر عام 1967م، تستعد مدينة عدن لدخول مرحلة جديدة من التطوير والتحديث والتنمية من خلال مينائي الحاويات والمعلا اللذين تسلمتهما الشركة المشتركة بين مؤسسة موانىء خليج عدن اليمنية وشركة موانىء دبي العالمية "عدن" المحدودة التابعة لموانىء دبي العالمية، "شركة دبي وعدن لتطوير الموانىء المحدودة".
وتسلمت الشركة الجديدة رسمياً، وبعد أن وافق مجلس الوزراء على الإجراءات الخاصة بها، مرافق محطة عدن للحاويات "بكالتكس" ومحطة المعلا للحاويات في ميناء المعلا" بعدن من مؤسسة موانىء خليج عدن، لتقوم شركة موانىء دبي العالمية "عدن" بإدارة وتشغيل الميناءين بداية نوفمبر.
وتسعى الحكومة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية تتمثل في تطوير وتنفيذ نموذج المنطقة الحرة التي تلبي أفضل الممارسات الدولية وأنظمة التجارة الدولية، وذلك عبر مقاربة متكاملة لتأسيس بيئة أعمال مرغوبة والوصول إلى بنية تحتية نوعية والقيام بمراجعة وتعديل لوائح وأنظمة المنطقة الحرة وفقاً لأفضل الممارسات لنموذج المنطقة الحرة المطلوب تطويرها، والقيام بجذب وتطوير القطاع الخاص لتطوير وتشغيل المنطقة أو أجزاء منها عبر ترتيبات لشراكة القطاع العام- الخاص الفعالة، وجذب وتسهيل جذب الشركات المستأجرة بالمنطقة، وإنجاز درجة قصوى من الاستقلال المالي واسترداد التكاليف عبر نظام الرسوم المبني على السوق، وتطوير الهيكل التنظيمي والإداري المهني الاختصاصي بمجلس إدارة فعّال وكوادر مؤهلة، بالإضافة إلى تأسيس شراكة فعّالة مع هيئة موانىء خليج عدن بما في ذلك ميناء عدن للحاويات ومطار عدن الدولي لتسهيل التعاون والدمج في تنمية المنطقة وهذه المرافق.
وكشفت مصادر حكومية لـ "الميثاق" أن المشغل الجديد سوف يقوم بمعالجات عاجلة جداً في ميناء الحاويات سترفع طاقة المحطة من 500 ألف حاوية في العام إلى 950 ألف حاوية في العام. وتتضمن هذه المعالجات شراء وتركيب رافعتين جسريتين "كرينين" في أسرع وقت ممكن، وتوفير 7- 10 رافعات ذات العجلات المتحركة، وشراء 10 قاطرات كبيرة، بالإضافة إلى رصف وتوسعة ساحة الخزن بما لا يقل عن 25 ألف متر مربع، واستبدال النظام الإلكتروني للمحطة..وأوضحت المصادر أنه سيتم اتخاذ معالجات عاجلة أخرى سترفع الطاقة الاستيعابية للمحطة من 1.5 مليون حاوية إلى 1.8 مليون حاوية في العام خلال الفترة من 3-5 سنوات القادمة، وذلك من خلال إنشاء رصيف بطول 400 متر وبعمق 18 متراً وتوسعة ساحة الخزن بحوالي 150 ألف متر، وتعميق القناة الملاحية وحوض استدارة السفن بعمق 18 متراً وتوسعتها، وشراء وتركيب خمس رافعات جسرية "كرينات" بالإضافة إلى المعدات الأخرى اللازمة لمناولة الحاويات.
وكانت الحكومة ممثلة بمؤسسة موانىء خليج عدن وقعت في 13 يوليو 2008 اتفاقية شراكة مع شركة موانىء دبي العالمية لتشغيل وتطوير ميناء الحاويات بالمنطقة الحرة بعدن. وبموجب الاتفاقية الموقعة في دبي تم إطلاق الشركة المشتركة برأسمال يبلغ 220 مليون دولار بنسبة مشاركة 50٪ لكل طرف. وحددت الاتفاقية فترة إيجار الأرض بـ 25 عاماً على أن تجدد لمدة عشر سنوات. .وتشمل مواقع التأجير محطة عدن للحاويات ورصيف المعلا للحاويات وكذلك الأرض المخصصة للتطوير في المرحلتين الأولى والثانية مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام ميناء المعلا لسفن البضائع العامة في حالة عدم وجود سفن حاويات. .وبحسب الاتفاقية فإن المرحلة الأولى لمشروع التطوير البالغ تكلفتها 200 مليون دولار ستبدأ مباشرة بعد نفاذ الاتفاقية وتستمر لمدة خمس سنوات كحد أقصى وتشمل توسعة مساحة خزن الحاويات في المحطة الحالية وشراء وتركيب رافعات رصيف جسرية ومعدات متحركة لمناولة الحاويات وتركيب منظومة إلكترونية للتشغيل ورصف ساحات الحاويات بحيث يتم رفع الطاقة الاستيعابية من 500 ألف إلى 900 ألف حاوية في العام.
كما تشمل البدء في تصميم وإنشاء رصيف بطول 400 متر وعمق لا يقل عن 17 متراً وذلك لاستيعاب سفن الحاويات العملاقة، بالإضافة إلى تركيب رافعات جسرية وتوفير رافعات متحركة وقاطرات وبقية المعدات اللازمة لمناولة الحاويات لرفع الطاقة الاستيعابية للمحطة لتصل إلى مليون و800 ألف حاوية في العام.
وتشمل المرحلة الثانية البالغ تكلفتها 650 مليون دولار التي ستبدأ عند وصول حركة مناولة الحاويات في المحطة إلى 70٪ من طاقتها الاستيعابية, إنشاء رصيف بطول 900 متر وذلك بما يتيح للمحطة أن يكون لديها خمسة مراسي إضافية طولها الإجمالي 2000 متر وبعمق 18 متراً وذلك لاستيعاب مختلف سفن الحاويات وتركيب معدات مناولة الحاويات لرفع الطاقة الاستيعابية للمحطة ما بين 3.5 مليون و5.5 مليون حاوية في العام.
ومن المتوقع أن تصل الإيجارات خلال فترة هذه الاتفاقية إلى 872 مليون دولار في حدها الأدنى. .ويضم المشغل الجديد شركة "دار الاختراع الدولية" السعودية، ومن المقرر أن يشغل رجل الأعمال المعروف الشيخ عبد الله بقشان رئاسة مجلس إدارة الشركة المشتركة.وقامت مؤسسة موانىء خليج عدن بتجديد معدات ميناء عدن لمواكبة التطورات الجارية في الموانىء العالمية، واستكمال دراسة تصاميم ووثائق المناقصة لتوسيع وتعميق القناة الملاحية وحوض الاستدارة وانتشال حطام السفن، وإعداد المخطط العام للميناء، بالإضافة إلى إعداد دراسة لتطوير وتعميق أرصفة ميناء المعلا "5 و6"، والبدء في تنفيذ مشروع استكمال نظام الحاسب الآلي في مؤسسة موانىء خليج عدن، كما انتهت من إعداد وثائق المناقصة لتوريد وتركيب منظومة مراقبة مرئية لحركة السفن "VTMS" لميناء عدن بهدف تعزيز الحماية اللازمة لجميع البواخر الداخلة إلى الميناء والخارجة منه.
وتحتوي محطة الحاويات بعدن على خمسة كرينات فقط أربعة منها تعمل بصورة طبيعية والخامس خارج عن الجاهزية ولا يعمل منذ يناير 2008 نتيجة عدم توفر قطع الغيار، وعند استلام مؤسسة موانىء عدن للمحطة في مارس 2008 تم معالجة الوضع من خلال التعاقد على استيراد قطع الغيار، ويجري العمل لإصلاحه ومن المتوقع عودة هذا الكرين العاطل عن العمل إلى الجاهزية خلال أيام.
وقد تم تركيب أربعة من الكرينات في عام 1999 والخامس في العام 2002، وتم شرائها من سنغافورة، ونظراً لطول المدة التي عملت فيها هذه الكرينات فقد أصبحت تعمل بنصف طاقتها بسبب قدمها. وفي حين ينقل الكرين الجديد 30- 35 حاوية في الساعة، فإن الكرينات الحالية أصبحت تعمل بنصف طاقتها الكاملة وتنقل في حدود 15- 20 حاوية في الساعة ويمكن أن تصل إلى 25 نقلة في الساعة.
وأكدت المصادر السابقة أن هناك تزايد في نقل الحاويات من وإلى السفن حيث أن الحركة عند تسلم المحطة من الشركة السنغافورية "PSA" نهاية عام 2003 كانت 117 ألف حاوية، وبلغ عدد الحاويات نهاية عام 2007 (445 ألفاً و303 حاويات) ومن المتوقع أن تصل حتى نهاية العام الجاري إلى 456 ألفاً و359 حاوية. وبذلك فإن عدد الحاويات المتداولة قد ارتفع منذ عام 2003 وحتى 2007 بمقدار 361 ألفاً و130 حاوية فقط الأمر الذي يبين وفقاً للمصادر الحكومية عدم وجود أي إشكالية حول الكرينات، والتي تعمل بشكل جيد يفي باحتياجات وحركة المحطة في الوقت الحالي بشكل معقول، وإن كانت بحاجة إلى تحديث وشراء كرينات جديدة ومعدات إضافية لمواجهة حجم الحركة المتزايدة.
مشاريع استثمارية
وأكدت إدارة المنطقة الحرة في عدن أنها توفر خدمات تنافسية عالية المستوى لتأسيس وتشغيل المشاريع الاستثمارية وتبذل جهداً مستمراً لبناء قدراتها المؤسسية وتحسين إجراءاتها الإدارية، وإيجاد بيئة عمل جاذبة للمستثمرين. كما تنسق المنطقة الحرة بعدن مع الهيئة العامة للاستثمار لرصد سوق الاستثمارات الإقليمية والدولية لتعزيز قدراتها التنافسية والعمل لتحقيق أهدافها من خلال الالتزام بمبادىء الشفافية والمحافظة على البيئة والتحسين المستمر لعملياتها وخدماتها لمجتمع الأعمال.
وقالت إدارة المنطقة الحرة بعدن إن المستثمر يستفيد من بيئة أعمال جاذبة تتضمن قوانين استثمارية متحررة، وإعفاءات ضريبية قابلة للتمديد لفترات إضافية، وحوافز وضمانات للأعمال التجارية، ووفرة الموارد الطبيعية والموارد البشرية المؤهلة، والأجور التنافسية.
وتبلغ مساحة ميناء الحاويات بعدن 85 هكتاراً، بقدرة مناولة 388 ألفاً و450 حاوية "حجم 20 قدماً"، وتحتوي على رافعات جسرية حديثة للحاويات ورصيف بعمق 16 متراً، بينما تصل القدرة المراد تحقيقها إلى رصيف بطول 1650 متراً وحجم مناولة يبلغ 1.5 مليون حاوية "حجم 20 قدماً".
وتشمل الفرص الاستثمارية المتاحة في مجالات الاستثمارات المباشرة ضمن القطاعات الإنتاجية والخدمية في ميناء الحاويات، مشروع قرية الشحن الجوي في القطاع F بمساحة 30 هكتاراً للمرحلة الأولى من إجمالي المساحة المخصصة 198 هكتاراً. ويهدف المشروع إلى ربط حركة النقل البحري بحركة الشحن الجوي وذلك من خلال تحديث وتطوير قدرات مطار عدن الدولي، على أن تكون قدرة المناولة الإجمالية 300 ألف طن متري سنوياً قابلة للزيادة. وفي القطاع J هناك المنطقة الصناعية التخزينية بمساحة 678 هكتاراً، وتختص بمجالات التخزين الجاف والمكيف والبارد ومخازن معالجة البضائع، إلى جانب النشاط الصناعي المتمثل في النسيج، والملابس الجاهزة، والإلكترونيات والكهربائيات، والأدوية، والمواد الغذائية، ولعب الأطفال، والورق. كما تتاح مشاريع سياحية على مساحة 100 هكتار لإقامة الفنادق والموتيلات والقرى السياحية والشقق المفروشة والشاليهات والمتنزهات والاستراحات والمطاعم السياحية ومدن الألعاب الترفيهية.
|