علي عمر الصيعري - في دوامة الغبار الذي تعمد قادة »المشترك« ودهاقنته إثارته لحجب الرؤيا وإلهاء القيادة السياسية للوطن عما كان يحدق به في الآونة الأخيرة من مخاطر التدخل الخارجي المنفرد في مجال السيادة الوطنية تحت ستار محاربة القراصنة الصوماليين في خليج عدن والبحر العربي، وما شابه ذلك من حجج ومبررات لا طائل تحتها سوى عودة »العقب الحديدية« الاستعمارية الجديدة.
اثناء تلك الدوامة المفتعلة على خلفية الإعداد للانتخابات القادمة، كان الأخ الرئيس المعلم -حفظه الله- يراقب، بثاقب نظره وبعد رؤاه، معطيات الأمور واحداثيات التحرك »الانجلو-صهيو-أمريكاني«، ويخطط لإبعاد دفة اساطيلهم الحربية عن المياه السيادية للوطن.. لم يغرب عن باله، وهو يخطط لذلك، تلك الدراسة سيئة الصيت الصادرة عن معهد »موشى دايان« الصهيوني التي حددت معالم الاستراتيجية الاقليمية الوقائية الاسرائيلية، والتي واجهها فخامته بحكمة ودهاء لدرء مخاطرها عن اليمن، عندما دفعت اسرائيل بارتيريا لاحتلال جزيرة »حنيش« الكبرى في 15 ديسمبر عام 1995م، واجترح مآثره للوطن باستعادتها عن طريق الحوار والتحكيم الدولي والمحاججة في 1 نوفمبر 1998م.
تمحورت خطة الرئيس المعلم في مواجهة مخاطر العقب الحديدية الجديدة بأن أعلن للمحفل الدولي ترحيب اليمن بجميع أساطيل الدول القادرة على محاربة القرصنة، بوصفها ارهاباً دولياً لا يستثني أحد أو تتأثر دولة أو دولتان بحق محاربته، مستحثاً هيئة الأمم المتحدة لأن تتحمل مسئولية تنظيم مواجهة هذا الارهاب الدولي الجديد ليقطع بذلك الطريق على التفرد العسكري لذلك المخطط الاستعماري الجديد، وينجح في المحصلة الأخيرة في توجيه دفة الأساطيل الحربية نحو أرض الصومال، وتحديداً بلاد »بنط« الشمالية المتمتعة بحكم شبه ذاتي حيث وكر القراصنة ومنطلقهم.. وبهذا يجترح للوطن مأثرة جديدة تضاف الى مآثره العظيمة.. تعظيم سلام لهذا الرئيس المعلم على هذه المأثرة، وبئس من قال: »لتذهب مصالح منتسبي السلطة الى الجحيم ويبقى الوطن« فأين كان في الآونة الأخيرة وسيادة الوطن في المحك؟!!
sayari13@hotmail.com
|