محمد انعم -
الذين يعتقدون ان الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي هي التي تقف وراء هذه الأزمة والمناكفات واثارة الدعوات المريضة والتمجيد لكل النعرات النتنة والعصبيات الكريهة.. أمثال هؤلاء، حقاً، لا يدركون عظمة الديمقراطية ولم يستوعبوا أهميتها وفوائدها الكثيرة في حياتنا كمواطنين وعلى مستوى الوطن بشكل عام.
ان هذا التضارب والتجاذب وافتعال الأزمات والتحريض والشتم والابتزاز والكذب والنكث بالعهود والوعود وغير ذلك من سياسات احزاب المشترك تظل تحت سقف الديمقراطية اساليب محدودة الخسائر.
انما لو تخلينا عن هذا المكسب الوطني العظيم فانه يصعب تصور حال اليمن امام الخطاب الفظيع لاحزاب المشترك الذي صار مجرداً من اي اخلاقيات او من اية مسئولية وطنية او دينية او انسانية تجاه قضايا الشعب.
فاذا كانت احزاب المشترك منزوعة المخالب والانياب وهي اليوم تطالب بتدخل اجنبي وتفاخر بذلك علناً من أجل الحصول على خمسين مقعداً في البرلمان ،ولا تأسف أو يردعها رادع لو استعانت بصهاينة وخانت الشعب وقدمت الارض لأعداء شعبنا من اجل بضعة مقاعد في البرلمان تسعى لاغتصابها بعيداً عن إرادة الشعب.
إذاً فالمشكلة لم تعد بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك، بل انها بين الشعب وأعدائه.
وبات السكوت على عبث المشترك يعني التفريط بأعظم منجزات الشعب.. بل جر البلاد الى كارثة.. فليس من المعقول أو من المقبول أن يُسمح لأحزاب تطالب بتقسيم اليمن، وترفض الديمقراطية والقبول بإرادة الناخبين، و تشجع على العنف، وتستعين بالخارج ضد الوطن.. وغير ذلك ان تتمادى في غيها أكثر من ذلك، ولا يتحرك الطرف الساكت أو يدرك الآخرون ان اللعب مع الثعابين محمود العواقب دائماً.
لقد آن الأوان لردع هؤلاء الامراض وإطفاء شرورهم قبل أن تحرق الارض ومن عليها بنيران أحقادهم.
أخيراً:
إن حماية الديمقراطية والتعددية تظل هي القضية الاهم التي يجب أن تتصدر اجندة كل القوى الوطنية في المرحلة الراهنة وفي مقدمتهم المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.
والذين يعتقدون أن الديمقراطية لاتعنيهم حتى يدافعوا عنها ، فإنهم مجرد عالة على المجتمع يعيشون بلا قضية وليس لهم هدف ولا يحملون قيماً يدافعون عنها في حياتهم.